تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[سرفق]:

صفحة 216 - الجزء 13

  سُرَّقٍ، وسَرُوقَةٌ، ولا جَمْعَ له، إِنّما هو كصَرُورَة.

  وكَلْبٌ سَرُوقٌ لا غَيْرُ، قالَ:

  ولا يَسْرِقُ الكَلْبُ السَّرُوقُ نِعالَها

  وفي المَثَل: «سُرِقَ السّارِقُ فانْتَحَرَ» نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ، قالَ الصّاغانِيُّ: أَي سُرِقَ منه فنَحَرَ نَفْسَه غَمًّا، يُضْرَبُ لمَنْ يُنْتَزَعُ منه ما لَيْسَ له فيُفْرِطُ جَزَعُه.

  والاسْتِراقُ: الخَتْلُ سِرًّا، كالّذِي يَسْتَمعُ، وهو مَجازٌ.

  والتَّسَرُّقُ: اخْتِلاسُ النَّظَرِ والسَّمْعِ، قالَ القُطامِيُّ:

  بَخِلَتْ عَلَيْكَ فما تَجُودُ بنائِلٍ ... إِلّا اخْتِلاسَ حَدِيثِها المُتَسَرَّقِ

  والسُّراقَةُ، بالضَّمِّ: اسمُ ما سُرِقَ، كما قِيلَ: الخُلاصَةُ، والنُّقايةُ: لما خُلِّصَ ونُقِّيَ، وبِها سُمِّي سُراقَة.

  وعِنْدَه سُراقاتُ الشِّعْرِ، ومنه قولُ ابنِ مُقْبِلٍ:

  فأَمّا سُراقاتُ الهِجاءِ فإِنَّها ... كلامٌ تَهاداهُ اللِّئامُ تَهادِيَا

  وسَرَّقَه تَسْرِيقاً بمَعْنَى سَرَقَه، قالَهُ ابنُ بَرِّيّ، وأَنْشَدَ للفَرَزْدَق:

  لا تَحْسَبَنّ دراهِماً سَرَّقْتَها ... تَمْحُو مَخازِيَكَ الَّتِي بعُمانِ⁣(⁣١)

  أَي: سَرَقْتَها.

  ومن المجازِ: سُرِقَ صَوْتُه، وهو مَسْرُوقُ الصَّوْتِ: إِذا بُحَّ صَوْتُه، نَقَلَهُ الزَّمَخْشَرِيُّ، ومنه قولُ الأَعْشَى:

  فيهِنَّ مَخْرُوفُ النّواصِفِ مَسْ ... رُوقُ البُغامِ شادِنٌ أَكْحَلْ⁣(⁣٢)

  أَرادَ أَنَّ في بُغامِه غُنَّةً، فكأَنَّ صَوْتَه مَسْرُوقٌ.

  ومَسْرُقانُ، بضَمِّ الرّاءِ: موضِعٌ، قالَ يَزِيدُ بنُ مُفَرِّغٍ الحِمْيَرِيُّ - وجَمَع بينَه وبَيْنَ سُرَّقٍ -:

  سَقَى هَزِمُ الأَوْساطِ مُنْبجِسُ العُرَى ... مَنازِلَها مِنْ مَسْرُقانَ وسُرَّقَا

  قالَ ابنُ بَرِّيّ: ويُقال لسارِقِ الشِّعْرِ: سُرَاقَةُ، ولِسارِقِ النَّظَرِ إِلى الغِلْمانِ: شافِنٌ، ويُقال: سُرِقْتُ يا قَوْم، أَي: سُرِقَتْ غُرْفَتِي.

  واسْتَرَق الكاتِبُ بعضَ المُحاسَباتِ: إِذا لَمْ يُبْرِزْه، وهو مَجازٌ، وسَرَقْنا لَيْلَةً من الشَّهْرِ: إِذا نَعِمُوا فِيها.

  وسَرَقَتْنِي عَيْنِي: غَلَبَتْنِي، وهو مجازٌ.

  وقالَ ابنُ عَبّادٍ: السُّورَقُ، بالضمِّ: داءٌ بالجَوارِحِ.

  ومَحَلَّةُ مَسْرُوقٍ: قريةٌ بمِصْرَ.

  * ومما يُسْتَدرَكُ عليه:

  [سرفق]: السُّرْفُقانُ، بضمِّ السينِ والفاءِ⁣(⁣٣): قريةٌ بسَرَخْسَ، ويقال: سُلْفُكانُ أَيْضاً، منها أَبُو إِسْحاقَ إِبْراهيمُ بنُ مُحَمَّدٍ السُّرْفُقانِيُّ، عن عَبْدِ الرّحْمنِ بنِ رَجاء النَّيْسابُورِيّ، وغَيْرِه.

  [سرمق]: السَّرْمَقُ، كجَعْفَرٍ: ضَرْبٌ من النَّبْتِ، كما في الصِّحاحِ، وقال غيرُه: نَباتُ القَطَفِ، وشُرْبُ دِرْهَمَيْنِ ثَلاثَةَ أَسابِيعَ كُلَّ يَوْمٍ من بِزْرِه مَسْحُوقاً تِرْياقٌ للاسْتِسْقاءِ، والإِكْثارُ مِنْهُ مُهْلِكٌ.

  وسَرْمَقُ بلا لامٍ: د، بإِصْطَخْرَ من كُورَتِها.

  وسَرْمَقانُ: ة، بهَراةَ كما فِي التَّكْمِلَةِ والعُباب.

  وقَرْيَةٌ أُخْرَى بسَرَخْسَ كما في العُبابِ والتَّكْمِلَة، أَو هي سَلْمَقانُ، كما سيأْتِي.

  وقريةٌ أُخْرَى بفارِسَ.

  [سعسلق]: السَّعْسَلِقُ أَهْمَلَه الجَوْهَرِيُّ، وقالَ ابنُ بَرِّيّ والصّاغانِيُّ: هو كصَهْصَلِقٍ أَمُّ السَّعَالِي وأَنْشَدَ أَبو زِيادٍ للأَعْوَرِ بنِ بَراء:

  مُسْتَسْعِلات كسَعالِي سَعْسَلِقْ

  [سعفق]: السُّعْفُوقُ، كعُصْفُورٍ أَهمَلَه الجَوْهَرِيُّ، وقالَ ابنُ شُمَيْلٍ: ابنُ طَرِيفِ بنِ تَمِيمٍ وأَنْشَدَ لطَرِيفٍ:


(١) في الديوان: «دراهما أعطيتها» والمعنى: أي لا تحسب كسبك هذه الدراهم مما يغطي مخازيك.

(٢) ديوانه ط بيروت ص ١٧٢ والمخروف الذي أصابه مطر الخريف، وفي التهذيب: «محروف» وفي اللسان «محروق».

(٣) نص ياقوت على فتحها.