تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[موه]:

صفحة 96 - الجزء 19

  وقد أغفلَ المصنِّفُ عن أَكْثرِ هذه المَعاني كما أغفلَ عن ذِكْرِ المَهَهِ في المَثَلِ، وهو قُصُورٌ لا يَخْفى.

  والمَهَهُ، محرّكةً: الرَّجاءُ.

  قالَ ابنُ بُزُرْج: يقالُ: ما في ذلكَ الأمْرِ مَهَهٌ، وهو الرَّجاءُ. وقد مَهِهْتُ منه مَهَهاً: أَي رَجَوْتُ رجاءً.

  والمَهَهُ: المَهَلُ، كالمَهَاهِ.

  قالَ الزَّمَخْشرِيُّ: لو كانَ في الأمْرِ مَهَهٌ ومَهاهٌ لطَلَبتُه.

  والمَهْمَهُ والمَهْمَهَةُ: المَفازَةُ البَعيدَةُ؛ كذا في الصِّحاحِ، واقْتَصَرَ على الأُولى.

  ويقالُ: مَهْمَهٌ بِلا لامٍ، وعلى اللّغَةِ الثانِيَةِ قَوْلُ الشاعِرِ:

  في تيهِ مَهْمَهَةٍ كأَنَّ صُوَيَّها ... أَيْدِي مُخالِعةٍ تَكُفُّ وتَنْهَدُ⁣(⁣١)

  والمَهْمَهُ أَيْضاً: البلَدُ المُقْفِرُ، أَو الخَرْقُ الأَمْلَسُ الواسِعُ.

  وقالَ اللَّيْثُ: المَهْمَهُ الفَلاةُ بعَيْنِها لا ماءَ بها ولا أَنيسَ.

  قالَ شيْخُنا: مِن لطائِفِهم أنَّهم قالوا: سُمِّيَت للخَوْفِ فيها، فكلُّ واحِدٍ يقولُ لصاحِبِه مَهْ مَهْ، كما في شرْحِ الكِفايَةِ.

  ج مَهامِهُ.

  وقالَ اللّيْثُ: أَرضٌ مهامِهُ بَعيدَةٌ.

  ومَهْمَهَهُ: قال له مَهْ مَهْ، أَي اكْفُفْ.

  قالَ الجوْهرِيُّ: مَهْ كَلمَةٌ بُنِيَتْ على السّكونِ، وهي اسمٌ سُمِّي به الفعْلُ، ومَعْناهُ اكْفُفْ لأنَّه زَجْرٌ، فإن وصَلْتَ نوَّنْتَ فقلْتَ مَهٍ مَهْ، ويقالُ: مَهْمَهْتُ به، أَي زَجَرْتُه، انتَهَى.

  وقالَ بعضُ النَّحويِّين: أَمَّا قَوْلُهم: مَهٍ إذا نوَّنْتَ فكأَنَّكَ قُلْتَ ازْدِجاراً، وإذا لم تُنوِّنْ فكأَنَّكَ قُلْتَ الازْدِجارَ، فصارَ التَّنْوينُ عَلَمَ التَّنْكِير، وتَرْكُه علَمَ التَّعْريفِ. وفي الحدِيثِ: «فقالَتِ الرَّحِمُ مَهْ هذا مقامُ العائِذِ بك»؛ قيلَ: هو زَجْرٌ مَصْروفٌ إلى المُسْتعاذِ منه، وهو القاطِعُ، لا إلى المُسْتعاذِ به، تبارَكَ وتعالى.

  ومَهْمَهَهُ عن السَّفَرِ: مَنَعَهُ.

  وتَمَهْمَهَ: كَفَّ عنه وارْتَدَعَ؛ نَقَلَهُ الزَّمَخْشريُّ.

  * وممَّا يُسْتدركُ عليه:

  المَهَهُ: الباطِلُ؛ وبه فُسِّرَ المَثَلُ.

  وأَيْضاً: الهَيِّنُ اليَسِيرُ؛ وبه فُسِّرَ المَثَلُ أَيْضاً.

  ويقالُ: ما كانَ لكَ عنْدَ ضَرْبِكَ فلاناً مَهَهٌ ولا رَوِيَّةٌ.

  وكلِمةُ مَهْ: أداةُ اسْتِفهامٍ.

  قالَ ابنُ مالِكٍ: هي ما الاسْتِفْهاميَّة حُذِفَتْ أَلِفُها ووقفَ عليها بهاءِ السّكْتِ.

  * قُلْتُ: ومنه حدِيثُ طلاقِ ابنُ عُمَر: «قلت فمَهْ أَرَأَيْتَ إِنْ عَجَزَ واسْتَحْمَقَ»، أَي فماذا للاسْتِفهامِ. وفي حدِيثٍ آخر: ثُمَّ مَهْ.

  وفي التَّوْشِيح: أنَّها هي الوَاقعَةُ اسمَ فعْلٍ بمعْنَى اكْفُفْ، اسْتَعْمَلُوه أَحْياناً اسْتِفْهاماً.

  وقالَ بعضُ النّحويّين في مَهْمَا: إِنَّها مُرَكَّبَة مِن مَهْ بمعْنَى اكْفُفْ، وما للشَّرْط والجَزاءِ، ويأْتي البَحْثُ فيه في الحُرُوفِ اللَّيِّنَةِ إِنْ شاءَ اللهُ تعالى.

  والمَهَهَةُ والمَهاهَةُ: المَهاةُ؛ عن الفرَّاء.

  [موه]: الماءُ: اسمُ جنْسٍ إفراديّ، كما قالَهُ الفاكِهِيُّ ونَقلَ ابنُ وَلَّاد في المَقْصورِ والمَمْدودِ أَنَّه جَمْعيٌّ يفرقُ بَيْنه وبينَ واحِدِهِ بالهاءِ.

  وفي المُحْكَم: الماءُ والماهُ والماءَةُ واحِدٌ، وهَمْزَةُ الماءِ مُنْقَلِبَةٌ عن هاءٍ بدَلالَةِ ضُروبِ تَصَارِيفِه من التَّصغِيرِ والجَمْعِ.

  وقالَ اللَّيْثُ: الماءُ مدَّتُه في الأَصْلِ زِيادَةٌ، وإِنَّما هي خلف مِن هاءٍ مَحْذُوفَة، ومِن العَرَبِ مَنْ يقولُ: ماءَةٌ كبَني تمِيمِ يعْنُونَ الرَّكِيَّةَ بمائِها، فمنهم مَنْ يَرْوِيها مَمْدودَةً ماءَةٌ، ومنهم مَنْ يقولُ هذه ماةٌ، مَقْصورٌ، وماءٌ على قياسِ شَاة وشَاء.


(١) اللسان والتهذيب بدون نسبة.