تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[بجو]:

صفحة 188 - الجزء 19

  * قُلْتُ: وهو كما ذَكَرَ وقد سُبِقَتِ الإشارَةُ إليه في بَاثَ عن الأزْهرِيّ فإنَّه قالَ: بثة حَرْفٌ ناقِصٌ كانَ أَصْلُه بِوْثَة مِن بَاثَ الرِّيحُ الرِّمادَ يَبوثَهُ إذا فَرَّقَه كان الرَّماد سمّى بثة لأنَّ الرِّيحَ يسفها؛ وشاهِدُ البِثَى قَوْلُ الطِّرمَّاح:

  خَلا أَنَّ كُلْفاً بتَخْرِيجِها ... سَفاسِقَ حَوْلَ بِثىً جانِحَه⁣(⁣١)

  أَرادَ بالكُلْفِ الأَثافيّ المسودّة، وتَخْرِيجها: اخْتِلافُ أَلْوانِها، وحَوْلَ بِثىً: أَرادَ حَوْلَ رَمادٍ.

  وقالَ الفرَّاءُ: هو الرّمْدِدُ، والبِثَى يُكْتَبُ بالياءِ.

  والبَثِيُّ، كَعلِيِّ: الكثيرُ المَدْحِ للنَّاسِ.

  وأَيْضاً: الكثيرُ الحَشَمِ. ووَقَعَ في نسخةِ اللِّسانِ: الكثيرُ الشَّحْم.

  وبَثَا يَبْثُو بَثْواً: عَرِقَ؛ عن الفرَّاء.

  * وممَّا يُسْتدركُ عليه:

  بَثاءٌ: عينُ ماءٍ في دِيارِ بَني سَعْدٍ بالستارَيْنِ يَسْقِي نَخْلاً.

  قالَ الأزْهرِيُّ: وقد رأَيْتُه وتَوَهَّمْتُ أنَّه سُمِّي به لأنَّه قليلٌ يَرْشحُ فكأنَّه عَرَقٌ يَسِيلُ.

  قالَ ياقوتُ: وقالَ مالِكُ بنُ نُوَيْرَةَ وكانَ نزلَ بهذا الماءِ على بَني سَعْدٍ فسَابَقَهُم على فَرَسٍ له يقالُ له نصابٌ فسَبَقَهم فَظَلمُوه، فقالَ:

  قلت لهم والشنو مني بادي: ... ما غَرَّكم بسابقٍ جوادِ

  يا ربّ أَنْتَ العَوْن في الجِهادِ ... إذ غابَ عنِّي ناصِرُ الأرْفادِ

  واجْتَمَعَتْ مَعاشِرُ الأعادِي ... على بثاءٍ راهطي الأورادِ⁣(⁣٢)

  وبَثَا به عنْدَ السُّلْطان يَبْثُو: سبعه⁣(⁣٣).

  [بجو]: وبُجاوَةُ، كزُغاوَةَ: أَرْضُ النُّوبةِ منها النُّوقُ البُجاوِيَّاتُ، وهي نُوقٌ فرهةٌ يُطارِدُونَ عليها كما يُطارَدُ على الخَيْلِ، وقد جاءَ في شِعْرِ الطِّرمَّاح:

  بُجاوِيَّة لم تَستَدرْ حَوْلَ مَثْبِرٍ ... ولم يَتَحَوَّنْ درَّها ضَبُّ آفِن⁣(⁣٤)

  وفي الحدِيثِ: «كانَ أَسْلَمُ مَوْلى عُمَر بجَاوِيّاً»، وهو جِنْسٌ مِن السُّودانِ، أَو أَرضٌ بها السُّودانُ.

  ووَهِمَ الجَوْهرِيُّ حيثُ قالَ: بَجَاءُ: قَبيلَةٌ، والبَجاوِيَّاتُ مِن النُّوقِ مَنْسوبَةٌ إليها.

  ونَقَلَ ابنُ بَرِّي عن الرِّبَعِيِّ: البَجاوِيَّاتُ مَنْسوبَةٌ إلى بَجاوَةَ قَبيلَةٌ، قالَ: وذَكَرَ القَزَّازُ بُجاوَةَ وبِجاوَةَ، بالضمِّ وبالكسْرِ، ولم يَذْكرِ الفتْحَ.

  ويقالُ: إنَّ الجَوْهرِيَّ وَهِمَ في أُمُورٍ ثلاثٍ: الأَوَّل: بَجاءُ بالفَتْحِ، وإنَّما هي بُجاوَةُ، بالضمِّ أَو بالكسْرِ.

  وأَغْفَلَ المصنِّفُ الكَسْرَ وهو مُسْتَدركٌ عليه.

  والثاني: جَعَلها قَبيلَةً وهي أَرْضٌ، وهذا سَهْل فإنَّ القَبيلَةَ قد تُسَمَّى باسم الأرضِ.

  والثالثُ: نسبة النُّوق إلى بُجاء، وإنَّما هي إلى الأرضِ أَو إلى القَبيلَةِ، وهي بجاوَةُ.

  وبِجايَةُ، بالكسْرِ: هذا والذي بَعْده يائِيٌّ، فكانَ يَنْبَغِي أَن يُشِيرَ عليه بحرْفِ الياءِ بالأَحْمر على عادَتَهِ.


(١) ديوانه ص ٦٩ واللسان والتكملة والتهذيب.

(٢) معجم البلدان «البثاء» وفيه:

قلت لهم والشنء مني بادٍ

وفيه أيضاً:

على بثاء باهظ الأورادِ

(٣) كذا بالأصل، وفي اللسان «سيعه» وكتب مصححه: ولعلها محرفة عن: سعى به.

(٤) اللسان.