تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[موز]:

صفحة 153 - الجزء 8

  والمَلاّزُ، ككَتّانٍ: الذِّئْبُ؛ لأَنّه يَذْهَبُ بسُرْعَةٍ.

  ويقال: بِعْتُه المَلَزَى، مُحَرَّكةً، أَي المَلَسَى.

  ويُقَال: تَمَلَّزَ من الأَمْر تَمَلُّزاً، وتَمَلَّسَ تَمَلُّساً: خَرَجَ منه.

  [موز]: المَوْزُ، ثَمَرٌ، م معروفٌ، والوَاحدَةُ بهاءٍ مُلَيِّنٌ مُدِرٌّ مُحَرِّكٌ للباءَة، يَزيدُ في النُّطْفَة والبَلْغَمِ والصَّفْرَاءِ، وإِكْثَارُه مُثَقِّلٌ جدًّا؛ لأَنه بَطيءُ الهَضْمِ، وقِنْوُه يَحْمِلُ من الثَّلاثِين إِلى خَمْسِمِائَةِ مَوْزَةٍ، نقلَه المُؤَرِّخُون. قلتُ: هو مشاهَدٌ في نَوَاحِي مَقْدَشُوه. قال أَبو حَنيفَةَ: المَوْزَةُ تَنْبُتُ نَبَاتَ البَرْديِّ، ولها وَرَقَةٌ طَوِيلَةٌ عَرِيضَةٌ تكونُ ثلاثةَ أَذْرُعٍ في ذِرَاعَيْن، وتَرتفعُ قامَةً، ولا تَزَالُ فِرَاخُها تَنْبُتُ حَولَهَا، كلُّ وَاحدٍ منها أَصْغَرُ مِن صَاحِبِه، فإِذا أَجْرَتْ قُطِعَتِ الأُمُّ من أَصْلِهَا، وطَلَعَ فَرْخُهَا الذي كان لَحِقَ بها، فيَصِيرُ أُمًّا، وتَبْقَى البَوَاقِي فِرَاخاً، فلا تَزَالُ هكذا، ولذلك قال أَشْعَبُ لابْنِه - فيما رَواه الأَصْمَعِيُّ -: لمَ لا تَكُونُ مِثْلِي؟ فقال: مَثَلِي كمَثَل المَوْزَةِ لا تَصْلُحُ حتّى تَمُوتَ أُمُّها.

  وبائِعُه مَوّازٌ، كشَدَّاد.

  والمَوّازُ بنُ حَمُّويَةَ: مُحدِّثٌ وهو شيخُ البُخارِيِّ، وقد حَصَلَ فيه تَصْحِيفٌ مُنْكَر للمصنِّف، وصَوابُه المَرّار - براءَيْن⁣(⁣١) - ومَا ظَهَرَ لي ذلك إِلاّ بعد تَأَمُّل شَدِيدٍ، وتَصَفُّح أَكيدٍ، في التَّبْصير للحافظ، والإِكمال وذَيْله للصّابُونيِّ، فلم أَجدْ في المُحَدِّثين مَن اسمُه المَوّازُ، إِلى أَن أَرشَدَنِي الله تعالَى بإِلهامِه: فظَهَر أَنه تَصْحيفٌ. وقال الحَافظُ في مُقَدِّمة الفَتْح: قال الجَيّانيُّ: أَبو أَحمدَ المَرّارُ بنُ حَمُّوَيه الهَمَذَانيُّ - بفَتْح الميم والذّال المُعْجَمَة - يقال إِنّ البُخاريَّ حَدَّثَ عنه في الشُّرُوط.

  * وممّا يُسْتَدْرَك عليه:

  مُنْيَةُ المَوْز: قَريةٌ بمصرَ، من أَعمال جزيرَة قَوِيسْنَا⁣(⁣٢)، وقد رأَيتُهَا.

  وابنُ المَوّاز: من العُلَماءِ المَالِكيَّة، وهو مشهورٌ. ومحمّدُ بنُ عبد الله بن حَسَن بن المَوّاز: حَدَّثَ، ذَكَرَه المَقْريزيُّ في العُقُود.

  [مهز]: مَهَزَه، كمَنَعَه، أَهملَه الجَوْهَريُّ، وقال الكسَائيُّ وابنُ الأَعْرَابيِّ: يُقَال: مَهزَه⁣(⁣٣) ومَحَزَه ونَحَزَه وبَهَزَه بمَعْنَى: دَفَعَه. وأَهمَلَهَا صاحبُ اللِّسَان، وذَكَرَه استطراداً في ترجمة لَهَزَه، نَقْلاً عن الكسَائيّ.

  [ميز]: مَازَه يَميزُهُ مَيْزاً: عَزَلَه وفَرَزَه، كأَمَازَه ومَيَّزَه، والاسمُ المِيزَةُ بالكَسْر، فامْتَازَ وانْمازَ وتَمَيَّزَ واسْتَمَازَ، وكذلك امّازَ، وفي التَّنْزيل العَزيز: {حَتّى} يَمِيزَ {الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ}⁣(⁣٤) قُرئَ يَمِيزَ من مازَ يَمِيزُ، وقُرئَ «يُمَيِّزَ» من مَيَّز يُمَيِّز، وما ذَكَرَه المصنِّف من الأَفْعَال المُطَاوعة كلِّهَا بمعنًى وَاحدٍ، إِلاّ أَنَّهُم إِذا قالوا: مِزْتُه فلم يَنْمَزْ، لم يتَكَلَّمُوا بهما جميعاً، إِلاّ على هَاتَيْن الصِّيغَتَيْن، كما أَنهم إِذا قالُوا: زِلْتُه فلم يَنْزَلْ، لم يتَكلَّمُوا به إِلاّ على هَاتَيْن الصِّيغَتَيْن، لا يَقُولُون: مَيَّزْتُه فلم يَتَمَيَّزْ، ولَا زَيَّلْتُه فلم يَتَزَيَّلْ، وهذا قَوْلُ اللِّحْيَانيِّ.

  ومازَ الشيءَ يَمِيزُه مَيْزاً: فَضَّلَ بَعْضَه على بعضٍ، هكذَا في سائرِ الأُصُولِ الموجودةِ، والذي في المُحْكَم: فَصَلَ بَعضَه من بعضٍ، وهذا هو الصَّوَاب.

  ومازَ فُلانٌ، إِذا انْتَقَل من مَكانٍ إِلى مَكانِ، عن ابن الأَعْرَابيِّ.

  ويقال: رَجلٌ مَيْزٌ ومَيِّزٌ، كهَيْنٍ وهَيِّنِ: شَديدُ العَضَلِ.

  واسْتَمَازَ القَوْمُ: تَنَحَّى عِصَابَةٌ منهم ناحيةً، كامْتَازَ، قال الأَخْطَلُ:

  فإِنْ لا تُغَيِّرْهَا قُرَيْشٌ بمُلْكهَا ... يَكُنْ عَن قُرَيْشٍ مُسْتَمَازٌ ومَزْحَلُ⁣(⁣٥)

  وتَمَيَّزَ الرَّجلُ من الغَيْظ: تَقَطَّعَ، ومنه قولُه تعالَى: {تَكادُ} تَمَيَّزُ {مِنَ الْغَيْظِ}⁣(⁣٦) وهو مَجازٌ.

  وقَولُ القاتِلِ للمَقْتُولِ: مازِ رَأَسَك - وقد يقولُ: مَاز،


(١) في تقريب التهذيب: مرار - أيضاً - ابن حمويه الثقفي أبو أحمد الهمذاني.

(٢) في معجم البلدان قَوْسَنِيّا كورة من كور مصر بين القاهرة والاسكندرية.

(٣) في المطبوعة الكويتية: مهمزة.

(٤) سورة آل عمران الآية ١٧٩.

(٥) بالأصل: لا تعيرها ... ومرحل» وما أثبت عن الأساس.

(٦) سورة الملك الآية ٨.