تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[وأي]:

صفحة 275 - الجزء 20

  بنُهْي زبابٍ نقضي منها لُبانةً ... فقد مَرَّ رأْسُ الطَّيْرِ لَوْ تَرَيانِ⁣(⁣١)

  ونِهْيُ ابن خالدٍ: باليَمامَةِ.

  ونِهْيُ تُرْبَةٍ: مَوْضِعٌ آخَرُ وهو المَعْروفُ بالأخْضَرِ.

  ونِهْيُ غُرابٍ: قليبٌ بينَ العَبامة والعُنابة في مُسْتَوى الغوْطَةِ، قالَهُ أَبو محمدَ الأَسْوَد الأعْرابي، وبه فَسّر قَوْل جامِعِ بنِ عَمْرِو بنِ مُرْخِيَةَ:

  وموقدها بالنهي سوقٌ ونارُها ... بذاتِ المَواشِي أَيما نار مصطلي⁣(⁣٢)

  ونِهْيُ الأكُفِّ، بكسر ففتح⁣(⁣٣): مَوْضِعٌ؛ ومنه قولُ الشاعرِ:

  وقالت تَبَيّنْ هل ترى بين ضارج ... ونِهْيِ الأَكفّ صارخاً غير أعجما⁣(⁣٤)

  ونِهْيُ الزَّوْلةِ⁣(⁣٥)، بالكسْر: قَرْيةٌ بالبَحْرَيْنِ، غَيْرِ التي ذَكَرَها المصنِّفُ.

  ونَهِيَّةُ، كغَنِيَّةٍ: مَوْضِعٌ؛ كلُّ ذلكَ عن ياقوت.

  ونَهَوْتُ: لُغَةٌ في نَهَيْتُ؛ نقلَهُ ابنُ سِيدَه.

  وقالَ ابنُ الأعْرابي: النَّاهِي الشَّبْعانُ الرّيَّانُ؛ يقالُ: شَرِبَ حتى نَهَى وأَنْهَى ونَهَّى.

فصل الواو مع نَفْسها ومع الياءِ

  ومِن الأوّل لم يأْتِ إلَّا واو كما سَيَأْتي.

  [وأي]: ووَأَى الرَّجُلُ، كوَعَى: وَعَدَ، ومَصْدَرُه الوَأْي، وهو الوعَدُ الذي يُوَثِّقُ الرَّجُل على نَفْسِه ويَعْزِمُ على الوَفاءِ به؛ ومنه حديثُ أَبي بكْرٍ: «مَنْ كانَ له عِنْد رَسُولِ الله وَأَيٌ فليَحْضُر».

  ووَأَيٌ وَأْياً ضَمِنَ. يقالُ: وَأَى له على نَفْسِه يَئي ووَأْياً إذا ضَمِنَ له عِدَةً؛ وأَنْشَدَ أَبو عبيدٍ:

  وما خُنْتُ ذا عَهْد وأَيْتُ بعَهْدِه ... ولم أَحْرِمِ المُضْطَرَّ إذْ جاءَ قانِعا

  وفي حديثِ وهبٍ: «قرأْتُ في الحكْمةِ أنَّ الله تعالى يقولُ: إني قد وَأَيْتُ على نفْسِي أنْ أَذْكُرَ مَنْ ذَكَرني»، عَدَّاهُ بعلى لأنَّه بمعْنَى جَعلْت على نَفْسِي.

  قال اللّيْث: والأمْرُ منه أَ، وللاثْنَيْن أَيا، وللجَمْع أوْأ، على تَقْديرِ عَ وعِيا وعَوا، وتَلْحق به الهاءُ فتقولُ أهْ وتقولُ أبما وَعَدْتَ وأيا بما وَعَدْتُما.

  والوَأْيُ، كالوَعْدِ: العَدَدُ الكثيرُ⁣(⁣٦) مِن النَّاسِ.

  وأَيْضاً الوَهْمُ والظَّنُّ. يقالُ: ذَهَبَ وَأْيي إلى كذا، أَي وَهْمِي، نقلَهُ وما قَبْله الصَّاغاني في التكْملَة.

  والوَأَى، بتَحْرِيك الهَمْزةِ: السَّريعُ الشَّديدُ الخَلْق مِن الدَّوابِّ.

  وفي التَّهْذيبِ: الفَرَسُ السَّريعُ المُقْتدرُ الخَلْق؛ وأَنْشَدَ أَبو عبيدِ للأسْعَر الجُعْفي:

  راحُوا بَصائِرُهُمْ على أَكْتافِهم ... وبَصِيرتي يعْدُو بها عَتَدٌ وَأَى⁣(⁣٧)

  والوَأَي: الحِمارُ الوَحْشِيُّ، زادَ الجَوْهرِي: المُقْتدِر الخَلْقِ؛ وأَنْشَدَ لذي الرُّمَّة:

  إذا انْشَقَّتِ الظَّلْماء أَضْحَتْ كأَنَّها ... وَأَىّ مُنْطَوٍ باقي الثَّمِيلَة قارِحُ⁣(⁣٨)


(١) معجم البلدان: «نهيا زباب» برواية:

بنهيا زباب نقضٍ ... ... فقد مرّ بأس

(٢) معجم البلدان «نهي غراب».

(٣) كذا نظّر له الشارح، والمثبت عن ياقوت وقيدها: بكسر النون وتفتح، والهاء ساكنة والياء معربة، بوزن ظبي.

(٤) معجم البلدان «نهي الأكف» وفيه: وقلتُ: تبيّنْ ...

(٥) لم يذكرها ياقوت.

(٦) لفظة «الكثير» ليست في القاموس.

(٧) اللسان والصحاح ونسبه للجعفي.

(٨) الصحاح وفي اللسان: إذا انجابت.