تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[سيب]:

صفحة 88 - الجزء 2

  أنه ابن جهبل ابن عبدة بن عصر كَكِتابٍ: شَاعِرٌ هكذا ضبطه المفجّع البصريّ وقال: من قاله بالمعجمة فقد أَخطأ. ولَيْسَ لَهُم سِهَابٌ بالمُهْمَلَةِ غَيْرُه وهو أَخُو أَوْسِ بْنِ سِهَاب.

  والسَّهْبُ: مُوْضِعٌ باليَمَن. مِنْه أَبو حُذَافَة إسماعِيلُ بْنُ أَحْمَدَ بْن سنبه.

  [سهرب]: ومما يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ: سُهْربٌ بالضم: جَدُّ أَبي علي الحَسَن بْن حَمْدُون بْن الوَلِيد بْن غَسَّان النَّيْسَابُورِيّ الأَدِيب، مَولَى عَبْدِ القَيْس رَوَى وحَدَّث.

  [سيب]: السَّيْبُ: العَطَاءُ، والعُرْفُ. والنَّافِلَةُ. وفي حَدِيثِ الاسْتِسْقَاءِ: «واجْعَلْه سَيْباً نافِعاً» أَي عَطَاءً، ويَجُوزُ أَنْ يُرِيدَ مَطَراً سَائِباً أَي جَارِياً. ومن المجاز: فَاضَ سَيْبُهُ عَلى النَّاسِ أَي عطاؤه، كَذَا في الأَسَاس.

  والسَّيْبُ: مُرْدِيُّ السَّفِينَة.

  والسَّيْبُ: شَعَرُ ذَنَبِ الفَرَسِ والسَّيْبُ: مَصْدَرُ سَاب المَاءُ يَسِيبُ سَيْباً. جَرَى.

  وساب يَسِيب: مَشَى مُسْرِعاً. ومن المَجَازِ: سَابَتِ الحيَّة تَنْسَابُ وتَسِيبُ⁣(⁣١) إذَا مَضَت مُسْرِعَةً. أَنشد ثعلب:

  أَتَذْهَبُ سَلْمَى في اللِّمَامِ فَلَا تُرَى ... وباللَّيْلِ أَيْمٌ حَيْثَ شَاءَ يَسِيبُ

  وكَذلِكَ انْسَابَتْ [تنسابُ]⁣(⁣٢). وسَابَ الأَفْعَى وانْسَابَ إذَا خَرَجَ مِنْ مَكْمَنِه. وفي الحَدِيثِ «أَنَّ رَجُلاً شَرِبَ من سِقَاءٍ فانْسَابَتْ في بَطْنِه حَيَّة، فَنُهِيَ عن الشُّرْبِ مِنْ فَمِ السِّقَاءِ».

  أَي دَخَلَتْ وجَرَت مَعَ جَرَيَانِ المَاء. يقال: سَابَ المَاءُ إذا جَرَى. كانْسَابَ.

  وانْسَابَ فُلَان نَحْوَكُم: رَجَع. وفي قَوْلِ الحَرِيريّ في الصَّنْعَانِيَّةِ «فَانْسَابَ فِيَها غِرَارة» أَي دخل فيها دخول الحَيَّة في مكمنها. و في كِتَابِه ÷ لِوَائِلِ بْنِ حُجْرٍ: «وَفِي السُّيُوب الخُمُسُ».

  قال أَبو عُبَيْد: هِيَ الرِّكاز وهو مَجَازٌ. قال: ولا أَرَاه أُخِذَ إلَّا مِنَ السَّيْبِ، وَهُوَ العَطِيَّة. وأَنشد:

  فما أَنَا مِنْ رَيْبِ المَنُونِ بجُبَّإ ... وَمَا أَنَا من سَيْبِ الإلَه بآيِس

  وفي لِسَانِ العَرَبِ: السُّيُوبُ: الرِّكَازُ لأَنَّهَا من سَيْبِ اللهِ وَعَطَائِه. وقَالَ ثَعْلَبٌ: هِيَ المَعَادنُ. وقال أَبُو سَعِيد: السُّيُوبُ: عُرُوقٌ مِنَ الذَّهَبِ والفِضَّة تَسِيبُ في المَعْدِن، أَي تَتَكَوَّنَ فِيهِ⁣(⁣٣) وتَظْهَر، سُمِّيَتْ سُيُوباً لانْسيَابِها في الأَرْض.

  قال الزَّمَخْشَرِيُّ: السُّيُوبُ [الركاز]⁣(⁣٤) جمع سَيْبٍ يُرِيدُ بِهِ المَالَ المَدْفُونَ في الجَاهِليَّة أَوِ المَعْدِن [وهو العطاء]⁣(⁣٤)، لأَنَّه مِنْ فَضْلِ اللهِ وَعَطَائِه لمَن أَصَابَه. ويُوجَد هُنَا في بَعْضِ النُّسَخ: السِّيَاب، وهو خَطَأٌ.

  وذَاتُ السَّيْب: رَحَبَة لإضم. وفي التكملة: مِنْ رِحَاب إضَم.

  والسِّيبُ بالكَسْرِ: مَجْرَى الماءِ جَمْعه سُيُوبٌ.

  ونَهْرٌ بخُوارَزْم⁣(⁣٥). ونهر بالبَصْرَة⁣(⁣٦) عليه قَرْيَةٌ كَبِيرَةٌ.

  وآخَرُ في ذُنَابَةِ الفُرَاتِ بقُرْب الحِلَّة وعليه بَلَدٌ. منه صَبَاحُ بْنُ هَارُونَ، ويَحْيَى بْن أَحْمَدَ المُقْري صاحب الحماميّ، وهِبَةُ الله بنُ عَبْدِ الله مُؤَدِّبُ أَمِير المؤمنين المُقْتَدِر هَكَذَا في النُّسَخ. وفي التَّبْصِير مُؤدِّب المُقْتَدِي، سمع أَبَا الحُسَيْن بْن بشران، وعنه ابْن السَّمْرَقَنْدِيّ. وأَبو البركات أَحمدُ بنُ عَبْدِ الوَهَّابِ السِّيبِيّ عن الصريفينيّ وهو مُؤَدِّبُ أَمِيرِ المؤمنين المُقْتَفِي لأَمرِ اللهِ العَبَّاسِيّ، وعنه أَخذ، لا أَبُوهُ أَي وَهِم مَنْ جَعَلَ شيخَ المُقْتَفِي عَبْدَ الوَهَاب يَعْنِي بِذَلك أَبَا سَعْد بْن السمعانيّ.

  قلت: وأَخُوه عَلِيّ بْنُ عَبْدِ الوَهَاب حَدَّث عَن أَبِي الحَسَن العلَّاف، وأَبُوهُمَا عبد الوَهَّابِ سَمِعَ أَبَاه وعَنْه أَبُو الفَضْلِ الطُّوسِيُّ وحَفِيدُه أَحمَدُ بْنُ عَبْدِ الوَهَّابِ حَدَّثَ،


(١) في الصحاح: انسابت الحية: جرت. وفي الأساس: الحية: تسيب وتنساب. وفي المقاييس: وانسابت الحية انسياباً.

(٢) زيادة عن اللسان.

(٣) كذا بالأصل واللسان والنهاية، وعبارة التهذيب: تجري فيه.

(٤) زيادة عن الفائق ١/ ٦.

(٥) في معجم البلدان: السيب: بخوارزم في ناحيتها السفلى: موضع أو جزيرة.

(٦) معجم البلدان: فيه.