تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[حنكس]:

صفحة 253 - الجزء 8

  والحِنْفِسُ والحِنْفِسُ أَيضاً: الصَّغِيرُ الخَلْقِ، وهو مَذْكُورٌ في الصّادِ، وقد سَبَقَ للمُصَنِّفِ أَيضاً.

  [حنكس]: * وممّا يُسْتَدْرَكُ عليه:

  حِنْكَاسٌ، بالكَسْرِ: اسمٌ.

  وأَبُو بَكْرِ بنُ حِنْكَاسٍ الحَنَفِيُّ: أَحَدُ الفُقَهَاءِ بتَعِزَّ، وهو جَدُّ الفقِيهِ عُمَرَ بنِ عَلِيٍّ العَلَوِيِّ لأُمِّه.

  [حوس]: الحَوْسُ والجَوْسُ، بالجِيمِ، بِمَعْنًى، وقد تقَدَّمَ، وقُرِئَ: فحَاسُوا خِلَال الدِّيارِ⁣(⁣١) بمَعْنى جاسُوا.

  ومن المجاز: الحَوْسُ: سَحْبُ الذَّيْلِ، وقد حَاسَتِ المَرْأَةُ ذَيْلها حَوْساً، إِذا سَحَبَتْهُ. زاد الزَّمَخْشَرِيُّ: ووَطِئَتْهُ كأَنَّهَا تُفْسِدُه بالابْتِذَالِ، وكذلِك: هم يَحُوسُونَ ثِيَابَهُم، إِذا كانُوا يُفْسِدُونَهَا بالابْتِذَالِ.

  والحَوْسُ: الكَشْطُ في سَلْخِ الإِهَابِ أَوّلاً فأَوّلاً، نَقَلَه الصّاغَانِيُّ وهو مَجازٌ، قالَ الزَّمَخْشَرِيُّ: يقالُ: حاسَ الجَزّارُ الإِهَابَ يَحُوسُه حَوْساً، إِذا رَفَعَه⁣(⁣٢) بيَدِه أَوَّلاً فأَوَّلاً حَتّى يَنْكَشِطَ.

  ويقال: تَرَكْتُ فُلاناً حَوْسَ، هكذا في سائِرِ النُّسَخِ، وصَوَابُه يَحُوسُ بَنِي فُلانٍ ويَجُوسُهم، أَي يَتَخَلَّلُهم ويَطْلُب فِيهِم ويَدُوسهم، وكذلِك الذِّئْب يَحُوسُ الغَنَمَ، أَي يَتَخَلَّلُهَا ويُفَرِّقُهَا، وبه فُسِّرَت الآيةُ.

  ويُقَال: إِنّه لحَوّاسٌ غَوَّاسٌ، أَي طَلاّبٌ باللَّيْلِ.

  ومن المَجَازِ: خَبَطَتْهُم الخُطُوبُ الحُوَّسُ، كرُكَّعِ، وهي الأُمُورُ الَّتِي تَنْزِلُ بالقَوْمِ فتَغْشَاهُم، وتَتَخَلَّلُ⁣(⁣٣) دِيَارَهُم قالَ الحُطَيْئَةُ:

  رَهْطُ ابنُ جَحْشٍ⁣(⁣٤) في الخُطُوبِ أَذِلَّةٌ ... دُنُسُ الثِّيَابِ قَنَاتُهمْ لَمْ تُضْرَسِ

  بالهَمْزِ من طُولِ الثِّقافِ وجَارُهُمْ ... يُعْطَى الظُّلامَةَ في الخُطُوبِ الحُوَّسِ

  ومن المَجَازِ: الحَوْساءُ: النّاقَةُ الكَثِيرَةُ الأَكْلِ، عن ابنِ الأَعْرَابِيِّ والجَمْع حُوسٌ. وقال ابن دُرَيْدٍ⁣(⁣٥): هي الشَّدِيدَةُ النَّفْسِ.

  وإِبِلٌ حُوسٌ، بالضَّمِّ: بَطِيئاتُ التَّحَرُّكِ من مَرْعاها. وفي اللسان مرعاهُنّ.

  والأَحْوَسُ: الجَرِيءُ الّذِي لا يَرُدُّهُ شَيْءٌ، وقالَ الجَوْهَرِيُّ: الَّذِي لا يَهُولُه شيْءٌ.

  والأَحْوَسُ: الذِّئْبُ، نَقَلَه الصّاغَانِيُّ، وهو من ذلِكَ.

  والحُوَاسَة بالضَّمِّ: القَرَابَة، كالحُوَيْساءِ مصغَّراً مَمْدُوداً، عن ابنِ عَبّادٍ.

  والحُوَاسَة: الطَّلِبَة بالدَّمِ.

  والحُوَاسَة: الغارَة.

  وقالَ الجَوْهَرِيُّ: الحُوَاسَة: الجَمَاعَة من النّاسِ المُخْتَلِطَة، ذكرَه في «ح ي س» وحَقُّه أَنْ يُذْكَرَ هُنَا.

  والحُوَاسَة أَيضاً: مُجْتَمَعُهُم.

  وقال الجَوْهَرِيُّ: الحُوَاسَات، بالضَّمّ: الإِبِل المُجْتَمِعَة قالَ الفَرَزْدَق:

  حُوَاسَاتِ العِشَاءِ خُبَعْثَنَاتٍ ... إِذا النَّكْبَاءُ عارَضَتِ⁣(⁣٦) الشَّمَالا

  ويُرْوَى العَشاء، بفتح العين، هكذا أَوْردَه في «ح ي س» وصوابُه هُنَا، قال ابنُ سِيدَه: ولا أَدْرِي ما مَعْنَى حُوَاساتٍ إِلاّ إِن كانَت المُلازِمَة للعَشاءِ، أَو الشَّدِيدَة الأَكْلِ، وأَوْرَدَ الأَزْهَرِيُّ هذا البَيْتَ على الذِي لا يَبْرَحُ مكانَه حتى يَنالَ حاجَتَه.

  والحُوَاسَاتُ: الإِبِلُ الكَثِيرَةُ* الأَكْلِ، وبه فَسَّر ابنُ سِيدَه قَوْل الفَرَزْدَقِ.

  والتَّحَوُّسُ: التَّشَجُّعُ في الكَلام، ومنه حَدِيثُ عُمَرَ بنِ عبدِ العَزِيزِ: «دَخل عليهِ قَوْمٌ فجَعلَ فَتًى مِنْهُمْ يَتَحَوَّسُ في كَلامِه، فقال: كَبِّرُوا كَبِّرُوا»⁣(⁣٧). أَي يَتجَرَّأُ ولا يُبالِي.


(١) سورة الإِسراء الآية ٥.

(٢) في الأساس: دفعه.

(٣) التهذيب واللسان: تخلّل.

(٤) في التهذيب واللسان: «رهط ابن أفعل» وفي الديوان: «دسم» بدل «دنس».

(٥) الجمهرة ٣/ ٢٣٣.

(٦) في اللسان: «راوحت». وفي التهذيب: «ناوحت» وفيه أيضاً: «الشتاء» بدل «العشاء».

(*) في القاموس: «الكثيرات» بدل «الكثيرة».

(٧) بهامش اللسان: «قوله: «فقال: كبّروا» تمامه كما بهامش النهاية: فقال الفتى: يا أمير المؤمنين لو كان بالكبر لكان في المسلمين أسنَ منك حين ولّوك الخلافة».