تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[أزج]:

صفحة 287 - الجزء 3

  والأَرّاجُ والمِئْرَجُ، ككَتّانٍ ومِنْبَرٍ: الكَذّابُ، والخَلّاطُ، والمُغْرِي بين النّاسِ.

  والمُؤَرَّجُ، كمُحَمَّدٍ: الأَسَدُ من أَرَّجْتُ بين القومِ تَأْرِيجاً، إِذا أَغْرَيْتَ بينهم وهَيَّجْتَ قال أَبو سعيد: ومنه سُمِّي المُؤَرِّج بالكسرِ أَبو فَيْدٍ - بفتح الفاءِ وسكون الياءِ التّحتيّة وآخره دال مهملة، هكذا في نُسختنا على الصّواب، وتَصَحَّفَ على شيخنا، فذكر في شرحِه، المُقَابَلِ عليه - أَبو قَبيلة، وهو خَطَأٌ -: عَمْرُو بنِ الحارِثِ السَّدُوسِيُّ النَّحْوِيّ البَصْرِيّ، أَحدُ أَئمّة اللّغةِ والأَدب.

  وفي البُغْيَةِ للجلال: عَمْرُو بنُ مَنِيع بن حُصَيْن السَّدُوسِيّ، وفي شروح الشّواهد للرَّضِيّ: المُؤَرِّج، كمُحَدِّثٍ السُّلَمِيّ: شاعِر إِسلاميّ من الدّولة الأَمويّة، وفي الصّحاح عن أَبي سعيدٍ: ومنه المُؤَرِّجُ الذُّهْلِيّ جَدُّ المُؤَرِّجِ الرَّاوِيَة، سُمِّيَ لتَأْرِيجِه الحَرْبَ وتَأْرِيشِها بينَ بَكْرٍ وتَغْلِبَ، وهما قبيلتانِ عظيمتانِ.

  وفي التهذيب⁣(⁣١): الأَوَارِجَةُ: من كُتُبِ أَصحابِ الدّواوِينِ في الخَراج ونحوه، ويقال: هذا كتابُ التَّأرِيجِ، وهو مُعَرّبُ آوَارِه⁣(⁣٢)، أَي النّاقِلِ؛ لأَنه يُنْقَلُ إِليها الأَنْجِيذَجُ بفتح فسكون فكسر فسكون التَّحْتِيّة وذال وجِيم⁣(⁣٣) الذي يُثْبَتُ فيه ما على كُلِّ إِنسانٍ، ثُمّ يُنْقَلُ إِلى جَرِيدةِ الإِخْرَاجَاتِ، وهي عِدَّةُ أَوارِجَاتٍ، وقد بسط فيه المصنّف الكلامَ لاحتياج الأَمْرِ إِليه، وهو الأَعْرَفُ به.

  * ومما يستدرك عليه:

  ما في النهاية في الحديث: «لما جاءَ نَعِيُّ عُمَرَ، رضي الله تعالى عنه، إِلى المَدَائِنِ أَرِجَ النّاسُ» أَي ضَجُّوا بالبكاءِ، قال: وهو من أَرِجَ الطِّيبُ، إِذا فاحَ.

  وأَرَّجَ بالسَّبُعِ⁣(⁣٤) كهَرَّجَ إِما أَن تكونَ لغة، وإِما أَن تكون بدلاً.

  وأَرَجَ الحَقَّ بالبَاطِلِ يَأْرِجُه أَرْجاً: خَلَطَه.

  وأَرَّجَ النّارَ وأَرَّثَها: أَوْقَدَهَا⁣(⁣٥)، مُشَدَّدٌ، عن ابن الأَعرابيّ.

  والأَيارِجة: دواءٌ، وهو معَرّب.

  [أزج]: الأَزَجُ، مُحَرَّكَةً: ضَرْبٌ مِنَ الأَبْنِيَةِ وفي الصّحاحِ، والمِصْبَاحِ، واللِّسان الأَزَجُ: بَيْتٌ يُبْنَى طُولاً، ويقال له بالفارسية: أَوستان، ج: آزُجٌ، بضمّ الزّاي، وآزَاجٌ، قال الأَعشَى:

  بَنَاه سُلَيْمَانُ بنُ دَاوُودَ حِقْبَةً ... له آزُجٌ صُمٌّ وطَيٌّ مُوَثَّقُ

  وإِزَجَةٌ كَفِيلَةٍ.

  وبابُ الأَزَجِ، مُحَرَّكَةً: مَحَلَّةٌ كبيرةٌ ببغدادَ⁣(⁣٦)، وقد نُسِبَ إِليها جماعة من المُحَدِّثِين.

  وَأَزَّجَهُ تَأْزِيجاً: بناهُ وطَوَّلَهُ.

  وأَزَجَ الرَّجلُ كنَصَر، وفَرِحَ أُزُوجاً، بالضَّمّ مصدر الأَوّل، والذي في اللسان وغيره وأَزَجَ في مِشْيَتِه يَأْزِجُ، أَي كيضرِب، هكذا ضبط بالقَلم، أُزوجاً أَسْرَعَ: قال:

  فَزَجَّ رَبْدَاءَ جَوَاداً تَأْزِجُ ... فسَقَطَتْ من خَلْفِهِنّ تَنْشِجُ

  وأَزَجَ عَنِّي: تَثاقَلَ حينَ استَعَنْتُه. وفي أُخرى: اسْتَغَثْتُه.

  والأَزِجُ ككَتِفٍ: الأَشِرُ.

  والأَزُوجُ: سُرعةُ الشدّ⁣(⁣٧).

  وفَرَسٌ أَزُوجٌ.

  وأَزِجَ العُشْبُ، إِذا طال.

  [إسبرنج]: * ومما يستدرك عليه: ما ورد في الحديث «مَن لَعبَ بالإِسْبِرَنْجِ والنَّرْدِ فقد غَمَسَ يَدَه في دَمِ خِنْزِيرٍ» قال ابن الأَثِير في النهاية: هو


(١) في ترجمة راج.

(٢) ضبط التكملة أوارَة بفتح الراء ضبط قلم.

(٣) بهامش المطبوعة المصرية: «قوله وجيم وهو كذلك في التكملة أيضاً، وفي نسخة المتن المطبوع مرسوم بخاء معجمة» كذا، وفي القاموس الذي بين أيدينا بالجيم.

(٤) عن اللسان، وبالأصل «بالحرب».

(٥) الأصل واللسان، وفي التهذيب: أَرَّثتُ النارَ وأَرّجْتُها إِذا شعلتَها.

(٦) في التكملة: من المحال الشرقية ببغداد.

(٧) الأصل واللسان، وفي التكملة: سرعة السير.