تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[كجرت]:

صفحة 116 - الجزء 3

  صاحَ صِيَاحاً لَيِّناً وهو صَوْتٌ بين الكَشيشِ والهَدِيرِ، وعبارة النهاية: كَتَّ الفَحْلُ⁣(⁣١) إِذا هَدَرَ.

  وكَتَّ فُلاناً: سَاءَهُ يقال: فَعَلَ بهِ مَا كَتَّه، أَي ما سَاءَه.

  وكَتَّهُ: أَرْغَمَهُ، وهذانِ من التَّكْمِلَة.

  وفي التهذيب عن اللِّحْيَانيّ عن أَعرابيٍّ فَصِيحٍ قال له: ما تَصْنَعُ بِي؟ قالَ: ما كَتَّكَ وأَرْغَمَكَ. وهما بِمَعْنًى واحدٍ⁣(⁣٢).

  وكَتَّتِ القِدْرُ: غَلَتْ، وكذلك الجَرَّةُ.

  وكَتَّ الكَلَامَ في أُذُنِه يَكُتُّه، بالضَّمّ كَتَّا: قَرَّهُ وسَارَّهُ بِه كَأَكَتَّهُ واكْتَتَّهُ، ويُقَال: كُتَّنِي الحَدِيثَ، وأَكِتَّنِيهِ، وقُرَّنِي وأَقِرَّنِيهِ، أَي أَخْبِرْنِيه كما سَمِعْتَه، ومثله فُرَّنِي وأَفِرَّنِيه [وقُذَّنِيه]⁣(⁣٣).

  وعن الفَرّاءِ: الكُتَّةُ، بالضَّم: رُذَالُ⁣(⁣٤) المَالِ وقَزَمُه.

  وكُتَّةُ: عَلَمٌ لعَنْزِ سَوْءٍ عن الفرّاءِ.

  والكَتَّةُ، بالفتح: مَا كَانَ في الأَرْضِ من خُضْرَةٍ⁣(⁣٥).

  وكُتْكُتُ وكُتْكُتَى بالضَّم فيهما غَيْرُ مُجْرَاتَيْن: اسم لُعْبَةٌ لَهُم. من قوله: «والكُتَّةُ» إِلى هنا عبارَةُ الصاغانيّ، في التكملة.

  والكَتُّ: القَلِيلُ اللَّحْمِ من الرِّجَالِ والنِّسَاءِ، ورجُلٌ كَتٌّ، وامرَأَةٌ كَتٌّ.

  والكَتْكَتُ: هكذا في نسختنا، والصواب الكَتْكَتَةُ، بالهاءِ، كما في اللّسَان وغيره وهو صَوتُ الحُبَارَى.

  والكَتْكَاتُ بالفتح: الرَّجُلُ الكَثِيرُ الكلامِ يُسْرِعُه ويُتْبعُ بَعْضَهُ بَعْضاً⁣(⁣٦)، ورجلٌ كَتْكَاتٌ: مُقَارِبُ الخَطْوِ في سُرْعَةٍ.

  وَكَتْكَتَ الرَّجُلُ: ضَحِكَ ضَحِكاً دُوناً.

  والكَتْكَتَةُ في الضَّحِكِ: دونَ القَهْقَهَةِ، وقال ثَعْلبٌ: وهو مثل الخَنِينِ⁣(⁣٧)، وعن الأَحمر: كَتْكَتَ فُلانٌ بالضَّحِك كَتْكَتَةً، وهو مثلُ الخَنِينِ.

  وفي الأَساس: كَتْكَتَ في ضَحِكِه: أَغْرَبَ.

  والكَتِيتَةُ: العَصِيدَةُ، وذا من التكملة.

  والاكْتِتَاتُ: الاسْتِمَاعُ تقول: اقْتَرَّ الحديثَ منّي فُلَان، واقْتَذَّهُ، واكْتَتَّه، أَي سَمِعَه مني كما سَمِعْتُه.

  وكَتَّ القَوْمَ يَكُتُّهُم كَتًّا: عَدَّهُمْ وأَحْصَاهُمْ، وأَكثر ما يستَعْمِلُونه في النَّفْيِ، يقال أَتانَا في جَيْشٍ ما يُكَتّ، أَي ما يُعْلَمُ عَدُّهُم⁣(⁣٨) ولا يُحْصَى. قال:

  إِلَّا بِجَيْشٍ ما يُكَتُّ عَدِيدُه ... سُودِ الجُلُودِ مِنَ الحَدِيدِ غِضابِ

  وفي المَثَل «لا تَكُتُّهُ أَو تَكُتُّ النُّجُومَ» أَي لا تَعُدُّه ولا تُحْصِيهِ وعن ابن الأَعْرَابِيّ: جَيشٌ لا يُكَتُّ، أَي لا يُحْصَى ولا يُسْهى، أَي لا يُحْزَر⁣(⁣٩) ولا يُنْكَف أَي لا يُقْطَع، وفي حَدِيث حُنَيْن «قَدْ جاءَ جَيْشٌ لا يُكَتُّ ولا يُنْكَفُ» أَي لا يُحْصَى ولا يُبْلَغُ آخِرُه، والكَتُّ: الإِحْصاءُ:

  * ومما يُسْتَدرك عليه:

  التَّكَاتُّ: التَزاحُم مع صَوْتٍ، وهو من الكَتِيتِ، وفي حديث أَبي قَتَادَةَ «فَتَكَاتَّ الناسُ على المِيضَأَةِ، فَقَالَ: أَحْسِنُوا المَلأَ⁣(⁣١٠) فكُلُّكُم سَيَرْوَى» قال ابنُ الأَثِير: هكذا رواه الزَّمَخْشَرِيّ وشَرَحَه، والمحفوظُ تَكَابَّ، بالباءِ الموحّدةِ، وقد مَضى ذِكْرُه.

  وكُتَاتَةُ - بالضمّ والتخفيف - جاءَ ذكْرُه في الحديث، وهو نَاحِيةٌ من أَعْرَاضِ المَدِينةِ المُشَرَّفة، لآلِ جعفر ابن أَبِي طَالِبِ، والذي في المراصد أَنها كُتَانَة بالنون⁣(⁣١١)، وسيأْتي.

  [كجرت]: * ومما يستدرك عليه:


(١) عن النهاية، وبالأصل «كتّ العجل».

(٢) في التهذيب: ما كتّك وغطاك وأورمك وأرغمك، قال ومعناهما واحد.

(٣) زيادة عن التهذيب واللسان.

(٤) في المطبوعة الكويتية: «رزال» تصحيف.

(٥) زيد في التكملة: إما ريّحة وإما نباتاً.

(٦) بالأصل: بعضاً بعصا وما أثبتناه عن اللسان.

(٧) عن اللسان، وبالأصل «الحنين» بالحاء المهملة. في الموضعين.

(٨) في اللسان: عددهم.

(٩) بالأصل «لا يحرز» وما أثبت عن التهذيب، وبهامش المطبوعة المصرية: «قوله لا يحرز كذا بخطه ولعل الصواب لا يحزر أي لا يقدّر ولا يخرص».

(١٠) في النهاية: الملْءَ.

(١١) ومثله في معجم البلدان.