تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[عده]:

صفحة 63 - الجزء 19

  رُبَّ ذي أُرْبَةٍ مُقِلِّ مِن الما ... لِ وذي عُنْجُهِيَّةٍ مَجْدُودِ⁣(⁣١)

  وأَيْضاً: الكِبْرُ والعَظَمَةُ، كالعُنْجُهانِيَّةِ، بالتّشْديدِ ويُخَفَّفُ⁣(⁣٢)؛ نَقَلَهُ الجوْهرِيُّ عن الفرَّاء.

  * وممَّا يُسْتدركُ عليه:

  العُنْجُهِيَّةُ: الجفْوَةُ في خُشُونةِ المَطْعَمِ والأُمورِ؛ عن ابنِ الأَعْرابيِّ؛ ومنه قوْلُ حَسَّان:

  ومن عاشَ منَّا عاشَ في عُنْجُهيَّةٍ ... على شَظَفٍ من عَيْشِه المُتَنَكِّدِ⁣(⁣٣)

  والعُنْجَهُ، كجَعْفَرٍ وقُنْفُذٍ والعُنْجَهِيُّ: كُلُّه الجافِي مِنَ الرِّجالِ، الفَتْحُ عن ابنِ الأعْرابيِّ وأَنْشَدَ لرُؤْبَة:

  أَدْرَكْتُها قُدَّامَ كُلِّ مِدْرَهِ ... بالدَّفْعِ عَنِّي دَرْءَ كُلِّ عُنْجَهِ⁣(⁣٤)

  كما في المُحْكَمِ.

  والعُنْجُهُ والعُنْجُهَةُ: القُنْفُذَةُ الضَّخْمة؛ نَقَلَهُ الأزْهرِيُّ.

  [عده]: العَيْدَهُ⁣(⁣٥): سُوُ الخُلُقِ والكِبْر كالعَيْدَهَةِ والعَيْدَهِيَّةِ؛ وأَنْشَدَ الجوْهرِيُّ:

  وإِنِّي عَلى ما كانَ من عَيْدَهِيَّتي ... ولُوثَةِ أَعْرابِيَّتي لأَريبُ⁣(⁣٦)

  وأَيْضاً: السَّيِّئُ الخُلُقِ مِن الناسِ والإِبِلِ.

  وفي التَّهذِيبِ: من الإبِلِ وغيرِهِ؛ ومثْلُه في الصِّحاحِ؛ قالَ رُؤْبَة:

  أَو خافَ صَقْعَ القارِعاتِ الكُدَّهِ ... وخَبْطَ صِهْمِيمِ اليَدَيْنِ عَيْدَهِ⁣(⁣٧)

  كالعَيْداهِ. وكلُّ ما لا يَنْقادُ للحقِّ ويَتَعظَّمُ فهو عَيْدَهٌ وعَيْداهٌ.

  والعَيْدَهُ: الرَّجُلُ العَزيزُ النَّفْسِ الجافِي.

  * وممَّا يُسْتدركُ عليه:

  العَيْدَهِيَّةُ: الجَفَاءُ والغِلَظُ والعَجْرفَةُ.

  والعَيْدَهَةُ: الكبْرُ وعَدَمُ الانْقِيادِ للحقِّ.

  والعنْدهِيَّةُ: العَنْجَهِيَّةُ.

  [عره]: العُرْهونُ، كزُنْبُورٍ: أَهْمَلَهُ الجوْهرِيُّ.

  وهو نَبْتٌ، ج عَراهِينُ؛ وذُكِرَ في النُّونِ، والصَّحيحُ أَنَّ نونَهُ أَصْليَّة كما تقدَّمَ.

  * وممَّا يُسْتدركُ عليه:

  وَرَدَ في الحدِيثِ: «أَطَرَقْتَ عَراهِيَةً أَمْ طَرَقْتَ بدَاهِيَةٍ».

  قالَ الخطابي: هذا حَرْفٌ مُشْكلٌ وقد كَتَبْتُ فيه إلى الأَزْهرِيّ، وكانَ مِن جوابِهِ أَنَّه لم يَجِدْه في كَلامِ العَرَبِ، والصَّواب عنْدَه عَتاهِيَة، وهي الغفْلَةُ والدَّهَشُ.

  وقالَ الخطابيُّ: ولعلَّ الأصْلَ عرائِيَةٌ مِن العَرا مَقْصوراً، وهي الناحِيَةُ، أَو مِن العَراءِ مَمْدوداً، وهو وَجْهُ الأَرضِ، أَي أَطَرَقْتَ عَرائي أَي فِنائي زائراً وضَيْفاً أَمْ أَصابَتْك داهِيَةٌ فجِئْتَ مُسْتغِيثاً؛ قالَ: فالهاءُ الأُولى مِن عَراهِيَةٍ مُبْدلةٌ مِن الهَمْزةِ، والثانِيَةُ هاء السّكْتِ زِيدَتْ لبَيانِ الحرَكَةِ.

  وقالَ الزَّمَخْشريُّ: يُحْتمل أن يكونَ بالزَّاي مَصْدَرَ عَزِهَ يعْزَهُ فهو عَزِهٌ إذا لم يكنْ له أَرَبٌ في الطَّرْقِ، فيكون مَعْناه أَطَرَقْتَ بِلا أَرَبٍ وحاجَةٍ أَمْ أَصابَتْك داهِيَةٌ أَحْوَجَتْكَ إلى الاسْتغاثَةِ.

  * قُلْتُ: فمثل هذا واجبُ التَّنْبِيه لا سيَّما وقد اخْتَلَفَ كَلامُ الأَئِمةِ فيه.

  [عزه]: رجُلٌ عِزْهٌ، بالكسْرِ وككَتِفٍ، وعِزْهَى، مَقْصورٌ مُنَوَّنٌ، وهذه شاذَّةٌ لأنَّ أَلِفَ فِعْلى لا تكونُ للإلْحاقِ إلَّا في الأسْماءِ نَحْو مِعْزًى، وإنَّما يَجيءُ هذا البِناءُ صفةً وفيه الهاء، ونظِيرُه في الشَّذوذِ ما حَكَاه الفارِسِيُّ عن ثَعْلَب: رجُلٌ كِيصًى يأْكُلُ وَحْده.


(١) اللسان والصحاح، واقتصر فيها على الأول والثالث، وفي اللسان من عدة أبيات.

(٢) في القاموس: وتُخَفَّفُ.

(٣) ديوانه ط بيروت ص ٧٤، بيت مفرد، واللسان.

(٤) اللسان.

(٥) على هامش القاموس عن نسخة: كزَيْنَبٍ.

(٦) اللسان والصحاح والتهذيب بدون نسبة.

(٧) ديوانه ص ١٦٦ واللسان، والثاني في الصحاح والتهذيب.