تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[ميا]:

صفحة 210 - الجزء 20

  مِياهِ بَني عميلَةَ بنِ طريفِ بنِ سعيدٍ المِمْهى وهي في حَرْفِ⁣(⁣١) جَبَلٍ يقالُ له سُواجٌ، وسُواجُ من أَخْيلةِ الحمى؛ نقلَهُ ياقوتٌ.

  وأَنْشَدَ ابنُ سِيدَه لبِشْرِ بنِ أَبي خازم:

  وباتَتْ ليلةً وأَدِمَ لَيْل ... على المِمْهَى يُجَزُّ لها الثّغامُ⁣(⁣٢)

  * قُلْتُ والمصنِّفُ ذَكَرَه هنا كأنّه جَعَلَه مِفْعَلاً من المَهْى وهو تَرْقيقُ الشَّفْرِ؛ وقال عَدِيُّ بن الرقاع:

  هُمْ يَسْتَجِيبُونَ للدَّاعِي ويُكْرِهُهُمْ ... حَدُّ الخَمِيسِ ويَسْتَمْهُونَ في البُهَمِ⁣(⁣٣)

  قد قيلَ في تفْسِيرِه: أَي يَسْتَخْرجُون ما عنْدَ خَيْلِهم من الجرْي. يقالُ: اسْتَمْهَى الفَرَسَ إذا اسْتَخْرَجَ ما عنْدَه مِن الجَرْي.

  قال الصَّاغاني: وقيلَ مَعْنى قَوْل عَدِيِّ: أَي يُخَرِّقُونَ الصُّفُوفَ في الحُروبِ ولا⁣(⁣٤) يُقْدَرُ عليهم؛ ونَصّ التَّكملةِ: فلا يُقْدَرُ عليهم.

  * وممَّا يُسْتدرَكُ عليه:

  مَهَى الشيءَ مَهْياً: مَوَّهَهُ؛ عن ابنِ سِيدَه. وأَشارَ له المصنِّفُ في الذي تقدَّمَ.

  والمُهاةُ: ماءُ الفَحْلِ، يائيَّةٌ، كما ذَكَرَه الجوْهرِي.

  فكِتابَةُ المصنِّفِ هذا الحَرْف بالأحْمر غَيْرُ وَجِيهٍ، ويدلُّ لذلكَ قولُ أَبي زيْدٍ: وهي المُهْيَة، أَي لماءِ الفحْلِ.

  وقد أَمْهَى: إذا أَنْزَلَ الماءَ عنْدَ الضِّرابِ.

  وقال، الليْثُ: المَهْيُ إرْخاءُ الحَبْلِ.

  * قُلْتُ: ويَجوزُ أَنْ يكونَ المِمْهَى للمَوْضِع مِفْعَلاً منه.

  * وممَّا يُسْتدركُ عليه:

  الماوِيَّةُ: المِرْآةُ كأنَّها نُسِبَتْ إلى الماءِ لصَفائِها، وأنَّ الصُّورَ تُرى فيها؛ هنا ذَكَرَه صاحِبُ اللسانِ. وتقدَّمَ للمصنِّفِ في «م وه». والجَمْعُ ماوِيٌّ؛ عن ابنِ الأَعْرابي.

  وقيلَ: الماوِيَّةُ حَجَرُ البلَّوْر، والجمْعُ مَاوٍ.

  وقال الأزْهرِي: ماوِيَّةُ أَصْلُها مائِيَّة قُلِبَتِ الهَمْزةُ واواً.

  وماوِيَّة: مِن أَسْماءِ النِّساءِ؛ وأَنْشَدَ ابنُ الأعْرابي:

  ماوِيِّ يا رُبّتَما غارةٍ ... شَعْواء كاللَّذْعةِ بالمِيسَمِ

  أَرادَ: يا ماوِيَّة فَرخَّم.

  قال الأزْهري: ورأَيْتُ بالبادِيَةِ على جادَّةِ البَصْرةِ إلى مكَّة مَنْهَلةً بينَ حَفَرِ أَبي موسَى ويَنْسُوعَةَ يقالُ لها ماوِيَّة.

  وفي المُحْكم: ماوِيَّةُ ماءٌ لبَني العَنْبر ببَطْنِ فلج.

  وأَمْوَى: صاحَ صيَاحَ السِّنَّوْرِ.

  [ميا]: ي مَيَّةُ ومَيُّ: مِن أَسْمائِهِنَّ؛ كما في الصِّحاح.

  وقال اللَّيْث: أَمَّا مَيُّ ففي الشِّعْر خاصَّةً.

  ومَيَّا بنتُ أُدِّ بنِ أُدَدِ بَنَتْ مَدينَةَ فارِقِينَ فأُضِيفَتْ إليها فقيلَ مَيَّا فارِقِينَ؛ وبَيْنَ بِنْت وبَنَتْ جِناسٌ؛ ومنه قولُ الشاعرِ:

  فإن يَكُ في كَيْلِ اليَمامَة عُسْرةٌ ... فما كَيْلُ مَيّا فارِقِينَ بأَعْسرا⁣(⁣٥)

  وهي مدينَةٌ بالجزيرةِ مِن دِيارِ بكْر؛ وقالوا في النِّسْبَةِ إليها فَارِقيّ، أَسْقَطُوا بعضَ الحُروفِ لكَثْرتِها؛ ويقالُ أَيْضاً فارقيني.

  وقالَ ابنُ الأثير: مَيَّا هي بنْتُ أُدٍّ، وفارِقِينَ هو خَنْدقُ المَدينة⁣(⁣٦)، وبالعجمية پاركين⁣(⁣٧) فعُرِّبَ، يقالُ ما هو


(١) في ياقوت: جوف جبل.

(٢) المفضلية ٩٧ البيت ٢٦ برواية: «... وأديم يوم» والمثبت كاللسان. وبالأصل «يجر».

(٣) اللسان والتكملة وجزء من البيت من شواهد القاموس، وقد ذكر فيه نثراً. وعلى هامش القاموس: قوله: في البهم، الصواب: في البهر، بالراء، ا ه» نقله عن الشارح.

(٤) في القاموس والتكملة: «فلا».

(٥) معجم البلدان: «ميافارقين» والضبط عنه.

(٦) عن اللباب وبالأصل «المدنية».

(٧) الأصل واللباب، وفي ياقوت: بارجين.