تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[همو]:

صفحة 341 - الجزء 20

  وفي التكملةِ: قالَ أَبو سعيدٍ: الهَمَيانُ وادٍ به قوائِمُ شاخِصَةٌ، وهي قوائِمُ مِن صَخْرٍ خَلَقَها الله تعالى، وإنَّهم يبردُونَ الماءَ عليها فيَبْردُ ويُفْرِطُ، وكانَ يُنْشِدُ قولَ الأحْوَلِ الكِنْدي:

  فلَيْتَ لنا مِن ماءِ زَمْزَم شُرْبَة ... مبردة باتَتْ على الهَمَيانِ⁣(⁣١)

  وكان يُنْكِرُ الطَّهَيان.

  ويقالُ: هَمَا والله لقد كانَ كذا بمعْنَى أَمَا والله؛ عن الفرَّاء.

  * وممَّا يُسْتدركُ عليه:

  الأهْماءُ: المِياهُ السَّائِلَةُ.

  وكلُّ شيءٍ ضاعَ عنْك: فقد هَمَا؛ عن ابنِ السِّكِّيت.

  وهَمَى، مَقْصورٌ: اسْمُ صَنَمٍ؛ عن اللّيْث.

  وهُماءٌ؛ بالضم والمدِّ وقد يُكْتَبُ بالياءِ في آخرِه؛ هو العُقابُ، أَو طائِرٌ آخرُ مَنْ وَقَعَ ظِلُّه عليه صارَ مَلِكاً، تَتَّخِذُ المُلُوكُ مِن رِيشِه في تيجانِهم لعِزَّتهِ، وكأَنَّها فارِسِيَّةٌ.

  والهَماءُ، كسَماءِ موضِعٌ بينَ مكةَ والطائِفِ، نقلَهُ السُّكَّريُّ في شرْحِ شِعْر هُذَيْل؛ وأنْشَدَ أَبو الحَسَنِ المهلبي للنميري:

  فأَصْبَحْنَ ما بين الهَماءِ فصَاعداً ... إلى الجزعِ جَزْعِ الماءِ ذي العُشَراتِ⁣(⁣٢)

  [همو]: وهَمَا الدَّمْعُ يَهْمُو: أَهْملَهُ الجَوْهري.

  وحَكَى اللّحْياني وَحْدُه أنَّه كَيَهْمِي، بالياءِ؛ أَي سالَ.

  قالَ ابنُ سِيدَه: والمَعْروفُ يَهْمِي.

  [هنو]: والهِنْوُ، بالكسر: الوَقْتُ. يقالُ: مَضَى هِنْوٌ مِن الليْلِ: أَي وَقْتٌ، ويقالُ: هِنْ بالهَمْز كما مَرَّ للمصنِّفِ في أَوَّلِ الكِتابِ. والهِنْوُ، أَبو قَبيلةٍ، أَو قَبائِلَ، وهو ابنُ الأزْدِ؛ وضَبَطَه ابنُ خَطِيبِ الدَّهْشَة بالهَمْزةِ في آخِرِه؛ وهو أَعْقَبَ سَبْعَة أَفْخاذٍ، وهم: الهون وبديد ودهنة وبرقا وعوجا وأفكة⁣(⁣٣) وحَجْر أَوْلادُ الهِنْوِ بنِ الأزْدِ؛ قالَهُ ابنُ الجواني.

  وهَنٌ، كأخٍ: كلمةُ كِنايَةٍ، ومَعْناهُ شيءٌ، وأَصْلُه هَنَوٌ، تقولُ: هذا هَنُكَ: أَي شَيْئُكَ، هكذا بفَتْحِ الكافِ فيهما؛ في النسخِ وفي نسخِ الصِّحاحِ بكسْر الكافِ وفَتْحِها معاً؛ وهُما هَنوانِ والجَمْعُ هَنُونَ.

  وفي الحديثِ الذي رَواهُ البُخارِي في صحيحِه في بابِ ما يقولُ بعْدَ التكْبيرِ عن أبي هُرَيْرَةَ، ¥، قالَ: «كانَ رَسُولُ اللُّهِ ، يَسْكُتُ بينَ التكْبيرِ والقِراءَةِ إسْكاتَةً، قالَ: أَحَسَبه هُنَيَّة وهو مُصَغَّرُ هَنَةٍ، أَو هَنْتٍ، بسكونِ النونِ وهو على القِياسِ؛ قال الحافِظُ ابنُ حَجَر: هكذا في روايَةِ الأكْثَرين.

  أَصْلُها هَنْوَةٌ، فلمَّا صُغِّرَتْ صارَتْ هُنَيْوة فاجْتَمَعَتِ الواوُ والياءُ وسُبِقَتْ إحْدَاهما بالسكونِ فقُلِبَتِ الواوُ ياءً ثم أُدْغِمَتْ؛ أَي شيءٌ يَسِيرٌ؛ ويُرْوَى هُنَيْئة، بالهَمْزِ، وعليها أَكْثَر رُواةِ مُسْلم؛ وخَطَّأَهُ النّوَوي وتَبِعَه المصنِّفُ في أَوَّلِ الكِتابِ.

  ويُرْوَى هُنَيْهَةً بإبْدالِ الياءِ هاءً، هكذا وَقَعَ في رِوايةِ الكشميهني، وهي أَيْضاً رِوايَةُ إسْحق والحميدي في مُسْنَدَيْهما عن جريرٍ.

  وفي الصِّحاح: وتقولُ للمَرْأَةِ هَنةٌ وهَنْتٌ أَيْضاً ساكِنَة النونِ كما قالوا بِنْتٌ وأُخْتٌ، وتَصْغيرُها هُنَيَّةٌ، تردُّها إلى الأصْلِ وتأْتي بالهاءِ، كما تقولُ أُخَيَّةٌ وبُنَيَّةٌ، وقد تُبْدلُ مِن الياءِ الثانيَةِ هاءً فيُقالُ هُنَيْهَةٌ. ومنهم مَنْ يَجْعَلُها بدلاً من التاءِ التي في هَنْت.

  وهَنُ المرْأَةِ: فَرْجُها، قيلَ: أَصْلُه هَنَوٌ، والذّاهبُ منه واوٌ، والدَّليلُ على ذلكَ أنَّه يُصَغَّرُ على هُنَيْو؛ وقيلَ: أَصْلُه هَنٌّ، بالتّشْديدِ، فيُصَغَّرُ هُنَيْنا، وهذا القَوْلُ قد مَرَّ للمصنِّفِ في «هـ ن ن»، وتقدَّمَ شاهِدُه هناك.


(١) التكملة.

(٢) معجم البلدان «الهمّاء».

(٣) في جمهرة ابن حزم ص ٣٧٥ «أَفكَه».