تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[رسغ]:

صفحة 22 - الجزء 12

  وقالَ الصاغانِيُّ: الروايَة: «شَيْئاً وأَعْطَى الذُّلَّ» وأَوَّلَّهُ:

  إِذا البَلايَا انْتَبْنَه لَم يَصْدَغِ ... شَيْئًا

  إلى آخِرِه، وآخِرُهُ:

  فالحَرْبُ شَهْبَاءُ الكِبَاشِ الصُّلَّغِ

  كاسْتَرْزغَهُ، وَهذِه عن ابْنِ عَبّادٍ.

  وأَرْزَغَتِ الأَرْضُ: كَثُرَ رِزَاغُهَا، أيْ: وَحَلُهَا وَرُطُوبَتُهَا.

  وأَرْزَغَ المُحْتَفِرُ: حَفَرَ حَتَّى بَلَغَ الطِّينَ الرَّطْبَ، يُقَال: احْتَفَرَ القَوْمُ حَتّى أَرْزَغُوا.

  وأَرْزَغَتِ الرِّيحُ: جَاءَتْ بِنَدًى، نَقَلَهُ ابنُ فارِسٍ.

  والمُرَازَغَةُ: المُرَاوَغَةُ⁣(⁣١)، والمُحَاوَلَةُ، يُقَالُ ذلِكَ لِلذِّئْبِ وَغَيْرِه، نَقَلَهُ ابن عَبّادٍ.

  * وممّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ:

  الرَّزْغُ، بالفَتْحِ: الماءُ القَلِيلُ في الثِّمَادِ والحِسَاءِ وَنَحْوِهَا.

  وَأَرْزَغَتِ السَّمَاءُ، فهِيَ مُرْزِغَةٌ: أَتَتْ بِمَا يَبُلُّ الأَرْضَ.

  وَالرَّزَغُ، مُحَرَّكَةً: الرُّطُوبَةُ.

  [رسغ]: الرُّسْغُ، وَالرُّسُغُ، بالضَّمِّ وبضَمَّتَيْنِ، كيُسْرٍ وَيُسُرٍ: المَوْضِعُ المُسْتَدِقُّ بَيْنَ الحَافِرِ ومَوْصِلِ الوَظِيفِ مِنَ اليَدِ والرِّجْلِ، قالَ العَجّاجُ:

  في رُسُغٍ لا يَتَشَكَّى الحَوْشَبَا ... مُسْتَبْطِنًا مَعَ الصَّمِيمِ عَصَبَا

  وقِيلَ: هُوَ مَفْصِلُ ما بَيْنَ السّاعِدِ والكَفِّ، والسّاقِ وَالقَدَمِ، وَقِيلَ: هُوَ مَفْصِلُ ما بَيْنَ الكَفِّ والذِّرَاعِ، وقِيلَ: مُجْتَمَعُ السّاقَيْنِ والقَدَمَيْنِ، ومِثْلُ ذلِكَ مِنْ كُلِّ دابَّةٍ، وقِيلَ: هُو مِنْ ذَواتِ الحَوافِرِ: مَوْصِلُ وظِيفَيِ اليَدَيْنِ والرِّجْلَيْنِ في الحافِرِ، ومِنَ الإِبِلِ: مَوْصِلُ الأَوْظِفَةِ في الأَخْفَافِ، ج: أَرْسَاغٌ وأَرْسُغٌ، قال أَبو زُبَيْدٍ الطّائِيُّ يَصِفُ الأَسَدَ:

  كأَنَّمَا يَتَفَادَى أَهْلُ وُدِّهِمُ ... مِنْ ذِي زَوَائِدَ في أَرْسَاغِهِ فَدَعُ

  وقالَ رُؤْبَةُ:

  مُسْتَقْرِعِ⁣(⁣٢) النَّعْلِ شَدِيدِ الأَرْسُغِ

  والرِّسَاغُ، بالكَسْرِ: حَبْلٌ يُشَدُّ في رُسْغِ، وفي التَّهْذِيبِ: في رُسْغَيِ البَعِيرِ وغيْرِه، ثُمَّ يُشَدُّ إِلَى شَجَرَةٍ، أَو وَتِدٍ، فيَمْنَعُه عن الانْبِعَاثِ في المَشْيِ وقِيلَ: هُوَ جَمْعُ رُسْغٍ بالضَّمِّ، وهُوَ حَبْلٌ يُقَيَّدُ بِهِ البَعِيرُ والحِمَارُ.

  والرِّساغُ: مُرَاسَغَةُ الصَّرِيعَيْنِ في الصِّرَاعِ إِذا أَخَذَا أَرْساغَهُمَا، قالَهُ اللّيْثُ.

  والرَّسَغُ، مُحَرَّكَةً: اسْتِرْخَاءُ في قَوَائِمِ البَعِيرِ، عَنِ الأَصْمَعِي.

  وقال أَبُو مالِكٍ: عَيْشٌ رَسِيغٌ، أي: واسِعٌ.

  وطَعَامٌ رَسِيغٌ، أي: كَثِيرٌ.

  وقال ابنُ دُرَيْدٍ: رُساغٌ كغُرَابٍ: ع، وَيُرْوَى بالصّادِ، كما يَأْتِي.

  التَّرْسِيغُ: التَّوْسِيعُ، يُقَالُ: هُوَ مُرَسَّغٌ عَلَيْهِ في العَيْشِ، أي: مُوَسَّعٌ عَلَيْهِ.

  وقال ابنُ عَبّادٍ: التَّرْسِيغُ في الكَلامِ: التَّلْفِيقُ بَيْنَهُ يُقَال: رَسَّغَ الكَلامَ تَرْسِيغًا.

  وقال ابنُ الأَعْرَابِيِّ: التَّرْسِيغُ في المَطَرِ: أَنْ يُثَرِّيَ الأَرْضَ يُقَال: أصَابَنَا مَطَرٌ مُرَسِّغٌ، وذلِكَ إذا ثَرَّى الأَرْضَ، حَتَّى تَبْلُغَ يَدُ الحافِرِ عَنْهُ إلى أَرْسَاغِه، وقِيلَ: أَصَاب الأَرْضَ مَطَرٌ فرَسَّغَ، أي: بَلَغَ الماءُ الرُّسْغَ، أو حَفَرَه حافِرٌ فبَلَغَ الثَّرَى قَدْرَ رُسْغِهِ، وقِيلَ: رَسَّغَ المَطَرُ: كَثُرَ حَتَّى غابَ فِيهِ الرُّسْغُ.

  وقال ابنُ عَبّادٍ: رَأْيٌ مُرسَّغٌ، كمُعَظَّمٍ، أي غَيْرُ مُحْكَمٍ.

  قال: وراسَغَهُ مُرَاسَغَةً ورِساغًا: أَخَذ رُسْغَهُ في الصِّراعِ، وَهذا قَدْ تَقَدَّمَ قَرِيباً، يُقَالُ: رادَغَهُ، ثُمَّ راسَغَهُ، ثُمَّ مارَغَهُ.

  وقال ابنُ بُزْرْجَ: ارْتَسَغَ فُلانٌ عَلَى عِيالِه: إذا وَسَّعَ عَلَيْهِمُ النَّفَقَةَ، يُقَال: ارْتَسِغْ عَلَى عِيَالِكَ ولا تُقَتِّرْ، أي: وَسِّعِ النَّفَقَةَ عَلَيْهِم.


(١) في المطبوعة الكويتية: المرازغة، تصحيف.

(٢) عن الديوان / ٩٨ وبالأصل «مستفرغ».