تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[دبحس]:

صفحة 276 - الجزء 8

  والدَّبْساءُ: فَرَسٌ سابِقَةٌ كانَتْ لمُجاشِعِ بنِ مَسْعُودِ بنِ ثَعْلَبةَ السُّلَمِيِّ الصَّحابِيِّ أَميرِ تَوَّجَ زَمَنَ سيِّدِنا عُمَرَ، وكان من المُهاجِرينَ، قُتِل يومَ الجَملِ مع عائِشَةَ، رضي الله تَعَالَى عنهم.

  وأَدْبَسَتِ الأَرْضُ: أَظْهَرَتِ النَّبَاتَ. وقال أَبو حَنِيفَةَ، |: أَدْبَسَتْ: رُئِيَ أَوَّلُ سَوَادِ نَبْتِهَا، فهي مُدْبِسَةٌ.

  ودَبَّسَهُ تَدْبِيساً: وَارَاهُ، عن ابنِ الأَعْرَابِيّ، وأَنشد لِرَكَّاضٍ⁣(⁣١) الدُّبَيْرِيِّ:

  لَا ذَنْبَ لِي إِذ بِنْتُ زُهْرَةَ دَبَّسَتْ ... بِغَيْرِك أَلْوَى يُشْبِهُ الحَقَّ باطِلُهْ⁣(⁣٢)

  فدَبَّسَ هو، أَي تَوَارَى، لازِمٌ مُتَعَدٍّ، هكذا في سائرِ النُّسَخِ. ولا يَخْفَى أَنه لا يكونُ لازِماً ومتعدِّياً إِلاَّ إِذا كانَ: دَبَسَهُ، بالتَّخفِيف، وهو قد ضَبَطَهُ بالتَّشْدِيدِ، وهكذا عن ابنِ الأَعْرَابِيِّ، فاخْتَلفَا، فتأَمَّلْ. فالصّوابُ في قوله: «فدَبَّسَ» بالتَّشْدِيد، كما صرَّحَ به الصّاغَانِيُّ في العُبَابِ، ونَسَبَه إِلى ابنِ عَبَّادٍ.

  ودَبَّسَ خُفَّهُ تَدْبِيساً: لَدَمَهُ، نقله الصّاغانِيُّ.

  وادْبَسَّ الفَرَسُ ادْبِسَاساً: صارَ أَسْوَدَ مُشْرَباً بحُمْرَةٍ.

  * وممّا يُسْتَدْرَك عَليه:

  ادْبَاسَّتِ الأَرْضُ ادْبِيسَاساً: اخْتَلطَ سَوَادُها بحُمْرَتِهَا.

  وجاءَ بأُمُورٍ دُبْسٍ، أَي دَواهٍ مُنْكَرَةٍ، عن أَبي عُبَيْدٍ، وقد أَنْكِرَ ذلك عَلَيْه، وأَنّ الصّوَابَ «رُبْسٍ» بالراءِ.

  قلتُ: وإِنَّ هذا الّذي أَنْكِرَ عليه قد ذَكَرَه الزَّمَخْشَرِيّ في الأَساسِ، فإِنَّهُ قالَ: داهِيَةٌ دَبْسَاءُ. ودَوَاهٍ دُبْسٌ. وهو مَجَاز.

  وكزُبَيْرٍ: دُبَيْسٌ المَلاّلُ، عن الثَّوْرِيِّ. وإِبْرَاهِيمُ بنُ دُبَيْسٍ الحَدّادُ. ذَكَرَه المُصَنِّف في «س ب ت». ودُبَيْسُ بنُ سَلاّمٍ القَباني، عن عليِّ بنِ عاصمٍ. ودُبَيْسٌ: رجلٌ من بَنِي صَخْرٍ، وهو فارِسُ الحَدْبَاءِ. ودُبَيْسٌ الأَسَدِيُّ: مشهورٌ، انْظُرْه في شُرُوحِ المَقَامَات. ونَهْرُ دُبَيْسٍ: بالعراق، إِلى مَولَى لزيادِ ابنِ أَبيهِ، وقيل: رجُلٍ قَصَّارٍ كان له تبصر على الثِّيَاب⁣(⁣٣).

  والدِّبْسُ، بالكسرِ: لَقَبُ أَبِي العَبّاسِ أَحْمَدَ بنِ محمَّدٍ الحَمّالِ، وحازِم بن محمَّدِ بنِ أَبِي الدِّبْسِ الجُهَنِيِّ، كلاهُما عن شُيُوخِ ابن الزَّيْنِيّ. والمُبَارَكُ بنُ عليٍّ الكِنَانِيُّ يُكْنَى أَبا الدِّبْسِ، سَمِعَ منه الدُّبَيْثيّ⁣(⁣٤).

  والدَّبَّاسُ، ككَتَّانٍ: لَقَبُ جَمَاعَةٍ، أَشهَرُهم حَمّادٌ شيخُ سَيِّدِي عبدِ القادِرِ الجيلانِيِّ، قُدِّس سِرُّه. ويُونُسُ بنُ إِبرَاهِيمَ بنِ عبد القَوِيِّ الدَّبُّوسِيّ، بتثقيل الباءِ الموَحَّدةِ، ويقالُ له: الدَّبَابِيسِيُّ، أَيضاً، وهو آخِرُ مَن حَدَّثَ عن ابنِ المُقَيّر⁣(⁣٥)، وعنه جَمَاعَةٌ من شيوخِ الحَافِظِ. ومُحَمّدُ بنُ عليِّ بن أَبي بَكْرِ بنِ دَبُّوسٍ، وقَرِيبُه مُحَمَّدُ بنُ محمَّدِ بنِ عبدِ اللَّطِيفِ بنِ دَبُّوسٍ، حَدَّثَا.

  والمَدَابِسَةُ: بَطْنٌ من لامِ بنِ الحَارِثِ بنِ ساعِدَةَ، في اليَمَنِ.

  [دبحس]: الدُّبَّحْسُ، كشُمَّخْرٍ، والحاءُ مُهْمَلَةٌ. أَهمَلَه الجَوْهَرِيُّ، وصاحِبُ اللِّسَانِ، ونَقَلَ الصَّاغَانِيُّ عن سِيبَوَيْهِ، وقالَ صاحِبُ اللِّسَانِ: هو بالخَاءِ المُعْجَمَةِ، مَثَّلَ به سِيبَوَيْهِ، وفَسَّرَه السِّيرَافِيُّ فقال: هو الضَّخْمُ، فأَوْهَمَ الصّاغَانِيُّ أَنَّ التَّفْسِيرَ لسِيبَوَيْهِ.

  وقيل: هو العَظِيمُ الخَلْقِ، وهو بَيَانٌ لمَعْنَى الضَّخْمِ، والصّوَابُ أَنَّ هذا بالخَاءِ المُعْجَمَةِ، كما يَأْتِي عن ابنِ خالَوَيْهِ.

  وقال غيرُ السِّيرافِيِّ: الدُّبَحْسُ: هو الأَسَدُ، كَأَنَّه لضَخامَتِه.

  [دبخس] كالدُّبَّخْسِ، بالخَاءِ المُعْجَمَة، زِنَةً ومَعْنًى، وهو الَّذِي ذكرَه صاحبُ اللِّسانِ.

  وذَكَرَهُ ابنُ خَالَويْهِ في «كِتَابِ لَيْسَ». وقالَ فيهِ: الدَّبَّخْسُ: من غَرِيبِ أَسْمَاءِ الأَسَدِ. وقال في «كتابِ أَسْمَاءِ الأَسَد»: الدُّبَّخْسُ: العَظِيمُ الخَلْقِ، يقال: رَجُلٌ دُبَّخْسُ، وأَسَدٌ دُبَّخْسٌ.


(١) عن التهذيب واللسان وبالأصل «وأنشد ركاض».

(٢) روايته في التكملة:

فلا ذنب لي أن ... لعَيْرك

(٣) في معجم البلدان: كان يقصر عليه الثياب.

(٤) عن المطبوعة الكويتية وبالأصل «الدبيسي».

(٥) عن المطبوعة الكويتية وبالأصل «ابن القير».