تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[كمسن]:

صفحة 484 - الجزء 18

  وعَيْنٌ مَكْمُونَةٌ: بها شبْهُ الرَّمَدِ.

  والمُكْتَمِنُ: الحَزِينُ؛ قالَ الطرمَّاحُ:

  عَواسِفُ أَوْساطِ الجُفُونِ يَسُقْنَها ... بمُكْتَمِنٍ من لاعِجِ الحُزْنِ واتِنٍ⁣(⁣١)

  وحبُّه في الفُؤادِ كَمِينٌ: أَي مُضْمَرٌ.

  وقالَ أَبو عبدِ الله السّكونيُّ: المكْمَنُ: ماءٌ عَذْبٌ غَرْبيّ المغيثةِ والعَقَبةِ على سَبْعَةِ أَمْيالٍ من اليحْمُومِ.

  * وممَّا يُسْتدركُ عليه:

  [كمسن]: كمُسْانُ، بالضمِّ⁣(⁣٢): قَرْيَةٌ بمَرْوَ خَرَبَها الغزوُّ سَنَة ثَمانٍ وأَرْبَعِين وخَمْسمائةٍ، منها: أَبو جَعْفرٍ عبدُ الجبَّارِ بنُ أَحْمدَ بنِ محمدِ بنِ مُجاهِد الحافِظُ، رَوَى عنه أَبو بكْرٍ عبدُ الرّحمنِ بنُ محمدِ بنِ أَبي شحمَةَ المَأْمُونيّ.

  [كنن]: الكِنُّ، بالكسْرِ: وقاءُ كلِّ شيءٍ وسِتْرُهُ كالكِنَّةِ والكِنَانِ، بكسْرِهما.

  وأَنْشَدَ ابنُ دُرَيْدٍ لعُمَر بنِ أَبي ربيعة:

  تحتَ ظِلِّ كِنانُنا ... فَضْلُ بُرْدٍ يُهَلِّلُ⁣(⁣٣)

  والكِنُّ: البَيْتُ يردُّ البَرْدَ والحَرَّ؛ ومنه حدِيثُ الاسْتِسْقاء: «فلمَّا رأَى سُرْعَتَهم إلى الكِنِّ ضَحِكَ»، ج أَكْنانٌ وأَكِنَّةٌ.

  قالَ: سِيْبَوَيْهِ: ولم يُكَسِّرُوه على فُعُلٍ كراهِيَةَ التَّضْعيفِ.

  وفي التَّنْزيلِ العَزيزِ: {وَجَعَلَ لَكُمْ مِنَ الْجِبالِ أَكْناناً}⁣(⁣٤)؛ وقوْلُه تعالى: {وَجَعَلْنا عَلى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوهُ}⁣(⁣٥)؛ أَي أَغْطِيَةً؛ واحِدُها كِنانٌ.

  وكَنَّهُ يَكُنُّه كَنّاً وكُنوناً وأَكَنَّه وكَنَّنَهُ، بالتَّشْديدِ، واكْتَنَّهُ: أَي سَتَرَهُ؛ قالَ الأَعْلَم:

  أَيَسْخَطُ غَزْوَنا رجلٌ سمينٌ ... تُكَنِّنُه السِّتارَةُ والكَنِيفُ؟⁣(⁣٦)

  والاسمُ الكِنُّ.

  وكَنَّ الشيءَ في صَدْرِه كَنّاً وأَكَنَّهُ واكْتَنَّهُ كذلكَ؛ قالَ رُؤْبَة:

  إذا البَخِيلُ أَمَرَ الخُنُوسا ... شَيْطانُه وأَكْثَر التَّهْوِيسا

  في صدْرِه واكْتَنَّ أَن يَخِيسا⁣(⁣٧)

  وكَنَّ أَمْرَه عنه: أَخْفاهُ.

  وقالَ بعضُهم: أَكَنَّ الشيءَ: سَتَرَهُ؛ وفي التَّنْزيلِ العَزيزِ: {أَوْ أَكْنَنْتُمْ فِي أَنْفُسِكُمْ}⁣(⁣٨)، أَي أَخْفَيْتُم.

  قالَ ابنُ بَرِّي: وقد جاءَ أَكْنَنْتُ⁣(⁣٩) في الأَمْرَيْن جَمِيعاً.

  وقالَ الفرَّاءُ: للعَرَبِ في أَكْنَنْتُ الشيءَ إذا سَتَرْتَه لُغَتانِ: كَنَنْتُه وأَكْنَنْتُه؛ وأَنْشَدُوني:

  ثلاثٌ من ثَلاثِ قُدامَياتٍ ... من اللَّائي تَكُنُّ من الصَّقِيعِ⁣(⁣١٠)

  يُرْوَى بالوَجْهَيْن.

  وقالَ أَبو زَيْدٍ: كَنَنتُه وأَكْنَنْتُه بمعْنَى في الكِنِّ وفي


(١) اللسان وعجزه في التهذيب.

(٢) قيدها ياقوت بالنص بالفتح، والأصل كاللباب.

(٣) كذا ورد في رواية، وفي رواية:

ظلّ برد مرحَّلُ

قال ابن بري: صواب إنشاده:

بردُ عصبٍ مرحَّلُ

(٤) النحل، الآية ٨١.

(٥) الأنعام، الآية ٢٥، والإسراء، الآية ٤٦.

(٦) شرح أشعار الهذليين ١/ ٣٢٨ واللسان.

(٧) اللسان.

(٨) البقرة، الآية ٢٣٦.

(٩) في اللسان: «كننتُ» وكتب مصححه بهامشه: «قوله: في الأمرين» أي الستر والصيانة من الشمس والإسرار في النفس كما يعلم من الوقوف على عبارة الصحاح في قوله: وكننت الشيء: سترته وصنته».

(١٠) اللسان والتهذيب.