تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[تسع]:

صفحة 44 - الجزء 11

  وسَحَابٌ: تَرعٌ: كَثِيرُ المَطَرِ. قالَ أبو وَجْزَةَ:

  كَأَنَّمَا طَرَقَتْ لَيْلَى مُعَهَّدَةً ... مِنَ الرِّيَاضِ وَلَاهَا عَارِضٌ تَرِعُ

  وِالتَّرِعُ: هو المُسْتَعِدُّ للغَضَبِ، السَّرِيعُ إلَيْه. قال ابْنُ أحْمَرَ:

  الخَزْرَجِيُّ الهِجَانُ الفَرْعُ لا تَرِعٌ ... ضَيْقُ المَجَمِّ ولا جَافٍ ولا تَفِلُ

  ويُرْوَى: «ولا جَبِلُ».

  وِالتَّرعُ: السَّفِيهُ. والتَّرِعَةُ من النِّساءِ: الفاحِشَةُ الخَفِيفَةُ.

  وِالمُتَتَرِّعُ: الشِّرِّيرُ المُسَارِعُ إلَى ما لا يَنْبغِي له.

  وِالتُّرْعَةُ: مَسِيلُ الماءِ إلى الرَّوْضَةِ، كما في اللّسَانِ، وهذا هو المَعْرُوف، وبه سُمِّيَت القَرْيَةُ بمِصْرَ، وإلَيْها يُنسَبُ الشَّيْخُ الصّالِحُ مُحَمَّدُ بنُ سَعْدِ بنِ عَبْدِ الفَتَّاحِ بنِ سَعْدٍ التُّرْعِيّ عَنْ عَبْدِ الغَنِيِّ البالسيّ، وأدْرَكَ الشِّهَابَ أحْمَدَ بنَ أحْمَدَ بنِ عَبْدِ الغَنِيِّ الدِّمياطيّ، وقد اجْتَمَعْتُ به.

  وِالتُّرْعَةُ: شَجَرَةٌ صَغِيرَةٌ تَنْبُتُ مع البَقْلِ وتَيْبَسُ معهُ، وهي أحَبُّ الشَّجَرِ إلَى الحَمِيرِ.

  وسَيْرٌ أتْرعُ: شَدِيدٌ. نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ، واسْتَشْهَدَ عَلَيْه بقَوْلِ رُؤْبَةَ، وقَدْ تَقَدَّم الكَلامُ عَلَيْه، وأنَّ الصَّوابَ «سَيْلٌ» بالّلامِ.

  وِالتِّرْيَاعُ، بالكَسْرِ: مَوْضِعٌ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ. وقال الصّاغَانِيّ في التَّكْمِلَة: هو تِرْباعٌ، بالمُوَحَّدَةِ⁣(⁣١)، ولم يَتَعَرَّضْ لَهُ في العُبَابِ.

  وأُمّ تُرَيْعَة، مُصَغَّراً: اسْمُ فَرَسٍ نَجِيبٍ.

  وقال بَعْضُ الأَعْرَابِ: عُشْبٌ تَرِعٌ، ككَتِفٍ، إذا كَانَ غَضَّاً. نَقَلَهُ صاحِبُ اللِّسَانِ والصّاغَانِيّ في تَرْكِيب «ور ع».

  [تسع]: تِسْعَةُ رِجَالٍ، في العَدَد المُذَكَّر، وتِسْعُ نِسْوَةٍ، في العَدَدِ المُؤَنَّثِ، مَعْرُوفٌ. وقَوْلُه تَعَالَى: {وَلَقَدْ آتَيْنا مُوسى تِسْعَ} آياتٍ {بَيِّناتٍ}⁣(⁣٢) هي: أخْذُ آلِ فِرْعَوْنَ بالسِّنِينَ، وإخْرَاجُ مُوسَى # يَدَهُ بَيْضَاءَ والعَصَا، والطُّوفانُ، والجَرَادُ، والقُمَّلُ، والضَّفَادِعُ، والدَّمُ، وانْفِلاقُ البَحْرِ. وقَدْ جَمَعَ ذلِكَ المُصَنِّفُ في بَيْتٍ واحدٍ فقال:

  عَصاً، سَنَةٌ، بَحْرٌ، جَرَادٌ، وقُمَّلٌ ... دَمٌ، ويَدٌ، بَعْدَ الضَّفادِعِ، طُوفانُ

  وقَدْ ضَمَّنْتُه بِبَيْتٍ، آخَرَ، فقُلْتُ:

  آياتُ مُوسَى الكَلِيمِ التِّسْعُ يَجْمَعُهَا ... بَيْتٌ فَرِيدٌ لَهُ في السَّبْك عُنْوَانُ

  عَصاً سَنَة ..

  إلى آخِرِه.

  أمَّا العَصَا فَفِي قَوْلِه تَعَالَى: {فَأَلْقى عَصاهُ فَإِذا هِيَ ثُعْبانٌ مُبِينٌ}⁣(⁣٣) وأمَّا السَّنَةُ ففي قَوْلِه تَعالَى: {وَلَقَدْ أَخَذْنا آلَ فِرْعَوْنَ بِالسِّنِينَ}⁣(⁣٤)، وهو الجَدْبُ حَتَّى ذَهَبَت ثِمَارُهُمْ وذَهَبَ من أهْلِ البَوَادِي مَوَاشِيهِم، وكَذا بَقِيَّةُ الآيَاتِ، وكُلُّهَا مَذْكُورَةٌ في القُرْآنِ. قال شَيْخُنَا: وقَدْ نَظَمَها البَدْرُ بن جَمَاعَةَ أيْضاً فِي قَوْلِه:

  آيَات مُوسَى الكَلِيمِ التّسعُ يَجْمَعُهَا ... بَيْتٌ عَلَى إثْرِ هذَا البَيْتِ مَسْطُورُ

  عَصاً يَدٌ وَجرادٌ قُمَّلٌ ودَمٌ ... ضَفَادِعٌ حَجَرٌ والبَحْرُ والطُّورُ

  وقَالَ: وبَيْنَهُ⁣(⁣٥) مع بَيْتِ المُصَنِّف اتّفَاقٌ واخْتِلافٌ، وجَعَلَهَا الزَّمَخْشَرِيّ إحْدَى عَشْرَةَ آيَةً،: فزاد الطَّمْسَةَ، والنُّقْصَانَ في مَزَارِعِهِم، وعِبَارَتُه: لِقَائِلٍ أنْ يَقُولَ: كانَتِ الآيَاتُ إحْدَى عَشرَةَ: ثِنْتَانِ منها اليَدُ والعَصَا، والتِّسْعُ: الفَلقُ، والطُّوفانُ، والجَرَادُ، والقُمَّلُ، والضّفادِعُ، والدَّمُ، والطَّمْسُ، والجَدْبُ في بَوادِيهِمْ، والنَّقْصُ من مَزَارِعِهِم.

  انْتَهَى، ولَمْ يَذْكُرِ الجَوَابَ. وقَوْلُه في النَّظْمِ: وحَجَرٌ⁣(⁣٦)، يُرِيدُ به انْفِجَارَهُ، وقد ذَكَرَهُ صاحِبُ اللِّسَانِ أيْضاً.


(١) ذكره ياقوت: ترباع بالكسر ثم السكون والباء الموحدة. قال وهو في كتاب ابن القطاع: ترناع ثم ذكره ياقوت في: ترياع وقال: قرأت بخط أحمد بن أحمد يعرف بأخي الشافعي في شعر جرير رواية السكري: والترياع ماء لبني يربوع قال جرير:

خبر عن الحي بالترياع غيّره ... ضرب الأهاضيب والنأْجة العصفُ

(٢) سورة الإسراء الآية ١٠١.

(٣) سورة الأعراف الآية ١٠٧.

(٤) سورة الأعراف الآية ١٣٠.

(٥) بهامش المطبوعة المصرية: «قوله: وبينه الخ هكذا في النسخ. والأولى: وفيه مع».

(٦) كذا، بالأصل، وفي البيت: ضفادعٌ حَجَرٌ.