تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[كمو]:

صفحة 134 - الجزء 20

  قالَ شَيْخُنا: زَعَمَ أبو العَلاءِ أنَّ الكُمأَةَ في الحَقيقَةِ جَمْعُ كام كغازٍ وغُزاةٍ مِن كَمَّى نَفْسَه في السلاحِ سَتَرَها فيه؛ وأَهْلُ العِلْم يَتَجَوَّزُون بقوْلِهِم: الكُماةُ جَمْعُ كَمِيِّ، وفَعِيل لا يُجْمَع كَذلكَ، وإِنَّما اسْتَجازُوه لتَشارك فاعِل وفَعِيلٍ كثيراً كعَالِمٍ وعَلِيمٍ وشَاهِدٍ وشَهِيدٍ؛ قالَهُ التَّبْريزي عنْدَ شَرْح قولِ الحماسي:

  إنّا لمن مَعْشَرٍ أَفنى أَوَائِلهم ... قَوْل الكُمَاة أَلَا أَيْنَ المحامُونا

  وشاهِدُ الأَكْماءِ ما أَنْشَدَ ابنُ برِّي لضَمْرة بنِ حَمْزة⁣(⁣١):

  تَرَكْتَ ابنتَيْكَ للمُغِيرةِ والقَنا ... شَوارعُ والأَكْماء تَشْرَقُ بالدَّمِ

  وأَكْمَى: قَتَل كَمِيَّ العَسْكَر؛ نقلَهُ الأزْهرِي.

  وقد تُكُمُّوا، بالضَّمِّ: قُتِلَ كَمِيُّهُم، وكَذلكَ تُشُرِّفُوا وتُزُوِّروا إذا قُتِلَ شَريفُهم وزَوِيرُهم⁣(⁣٢)؛ قالَ:

  بل لو شَهِدْت القَوْمَ إذ تُكُمُّوا⁣(⁣٣)

  وأَكْمَى: سَتَرَ مَنْزلَهُ؛ نقلَهُ الأزْهرِي؛ أَي عن⁣(⁣٤) العُيونِ؛ ومنه الحديثُ: أنَّه مَرَّ على أَبْوابِ دُورٍ متسفلة⁣(⁣٥)، فقالَ: أَكْمُوها لئَلَّا تَقَع عُيونُ الناسِ عليها؛ ورُوِي: أَكِيمُوها أَي ارْفَعُوها لئلَّا يَهْجُم السَّيْل عليها.

  وأَكْمَى على الأمْرِ: عَزَمَ عليه.

  وتَكَمَّى: تَعَهَّدَ.

  قالَ الأزْهرِي: كلُّ مَنْ تَعمَّدْته فقد تَكَمَّيْته.

  وقيلَ: سُمِّي الكَمِيُّ كَمِياً لكَوْنه يَتَكَمَّى الأقْرانَ أَي يَتَعَهَّدَهُم⁣(⁣٦). وتَكَمَّى الشَّيءَ: سَتَرَ هُ؛ عن ابنِ سِيدَه؛ وبه تأَوَّلَ بعضُهم قولَ الشَّاعرِ:

  بل لو شَهِدْت الناسَ إذ تُكُمُّوا

  أَنَّه مِن تَكَمَّيْت الشيء.

  والكِيمياءُ، بالكسْرِ والمدِّ: م مَعْروفٌ.

  وقالَ الجَوْهرِي: اسْمُ صَنْعةٍ، وهو عَرَبيٍّ.

  وقالَ ابنُ سِيدَه: أَحْسَبُها أَعْجميَّة فلا أَدْرِي أَهي فِعْلِياء أَمْ فِيعِلاء.

  * قُلْت: وتقدَّمَ للمصنِّفِ في الميمِ ذلكَ وفسَّرْناه بأكْثَر ممَّا هنا.

  * وممَّا يُسْتدركُ عليه:

  انْكَمَى الرَّجُلُ: اسْتَخْفَى؛ نقلَهُ الجَوْهرِي.

  وتَكَمَّى قِرْنه: قَصَدَه؛ وقيلَ: كلُّ مَقْصودٍ مُعْتَمد مُتَكَمًّى.

  وتَكَمَّتْهُم الفِتْنُ: غَشِيَتْهم؛ نقلَهُ الجَوْهرِي وابنُ سِيدَه.

  وكَمَيْتُ إليه: تقدَّمْتُ؛ عن ابنِ سيدَه.

  والكَمِيُّ: الحافِظُ لسرِّه. يقالُ: ما فلانٌ بكَمِيِّ ولا نَكِيٍّ، أَي لا يَكْمِي سرَّه ولا يَنْكِي عَدُوَّه؛ نقلَهُ الأزْهرِي.

  والكماية، بالفَتْح: فعل الكُماة.

  واكْتَمَى: اسْتَتَرَ.

  [كمو]: والكَمْوَى، كسَكْرَى: أَهْمَلهُ الجَوْهرِي.

  وقالَ ابنُ سِيدَه: هي الَّليلةْ القَمْراءُ المُضِيئَةُ؛ وأَنْشَدَ:

  فبَاتُوا بالصَّعِيدِ لهم أُجاجٌ ... ولو صَحَّتْ لنا الكَمْوى سَرَيْنا

  [كني]: ي كَنَى به عن كذا يَكْنِي ويَكْنُو، كيَرْمِي ويَدْعُو، كِنايةٌ، بالكسْرِ: تكَلَّمَ بما يُسْتَدلُّ به عليه كالرّفْثِ والغائِطِ؛ نقلَهُ الأزْهرِي.

  ومنه الحديثُ: «مَنْ تَعزَّى بعَزاءِ الجاهلِيَّةِ فأَعِضُّوه بأَيْرِ أَبِيهِ ولا تَكْنُوا».

  أَو الكِنايَةُ: أَنْ تَتَكَلَّمَ بشيءٍ وَأَنْتَ تُريدُ به غيرَهُ، وقد


(١) اللسان: ضمرة بن ضمرة.

(٢) في التهذيب بصيغة التصغير، والضبط كأميرٍ عن اللسان.

(٣) الرجز للعجاج، مجموع أشعار العرب، أراجيزه ص ٦٣ واللسان والتكملة: «الناس» بدل: «القوم» والأصل كالتهذيب، وبعده:

بغمةٍ لو لم تفرج عُمُّوا

(٤) في التهذيب ونسخة من القاموس: «من».

(٥) اللسان والتهذيب: مستغلة.

(٦) في التهذيب واللسان: يتعمّدهم.