[شبر]:
فصل الشين المعجمة مع الراءِ
  [شبر]: الشِّبْرُ، بالكسر: ما بَيْنَ أَعْلَى الإِبهامِ وأَعْلَى الخِنْصَرِ، مُذَكَّرٌ. ج: أَشْبَارٌ، قال سيبويه: لم يُجَاوِزوا به هذا البناءَ.
  ومن المَجَاز: هو قَصِيرُ الشِّبْرِ، إِذا كان مُتَقَارِب الخَلْقِ، هكذا في الأَساس(١)، ووقع في بعض الأُمَّهاتِ مُتَقارِب الخَطْوِ، قالت الخَنْسَاءُ:
  مَعَاذَ الله يَنْكِحُنِي(٢) حَبَرْكَى ... قَصِيرُ الشِّبْرِ من جُشَمَ بَنِ بَكْرِ
  وقِبَالُ الشِّبْرِ وقِبَالُ الشِّسْعِ: الحَيَّة، كلاهما عن ابن الأَعرابيّ.
  والشَّبْرُ، بالفَتْحِ: كَيْلُ الثّوبِ بالشِّبْرِ، يَشْبِرُه ويَشْبُرُه، وهو من الشِّبْرِ، كما يقال: بُعْتُه من البَاع، وقال الليث: الشِّبْرُ: الاسْمُ، والشَّبْرُ الفِعْلُ.
  ومن المَجَاز: الشَّبْرُ: الإِعْطَاءُ، كما قيل: البَاعُ واليَدُ للكَرَمِ والنِّعْمَة، يقال: شَبَرَه مالاً وسَيْفاً يَشْبُرُه: أَعْطَاهُ إِيّاه، كالإِشْبَارِ، قال أَوسُ بنُ حَجَر، يصفُ سيْفاً:
  وأَشْبِرَنِيهِ الهَالِكِيُّ كأَنَّهُ ... غَدِيرٌ جَرَتْ في مَتْنِه الرِّيحُ سَلْسَلُ
  كذا في الصّحاح، ويروَى «وأَشْبَرَنِيهَا» والضمير للدِّرْعِ، قال ابنُ بَرِّيّ: وهو الصّوابُ؛ لأَنَّه يَصفُ دِرْعاً لا سَيْفاً(٣)، والهالِكِيُّ: الحَدّاد، وأَريدَ به هنا الصَّيْقَل.
  ومن المَجَاز: أَعطاها شَبْرَها، وهو حَقُّ النِّكَاحِ، وثَوَابُ البُضْعِ من مَهْر وعُقْرٍ، قاله شَمِر.
  وفي الحَدِيث: «نَهَى عن الشَّبْرِ» وهو طَرْقُ الجَمَلِ وضِرَابُه، قال الأَزهريّ: معناه النَّهْيُ عن أَخذِ الكِراءِ على ضِرَابِ الفَحْلِ، وهو مثلُ النَّهْيِ عن عَسْبِ الفَحْلِ(٤)، وهكذا نقله ابن سِيدَه عن ابن الأَعْرَابِيّ.
  وفي حديثِ دُعائِه ﷺ لعَلِيٍّ وفَاطِمَةَ ®: «جَمَعَ الله شَمْلَكُما وبَارَكَ في شَبْرِكُما» قال ابنُ الأَثِير: الشَّبْرُ في الأَصل: العَطاءُ، ثم كُنِيَ به عن النِّكَاح لأَنّ فيه عطاءً.
  والشِّبْرُ: العُمْرُ، ويُكْسَرُ، يقال: قَصَرَ الله شَبْرَه وشِبْرَه، أَي طُولَه وعُمْرَه، كذا في التَّكْمِلَة.
  وقال الفَرّاءُ: الشَّبْرُ: القَدُّ يقال: ما أَطولَ شَبْرَه، أَي قَدَّه.
  وشَبْرُ بنُ صَعْفُوق(٥) بنِ عَمْرِو بنِ زُرَارَةَ الدَّارِمِيّ التَّمِيمِيّ، ويُحَرَّكُ قال الحافظ: ذكر أَبو أَحمد الحاكم، في تَرجمةِ حفيده أَبي عُبَيْدَةَ السَّرِيِّ بنِ يَحْيَى أَنْ جَدّه شَبْراً صحابِيّ له وِفَادَة، ذكرَه الذَّهَبِيّ.
  وبِشْرُ بنُ شَبْرٍ، هكذا في نسختنا، والصواب شَبْرُ بنُ شَبْرٍ: تابِعِيٌّ من أَصحابِ عُمَرَ بنِ الخَطّابِ ¥، وعنه حُميد بنُ مُرّة.
  وشَبْرُ بنُ عَلْقَمَةَ: تابِعِيّ، عَنْ سَعْد، وعنه الأَسْوَدُ بن قَيْس، ويُقَال فيه بالتَّحْرِيك أيضاً.
  وشَبْرٌ الدَّارِمِيّ: جَدٌّ لهَنّادِ بنِ السَّرِيّ بن يَحْيَى.
  قلْت: وهو بعَيْنه شَبْرُ بنُ صَعْفُوقِ بنِ زُرَارَةَ الذي تقدّم، كذا ذَكَره الحاكمُ في ترجمة حَفِيدِه السَّرِيِّ بن يَحْيَى بن شَبْرٍ، كذا حقَّقَه الحَافِظُ في التّبْصِير، وهو واجِب التَّنْبِيهِ عليه.
  وبالكَسْرِ شِبْرُ بنُ مُنْقِذٍ الأَعْوَرُ الشَّنِّيُّ: شاعِرٌ تابِعِيٌّ، شَهِدَ الجَمَل مع عليٍّ ¥، ويقال فيه بِشْرٌ بتقديم الموحَّدة.
  والشَّبَرُ، بالتَّحْرِيك: العَطِيَّةُ والخَيْرُ، مثل الخَبْطِ والخَبَطِ والنَّفْضِ والنَّفَضِ، فبالسكون مصدر، وبالتَّحْرِيك اسمٌ، قال العَجّاج:
  الحَمْدُ لله الذِي أَعْطَى الشَّبَرْ
(١) كذا، وعبارة الأساس: «عقارب الخلق».
(٢) في اللسان: «يرضعني»، وفيه في مادة حبرك: قالت الخنساء:
فلست بمرضع ثديي حبركى ... أبوه من بني جشم بن بكر
(٣) وقبله:
وبيضاء زغفٍ نثلة سُلَمية ... لها رفرف فوق الأنامل مرسلُ
وبيضاء يعني درعاً لم يعلها صدأ الحديد، وزغفٍ اسم لها.
(٤) أصل العسب والشبر: الضراب، قاله الأزهري.
(٥) في أسد الغابة: صعقوق بقافين. وذكره ابن ماكولا بناء وآخره قاف. وضبط ابن الأثير «شبر» بالتحريك.