تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[نبج]:

صفحة 492 - الجزء 3

  [نبج]: النَّبّاج: الشَّديدُ الصَّوْتِ، وقد نَبَجَ يَنْبج نَبيجاً.

  ونَبَجَ، إِذا خَاضَ سَوِيقاً أَو غيرَه. قَال المفضَّل: العرب تقول للمِخْوَض المِجْدَحُ والمِزْهَف والنَّبَّاجُ، للسَّوِيق وغيرِه.

  وفي «كتاب ليس» لابن خالَوَيْه، يقال: نَبَجْتُ اللَّبَنَ الحَليبَ: إِذا جَدَحْتَه بعُودٍ في طَرَفِه شِبْهُ فَلْكَةٍ حتى يُكَرْفِئ ويَصير ثُمالاً فيُؤكَل به التَّمْرُ يُجْتَحف اجْتِحافاً. قال: ولا يَفعل ذلك أَحدٌ من العرب إِلَّا بنو أَسد. يقال: لَبَنٌ نَبيجٌ ومَنبوجٌ، واسم ما يُنْبَجُ به النَّبَّاجةُ.

  والنَّبَّاجة: بهاءٍ: الاسْتُ. والنَّبْج: ضَرْبُ من الضَّرْط.

  يقال: كَذَبَتْ نَبّاجَتُك، إِذا حَبَقَ.

  والنِّبَاجُ ككِتَابٍ: ة، بالبادية على طريقِ البَصْرةِ، يقال له نِبَاجُ بني عامِر بنِ كُرَيزٍ، وهو بحِذاءِ فَيْدٍ. وفي المعجم: قال أَبو عُبيدِ الله السَّكونِيّ: النِّبَاجُ: من البَصرة على عَشرةِ⁣(⁣١) مَراحلَ، به يومٌ من أَيّام العَرب مشهورٌ، لتميم على بكرِ بنِ وائلٍ. قال: والنِّبَاجُ هذا استنبطَ ماءَه عبدُ الله بنُ عامِر بنِ كُرَيزٍ، شَقَّقَ فيه عُيوناً، وغَرَس نَخْلاً، ووَلَدُه به⁣(⁣٢)، وساكَنَه رَهْطُه بنو كُرَيزٍ ومن انضَمَّ إِليهم من العَرب، ومِنَ وراءِ النِّبَاجِ رِمالٌ أَقْوازٌ⁣(⁣٣) صِغارٌ يَمْنةً ويَسْرةً على الطَّريق، والمَحَجَّة فيها أَحياناً لمَنْ يُصعِدُ إِلى مَكَّة رَمْلٌ وقِيعانٌ، منها قاعُ بَوْلَانَ والقَصيم⁣(⁣٤). قال أَعرابيّ:

  أَلا حَبَّذَا رِيحُ الأَلاءِ إِذا سَرَتْ ... به بعد تَهْتانٍ رِياحٌ جَنائِبُ

  أَهُمُّ⁣(⁣٥) بُبغْضِ الرَّملِ ثُمَّتَ إِنَّني ... إِلى الله مِن أَن أُبْغِضَ الرَّملَ تائبُ

  وإِني لَمَقْدورٌ ليَ⁣(⁣٦) الشَّوْقُ كُلَّما ... بَدا ليَ مِن نَخْلِ النِّباجِ العَصائبُ

  منها الزّاهِدانِ: يَزيدُ بنَ سَعيدٍ سمِع مالكَ بنَ دِينارٍ، وعنه رَجاءُ بنُ محمَّدِ بنِ رَجاءٍ البَصْريّ، ذكرَه ابنُ الأَثير؛ وأَبو عبد الله سَعيدُ بنُ بُرَيدٍ، كزُبَير، ذكرَه الأَمير. و: ة، أَخرَى، وتُعرَف بِنِبَاج بني سَعْدٍ بالقَرْيَتينِ، بينه وبين اليَمامِة غِبّانِ⁣(⁣٧) لبكر بن وائل، والغِبّ: مَسيرةُ يَومَينِ. وقولُ البُحْتُريّ:

  إِذا جُزْتَ صَحراءَ النِّباجِ مُغرِّباً ... وجَازَتْك بَطْحاءُ السَّواجِيرِ يا سَعْدُ

  فقُلْ لِبَني الضَّحّاكِ مَهْلاً فإِنّني ... أَنا الأُفْعُوانُ الصِّلُّ والضَّيْغَمُ الوَرْدُ

  قال في المعجم: السَّواجِيرُ: نَهْرُ مَنْبِجَ، فيقتَضِي ذلك أَن يكون النِّبَاجُ بالقُرْب منها، ويبعد أَن يُريدَ نِبَاجَ البَصْرةِ، وبين مَنْبجَ وبينها أَكثرُ من مَسيرةِ شَهرينِ.

  والنُّبَاجُ، كغُرَابِ: الرُّدَامُ. قال أَبو تُرابٍ: سأَلت مُبتكِراً عن النُّبَاج، فقال: لا أَعرِف النُّبَاجَ إِلا الضُّراطَ.

  ونُبَاجُ الكَلْبِ ونَبِيجُه: نُباحُه، لُغة فيه.

  ويقال: كَلْبٌ نَبَاجٌ، بالتشديد ونُبَاجِيّ بالضّمّ: نَبَّاحٌ ضَخْمُ الصَّوْتِ؛ عن اللحيانيّ.

  وَمَنْبِجُ كمَجْلِس: ع، قال اليَعقوبيّ: من كُوَرِ قِنِّسْرِينَ.

  وقال غيره: بعُمانَ. وفي المعجم: هو بلدٌ قديمٌ، وما أَظنُّه إِلّا رُوميّاً، إِلّا أَن اشتقاقه في العربيّة يُجَوِّز أَن يكون من أَشياءَ، فذَكَرها. وذكل بعضُهم أَنّ أَوّل مَن بناها كِسْرَى لمّا غلَب على الشام، وسمّاها «مَنْ بَه⁣(⁣٨)» أَي أَنا أَجود، فعُرِّبت. والرَّشيد أَوّلُ من أَفْردَ العَواصِمَ، وجعلَ مدَينتهَا مَنْبِجَ، وأَسْكَنها عبدَ الملك بنَ صالحِ بن عليّ بن عبدِ الله بنِ عَبَّاسٍ. وقال بطليموس: بينها وبين حَلَبَ عَشْرَةُ فَراسِخَ، وإِلى الفراتِ ثَلاثةُ فراسِخَ. وبخطّ ابن العَطَّار⁣(⁣٩): مَنْبجُ بَلْدَةُ البُحتُريّ وأَبي فِراسٍ.

  ويُنسَب إِليها جَماعةٌ: عُمَرُ⁣(⁣١٠) بنُ سَعيدِ بن أَحمدَ بنِ سِنانٍ


(١) معجم البلدان: عشر مراحل.

(٢) عن معجم البلدان، وبالأصل «وولد به».

(٣) بهامش المطبوعة المصرية: «قوله أقواز جمع قوز بالفتح وهو المستدير من الرمل أفاده المجد» وفي معجم البلدان: أقوار. ووردت فيه صواباً في مادة «القصيم».

(٤) عن معجم البلدان، وبالأصل «والقضيم» خطأ. وفي المعجم: والقصيم بلد قريب من النباج.

(٥) عن معجم البلدان وبالأصل «لهم» وبهامش المطبوعة المصرية: «قوله لهمّ كذا بالنسخ ولعل الصواب: «أهمّ».

(٦) في معجم البلدان: وإني لمعذور إلى الشوق.

(٧) عن معجم البلدان، وبالأصل «غباث».

(٨) ومثله في معجم البلدان.

(٩) عن معجم البلدان وبالأصل: ابن العصار.

(١٠) عن اللباب ومعجم البلدان، وبالأصل «عمرو».