تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[ومغ]:

صفحة 72 - الجزء 12

  ذلِكَ ابنُ قَيْسٍ، وهُوَ حِجَازِيٌّ فَصِيحٌ، فقَالَ: لَيْسَ بفَصِيحٍ ولا ثِقَةٍ، شَغَلَ نَفْسَهُ بالشَّرابِ بتَكْرِيتَ، انْتَهَى.

  وحَكَى اللِّحْيَانِيُّ: وَلِغَ يَلِغُ، كوَرِثَ يَرِثُ، وقال غَيْرُهُ: ولِغَ يَوْلَغُ، مثلُ: وَجِلَ يَوْجَلُ، ومِنْهُ رِوَايَةُ الجَوْهَرِيِّ: «أَو يَوْلَغانِ دَمَا» وَلْغًا بالفَتْحِ، وأَنشَدَ ابنُ بَرِّيٍّ - لِحَاجِزٍ الأَسَدِيِّ اللِّصِّ -:

  بغَزْوٍ مِثْلِ وَلْغِ الذِّئْبِ حَتَّى ... يَثُوبَ بصاحِبِي ثَأْرٌ مُنِيمُ

  وقالَ آخَرُ:

  بغَزْوٍ كوَلْغِ الذِّئْبِ غَادٍ ورَائِحٍ ... وسَيْرٍ كنَصْلِ السَّيْفِ لا يَتَعَوَّجُ

  وَلْغُ الذِّئْبِ نَسَقٌ لا يَفْصِلُ⁣(⁣١) بَيْنَهُمَا فَتْرَةٌ كعَدّ الحاسِبِ، ويُضَمُّ عَن الفَرّاءِ، ووُلُوغًا، كقُعُودٍ، ووَلَغانًا، مُحَرَّكَةً، أي: شَرِبَ ما فِيهِ، ماءً أَوْ دَمًا بأَطْرَافِ لِسَانِه، أَوْ أَدْخَلَ لسَانَهُ فِيهِ فَحَرَّكَهُ، وفي الحَدِيثِ: «إذا وَلَغَ الكَلْبُ في إِناءِ أَحَدِكُمْ فَلْيَغْسِلْهُ سَبْعَ مَرّاتٍ» أي: شَرِبَ مِنْهُ بلِسَانِهِ خاصٌّ بالسِّباعِ أي: أَكْثَرُ ما يَكُونُ الوُلُوغُ في السِّباعِ ومِنَ الطَّيْرِ بالذُّبابِ، يُقَالُ: لَيْسَ شَيْءٌ مِنَ الطُّيُورِ يَلَغُ غَيْرُ الذُّبابِ.

  وما وَلَغَ اليَوْمَ وَلُوغًا، بالفَتْحِ، أي: لَم يَطْعَمْ شَيْئًا، قالَهُ ابنُ عَبّادٍ والزَّمَخْشَرِيُّ، وهو مَجَازٌ.

  والمِيلَغُ، والمِيلَغَةُ - بكَسْرِهِمَا. الإِناءُ يَلَغُ فِيهِ الكَلْبُ، واقْتَصَرَ الجَوْهَرِيُّ عَلَى الأَوَّلِ، وزادَ في الدَّمِ، وَفي حَدِيثِ عَلِيٍّ، ¥، أنَّ رَسُولَ اللهِ ، بَعَثَهُ لِيَدِيَ قَوْمًا قَتَلَهُم خالِدٌ، فأَعْطَاهُمْ مِيلَغَةَ الكَلْبِ» يَعْنِي: أَعْطَاهُمْ قِيمَةَ كُلِّ ما ذَهَبَ لَهُمْ، حَتَّى قِيمَةَ المِيلَغَةِ، وقد مَرَّ ذِكْرُ الحَدِيثِ أيْضًا في «ر د ع».

  ووالِغٌ: جَبَلٌ بَيْنَ الأَحْسَاءِ واليَمَامَة قال:

  إِذا قَطَعْنَا والِغًا والسَّبْسَبَا⁣(⁣٢) ... ذَكَرْتُ مِنْ رَبْعَةَ قِيلاً مَرْحَبَا

  وخُبْزَ بُرٍّ⁣(⁣٣) عِنْدَهَا ومَشْرَبَا

  ووالِغُونَ، بكَسْرِ اللّامِ⁣(⁣٤): وادٍ ولَعَلَّهُ الَّذِي ذُكِرَ، جُمِعَ بما حَوْلَه، قال الأغْلَبُ العِجْلِيُّ:

  نَحْنُ مَنَعْنَا جَوْفَ والِغينَا ... وقَدْ تَدَلَّى عِنَبًا وتِينَا

  وإِعْرَابُه كنَصِيبِينَ، كما في العُبَابِ.

  ووَلْغُونُ: ة، بالبَحْرَيْنِ⁣(⁣٥).

  والوَلْغَةُ: الدَّلْوُ الصَّغِيرَةُ قال:

  شَرُّ الدِّلاءِ الوَلْغَةُ المُلازِمَهْ ... والبَكَرَاتُ شَرُّهُنَّ الصّائِمَهْ⁣(⁣٦)

  وأَوْلَغَ الكَلْبَ: سَقَاهُ، أَوْ جَعَلَ لَهُ ماءً أَوْ شَيْئًا يَوْلَغُ فيهِ.

  ومِنَ المَجَازِ: رَجُلٌ مُسْتَوْلِغٌ: إذا كانَ لا يُبَالِي دَمًّا ولا عَارًا، وَفي الأَسَاسِ: ما يُبَالِي بالمَذامِّ، يَطْلُبُ أَنْ يُولَغَ في عِرْضِه، وأَنْشَدَ ابْنُ بَرِّيٍّ لرُؤْبَةَ:

  فلا تَقِسْنِي بِامْرِئٍ مُسْتَوْلِغِ

  * ومِمّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ:

  مَيَالِغُ الكِلابِ: جَمْعُ مِيلَغٍ.

  وفي مَثَلٍ: «غَزْوٌ كَوَلْغ الذِّئْبِ»، أيْ: مُتَدَارِك، وقَدْ مَرَّ شاهِدُه⁣(⁣٧).

  وفُلانٌ يَأْكُلُ لُحُومَ النّاسِ، ويَلَغُ في دِمَائِهِم، وهُوَ مَجَازٌ.

  واسْتَعَارَ بَعْضُهُم الوُلُوغَ للدَّلْوِ، فقَالَ:

  دَلْوُكَ دَلْوٌ يا دُلَيْحُ سابِغَهْ ... في كُلِّ أَرْجَاءِ القَلِيبِ والِغَهْ

  [ومغ]: الوَمْغَةُ أَهْمَلَهُ الجَوْهَرِيُّ، وقالَ ابْنُ الأَعْرَابِيِّ: هِيَ الشَّعَرَةُ الطَّوِيلَةُ، هكَذَا نَقَلَهُ ثَعْلَبٌ عَنْهُ.


(١) بهامش المطبوعة المصرية: «قوله: لا يفصل بينهما إلخ كذا بالأصل واللسان» وبهامش اللسان أيضًا: «قوله لا يفصل بينهما، كذا بالأصل».

(٢) زيد في معجم ياقوت عن الحفصي: والغ فلاة بين هجر واليهماء.

(٣) في معجم البلدان: وخير بئرٍ ..

(٤) في معجم البلدان: والغِين.

(٥) في معجم البلدان: موضع بالبحرين، ويقال: هذه ولغون ومررت بولغين.

(٦) بعدها في التهذيب: يعني التي لا تدور.

(٧) يعني قوله:

يغزو كولغ الذئب غادٍ ورائحٍ ... وسير كنصل السيف لا ينعوَجُ