تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[كفو]:

صفحة 128 - الجزء 20

  وفي حديثِ⁣(⁣١) عُمَر: أَنَّه وَضَعَ يَدَهُ في كُشْيَةِ ضَبِّ وقالَ: إنَّ نَبيَّ اللهِ لم يُحَرِّمْه ولكن قَذِرَهُ.

  ووَضْعُ اليَدِ كِنَايَةٌ عن الأَكْلِ منه. قالَ ابنُ الأثيرِ: هكذا رَواهُ القتيبيُّ في حديثِ عُمَر، والذي جاءَ في غرِيبِ الحرْبي عن مجاهدٍ: أَنَّ رجُلاً أَهْدَى النبيَّ ، ضبًّا فقَذِرَهُ فوضَعَ يَدَهُ في كُشْيَتِي الضَّبِّ، قالَ: ولعلَّه حديثٌ آخرُ. قال الشاعرُ:

  فلو كانَ هذا الضبُّ لا ذَنَبٌ له ... ولا كُشْيةٌ ما مَسَّهُ الدَّهْرَ لامِسُ

  ولكنَّه من أَجْلِ طِيبِ ذُنَيْبِه ... وكُشْيَتِه دَبَّتْ إليه الدَّهارِسُ⁣(⁣٢)

  ويقالُ: كُشَّةٌ وكُشْيَةٌ بمعْنًى واحِدٍ، والجَمْعُ الكُشَى.

  ومِن سَجَعَاتِ الأساسِ: ما الأَعْرابُ بالكُشَى أَوْلَع مِن القُضاةِ بالرُّشا.

  قالَ القالِي: وأَنْشَدَ الفرَّاءُ:

  إنَّكَ لو ذُقْتَ الكُشَى بالأكْبادِ ... لم تُرْسِل الضبَّةَ أَعْداء الوَادْ⁣(⁣٣)

  قالَ: وَأَنْشَدَني ابنُ دُرَيْدٍ:

  لمَا تَرَكْتَ الضَّبَّ يَعْدُو بالوَادْ

  وقوْلُهم: أَطْعِمْ أَخَاكَ مِن كُشْيَةِ⁣(⁣٤) الضَّبِّ: حَثٌّ عَلى المُواساةِ؛ وقيلَ: بل يُهْزَأُ به؛ كذا في المُحُكم.

  [كصي]: ي وفي نسخه⁣(⁣٥) وكَصَا*: أَهْملَهُ الجَوْهَرِي.

  وقالَ ابنُ الأعْرابي: إذا خَسَّ بعدَ رِفْعةٍ؛ كذا في المُحْكم والتكملَةِ.

  [كظو]: وكَظَا لَحْمُه يَكْظُو: اشْتَدَّ.

  وفي الصِّحاح: كَثُرَ واكْتَنَزَ.

  وفي كتابِ القالِي: يَكْظُو كَظاً: رَكِبَ بعضُه بعضاً.

  وخَظا لَحْمُهُ وبَظَا وكَظَا: كُلُّه بمعْنًى، وهو اتّباعٌ.

  قال القالِي: يُكْتَبُ بالألِفِ.

  وقد تقدَّمَ خَظَا بَظَا في موْضِعِهِ، يقالُ ذلكَ للصُّلْبِ المُكْتَنِزِ؛ قالَهُ الفرَّاء.

  وأَرْضٌ كاظِيَةٌ: يَابسةٌ، وقد كَظَتْ.

  وتَكَظَّى لَحْمُهُ سِمَناً: ارْتَفَعَ؛ كذا في التكمِلَةِ.

  [كعو]: وكَعَا: أَهْمَلهُ الجَوْهرِي.

  وقالَ ابنُ الأعْرابي: أَي جَبُنَ ككَاعَ.

  قالَ: والأَكْعاءُ: الجُبَناءُ.

  والكَاعِي: المُنْهَزِمُ؛ عن أَبِي عَمْرٍو.

  * وممَّا يُسْتدركُ عليه:

  الأكْعَاءُ⁣(⁣٦): العَقْدُ؛ نقلَهُ ابنُ سِيدَه عن ابنِ الأعْرابي.

  [كغي]: ي كالكاغِي: أَي بالغَيْنِ لُغَةٌ في العَيْن بمعْنَى المُنْهَزِم؛ وقد أَهْملَهُ الجَوْهرِي وصاحِبُ اللِّسانِ.

  وفي التكملةِ عن ابنِ الأعْرابي: الكاغِيَةُ المُنْهَزِمَةُ.

  [كفو]: وكذا في النسخ والصَّوابُ أَنْ يُكْتَب بالياءِ، فإنَّ الحرفَ يائِيٌّ.

  كَفاهُ مَؤُونَتَهُ يَكْفِيهِ كِفايَةً، بالكسْرِ: قامَ به.

  وكَفاكَ الشَّيءُ يَكْفِيكَ واكْتَفَيْتَ به، كِلاهُما اضْطَلَعَ.

  واسْتَكْفَيْتُهُ الشَّيءَ فكَفَانِيهِ؛ نقلَهُ الأزْهرِي والجَوْهرِي.

  ورجُلٌ كافٍ وكَفِيٌّ، كسالِمٍ وسَلِيمٍ؛ كذا في الصِّحاح.

  وهذا رجُلٌ كافِيكَ من رجُلٍ: أَي كَفاكَ به، ومِثْلُه


(١) كذا بالأصل واللسان والنهاية، وفي غريب الهروي: ابن عمر.

(٢) اللسان والتهذيب بدون نسبة.

(٣) اللسان والصحاح والأساس والمقاييس ٥/ ١٨٣ برواية: «وأنت لو ذقت ..» والثاني برواية:

لما تركت الضب يعدو بالواد

(٤) في القاموس: «كُشْيَةَ» بحذف لفظة «من».

(٥) كذا، والذي في القاموس: «ى: كصى».

(*) كذا وبالقاموس: كَصَى.

(٦) في اللسان: الأعكاء.