تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[غزز]:

صفحة 117 - الجزء 8

  ومَنْكِبٌ مُغَرَّزٌ، كمُعَظَّمٍ: مُلْزَقٌ بالكَاهِلِ.

  وقال أَبو زَيْد: غَنَمٌ غَوَارِزُ، وعُيُونٌ غَوَارِزُ⁣(⁣١): ما تَجْرِي لهنّ دُمُوعٌ، والأَخِيرُ مَجَازٌ.

  وغَرَزَتِ الغَنَمُ غَرَزاً وغَرَّزَها صاحِبُها، إِذا قَطَعَ حَلْبَها، وأَرادَ أَن تَسْمَنَ.

  والغَارِزُ: الضَّرْعُ القَلِيلُ اللَّبَنِ.

  ومِن الرِّجَال: القَلِيلُ النِّكَاحِ، وهو مَجازٌ، والجمعُ غُرَّزٌ.

  ويقال: اطْلُبِ الخَيرَ في مَغَارِسِه ومَغَارِزِه، وهو مَجازٌ.

  وقَيْسُ بنُ غَرَزَةَ بنِ عُمَيْرِ بنِ وَهْبٍ الغِفَارِيُّ، محرّكةً: صَحابيٌّ كُوفِيٌّ، رَوَى عنه أَبو وَائِلٍ حديثاً صَحِيحاً، ومِن وَلَدِه: أَحمدُ بنُ حازِمِ بنِ أَبِي غَرَزَةَ صاحِبُ المُسْنَد.

  وابنُ غُرَيْزَةَ - مُصَغَّراً - هو كَبِير بنُ عبدِ الله بنِ مالِكِ بنِ هُبَيْرَةَ الدّارِمِيُّ: شاعِرٌ مُخَضْرَمٌ، وغُرَيْزَةُ أُمُّه، وقيل: جَدَّتُه.

  [غزز]: غَزَّ فُلانٌ بفُلانٍ غَزَزاً، محرَّكة، واغْتَزَّ به واغْتَزَى به، إِذا اخْتَصَّه من بَين أَصحابِه والغَزَزُ: الخُصُوصِيَّة، قاله أَبو زَيْد⁣(⁣٢) نَقْلاً عن العرب، وأَنشدَ:

  فمَنْ يَعْصِبْ بِلِيَّتِه اغْتِزَازاً ... فإِنكَ قد مَلأْتَ يَداً وشَامَا

  أَي فمَنْ يَلزمْ قَرَابتَه وأَهلَ بيتِه بالبِرِّ فإِنّكَ قد مَلأْتَ بمعروفك اليَمَنَ والشّامَ⁣(⁣٣)، ويريد باليَدِ هنا اليَمَنَ. كذا قالَه الصّاغَانيُّ، ونَسَبَه في اللِّسَان لأَبي عَمْرو.

  وغَزَّ الإِبِلَ والصَّبِيَّ يغُزُّهما غَزًّا: عَلّقَ عليهما العُهُونَ، أَي الصُّوفَ المَنْفُوش؛ من العَيْنِ، أَي دَفْعاً لإِصابَتِهَا.

  والغُزُّ بالضّمّ: الشِّدْقُ وهما الغُزّانِ، عن ابن الأَعْرَابيّ، كالغُزْغُزِ، كهُدْهُدٍ.

  والغُزُّ: جِنْسٌ من التُّرْكِ. كذا في الصّحاح. وقال شَمِرٌ: أَغَزَّتِ الشَّجرةُ إِغزَازاً: كَثُرَ شَوْكُهَا واشتدَّ والتفَّ، فهي مُغِزٌّ.

  وأَغَزَّتِ البَقَرةُ: عَسَرَ⁣(⁣٤) حَمْلهَا، وهي مُغِزٌّ، قالَه الليْثُ.

  قال الأَزهريُّ: الصَّوابُ: أَغْزَتْ فهي مُغْزٍ؛ مِن ذواتِ الأَرْبَعَةِ⁣(⁣٥).

  ويقَال للنّاقَة إِذا تأَخَّرَ حَمْلُهَا فاستأْخَر نِتَاجُهَا: قد أَغْزَتْ فهي مغْزٍ، ومنه قولُ رُؤْبَةَ:

  والحَرْبُ عَسْرَاءُ اللِّقَاحِ مُغْزِي ... بالمَشْرَفِيّاتِ وطَعْنٍ وَخْزِ

  قلتُ: وقد تقدَّم في العَيْن أَيضاً: أَغَزَّتِ⁣(⁣٦) النَّاقَةُ، إِذا اسْتَأْخَر حَمْلُها. وقال ابنُ القَطّاع: ساءَ حَمْلُهَا؛ فإِن لم يكن تَصْحِيفاً من هذا فهي لغةٌ في ذلك.

  والغُزَيْزُ، كزُبَيْرٍ: ماءٌ لبني تَمِيمٍ، عَن يَسَارِ مَنْ قَصَدَ مكةَ، حَرَسَهَا الله تعالَى، مِن اليَمَامةِ. قلتُ: وهو في قُفّ عند ثِنْي الوَرِكَةِ لِبَنِي عُطَارِدِ بنِ عَوْفِ بنِ سَعدٍ، وقد جاءَ ذِكرُه

  في حَدِيث الأَحْنَفِ بنِ قيسٍ؛ قيلَ له لما احْتُضِرَ: ما تَتمنَّى؟ قال: شَرْبَةً من ماءِ الغُزَيْز.

  وهو ماءٌ مُرٌّ، وكانَ مَوتُه بالكُوفةِ، والفُرَاتُ جاره.

  وغَازَزْتُه: بارَزْتُه ونافَسْتُه، وفي بعض النُّسَخِ: بارَزْتُه⁣(⁣٧)، والأُولَى هي التي في التَّكْمِلَة.

  وتَغَازَزْناه: تَنَازَعْنَاه.

  والغُزّازُ، كرُمّانٍ: البَرَرَةُ بالقَرَاباتِ والأَوْلادِ والجِيرَانِ وفِعْلُه الغَزَز محرّكة.

  وغَزَّةُ، بالفَتْح: د، بمَشارِفِ الشّامِ - بِفَلَسْطِينَ، مشهورٌ، بها وُلِدَ الإِمَامُ محمّدُ بنُ إِدْرِيسَ الشافعيُّ، ¥، سنة ١٥٠ تقريباً، وبها ماتَ هاشِمُ بنُ عبدِ مَنَافٍ جَدُّ النّبيِّ ، حين كان تَوَجَّهَ للشّام بالتِّجَارة، فأَدْرَكَتْه مَنِيَّتُه فماتَ بغَزَّةَ، وبها قَبْرُه ولكنْ غيرُ ظاهِرٍ الآنَ، وإِليه نُسِبَتْ فقيل: غَزَّةُ هَاشِمٍ. وجَمَعَها، أَي تَكَلَّم بها بلَفْظِ الجمعِ


(١) في الأساس: عيون غوارز: جوامد.

(٢) في التهذيب: عمرو عن أبيه: الغزز: الخصوصية، وقال أبو زيد: تقول العرب: وقد غزّ فلانٌ بفلانٍ فاغتزّ به واغتزى به إذا اختصه من بين أصحابه.

(٣) في التهذيب: بمعروفك من اليمن إلى الشام.

(٤) في التهذيب: عشّر.

(٥) أي من أربعة أحرف، كما في اللسان.

(٦) بالأصل «أغزت».

(٧) وهي التي في القاموس، وعلى هامشه عن نسخة أخرى: بادرته.