[صبأ]:
  قلت: هذا المعنى مع الاختلاف سيأْتي في ضَأْضأَ قال ابن السكيت: هو في صِئْصِيءِ صِدْق وضِئْضِيءِ صِدْق بالصاد والضاد، قاله شَمِرٌ واللِّحيانيُّ، وقد رُوي في حديث الخوارج الآتي ذِكرُه بالصاد المهملة. والصِّئْصَاءُ كدَحْدَاح، كذا هو مضبوط، وفي لسان العرب: قال الأُمويّ: في لغة بَلْحارِث بن كَعْبٍ: الصِّيصُ هو الشِّيصُ عند الناس، وأَنشد:
  بِأَعْقَارِها القِرْدَانُ هَزْلَى كَأَنَّها ... نَوادِرُ صِئْصَاءِ الهَبِيدِ المُحطَّم
  قال أَبو عبيد الصِّئْصَاءُ: قِشْر حبِّ الحَنظلِ واحدها صِئْصاءَة(١) بهاء وقال أَبو عمرو: الصِّئْصِئَةُ(٢) من الرِّعاءِ الحَسنُ القِيَام على ماله.
  [صبأ]: صَبَأَ يَصْبَأُ ويَصْبُؤُ كمَنع وكَرُم صَبْأً وصُبُوءاً بالضم وصبوأ بالفتح: خرج من دِينٍ إِلى دِينٍ آخر كمَا تَصْبَأُ النجومُ، أَي تخرج من مَطالعها، قاله أَبو عبيدَة، وفي التهذيب: صَبَأَ الرجلُ في دِينه يَصْبَأُ صُبُوءاً إِذا كان صابِئاً. وكانت العربُ تُسمِّي النبي ÷ الصابِئَ لأَنه خرج من دين قريش إِلى الإِسلام، ويسمون مَن يَدخُل في دين الإِسلام مَصْبُوّاً، لأَنهم كانوا [لا](٣) يهمزون، فأَبدلوا من الهمزة واواً، ويسمُّون المُسلمين الصُّبَاةَ، بغير همز، كأَنه جمعُ الصَّابِي غير مهموز، كقاضٍ وقُضَاة وغازٍ وغُزَاة ونقل ابن الأَعرابيّ عن أَبي زيدٍ صَبَأَ عليهم العَدُوَّ صَبْأً وصَبَع دَلّهم أَي دلَّ عليهم غيرَهم، وصَبَأَ عليهم يَصْبَأُ صَبْأً وصُبُوءاً وأَصْبَأَ كلاهما طَلع عليهم وصَبَأَ الظِّلْفُ والنَّابُ وفي لسان العرب(٤): وَصَبَأَ نابُ الخُفِّ والظِّلْفِ صُبُوءاً: طَلَع حَدُّه وخَرج، وصَبَأَتْ ثَنِيَّةُ(٥) الغلامِ: طَلَعتْ. كذا في الصحاح وصَبَأَ النَّجْمُ والقَمرُ يَصْبأُ إِذا طَلَعَ، كَأَصْبَأَ رُباعيًّا، وفي الصحاح أَي طَلَع الثُّرَيَّا، قال أُثَيْلَةُ العَبْدِيُّ يصف قَحْطاً:
  وأَصْبَأَ النَّجْمُ فِي غَبْرَاءَ كَاسِفَةٍ ... كَأَنَّهُ يَائِسُ مُجْتَابُ أَخْلَاقِ
  وصَبَأَتِ النُّجُوم إِذا ظَهَرَتْ، والذي يَظْهَر من كلام المُؤلِّف أَن أَصبأَ رُباعيًّا يستعمل في كلٍّ مِمَّا ذُكِر، وليس كذلك، فإِنه لا يُستعمل إِلَّا في النجم والقمر، كما عرفت، قاله شيخنا في جُملة الأُمور التي أَوردها على المؤلف، وهو مُسلّم(٦). ثم قال: ومنها أَنه أَغفل المصدر. قلت: وبيان المصدر في كلِّ مَحلٍّ ليس من شَرْطه، خصوصاً إِذا لم يكُن وزناً غَرِيباً، وقد ذُكِر في أَوّل المادة، فكذلك مَقِيسٌ عليه ما بعده. وقال ابن الأَعرابيّ: صَبَأَ عليه إِذا خرج عليه ومَالَ عليه بالعَدَاوَةِ، وجَعَلَ قولَه # «لَتَعُودُنَّ فِيها أَسَاوِدَ صُبَّا» بوزن فُعْلَى(٧) من هذا خُفِّف هَمْزُه أَراد أَنهم كالحَيَّات التي يَمِيل بعضُهم إِلى بعض(٨) وَالصّابِئُونَ في قوله تعالى، قال أَبو إِسحاق في تفسيره: معناه: الخارجون من دِين إِلى دِينٍ. يقال: صَبَأَ فُلانٌ يَصْبَأُ إِذا خرجَ من دِينه، وهم أَيضاً قومٌ يَزْعُمون أَنهم على دِين نُوح # بكَذبِهم، وفي الصحاح: جِنْسٌ من أَهلِ الكتاب. وقِبْلَتُهم مِن مَهَبِّ الشَّمَالِ عند مُنْتَصَفِ النَّهارِ وفي التهذيب: عن الليث: هم قومٌ يشبِه دِينُهم دِينَ النَّصارى، إِلا أَن قِبْلَتهم نَحْوَ مَهَبَّ الجَنوبِ، يَزْعمون أَنهم على دِينِ نُوحٍ، وهم كاذبون. قال شيخنا: وفي الرَّوْضِ: أَنهم منْسُوبون إِلى صَابِئ بن لامَك أَخي نُوحٍ #، وهو اسمُ عَلَمٍ أَعجميّ، قال البيضاوي: وقيل هم عبَدَةُ الملائكة، وقيل: عَبَدَة الكَوَاكبِ. وقيل: عَرَبِيٌّ مِنْ صَبَأَ مَهموزاً إِذا خَرج من دِينٍ، أَو مِنْ صَبَا مُعْتَلًّا إِذا مَالَ، لمَيْلِهم من الحقِّ إِلى الباطل، وقيل غير ذلك، انتهى. ويقال قُدِّم إِليه طَعَامُه فَما صَبَأ ولا أَصْبَأَ أَي ما وَضَع أُصْبُعَه فيه، عن ابن الأَعرابيّ وأَصْبَأَهُمْ: هَجَم عليهم وهو لا يَشْعُر بِمكَانِهم(٩) عن أَبي زيدٍ وأَنشد:
(١) في اللسان: «صيصاءة» وفيه: الصيصاء ما تحشف من التمر فلم يعقد له نوى، وما كان من الحب لا لب له كحب البطيخ والحنظل وغيره.
(٢) اللسان: الصيصة.
(٣) زيادة عن النهاية.
(٤) عبارة اللسان: وصبأ ناب الخف والظلف والحافر يصبأ صُبُوءاً: طلع حده وخرج.
(٥) اللسان: سن الغلام.
(٦) بهامش المطبوعة المصرية: قوله وهو مسلم نقل عن الفاسي أن من قواعده أي صاحب القاموس التي ينبغي التنبه لها أن كاف التشبيه ترجع لما قبلها قريباً لا تكله اه. وحينئذ فلا إيراد.
(٧) في اللسان: فُعْلاً.
(٨) اللسان: يميل بعضها على بعض.
(٩) عبارة الجمهرة: وأصبأت على القوم إصباء إذا هجمت عليهم وأنت لا تدري.