تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[عسقر]:

صفحة 220 - الجزء 7

  شَدِيداً، وأَيضاً أَسْرَعَ، ومنه اشتِقاقُ ناقة عَيْسَجور، انتهى.

  قلتُ: فارْتَفع الإِشكالُ، والحَقُّ أَحَقُّ بأَن يُتَّبع.

  وعَسْحَرتِ الإِبلُ: اسْتَمَرَّتْ في سَيْرِهَا، وهذا أَيضاً ضَبَطُوه بالجِيم، وهو الصَّوابُ. وقالوا: إِبِلٌ عَسَاجِيرُ: وهي المُتتابِعَة في سَيْرها.

  وعَسْحَر اللَّحْمَ: مَلَّحه والعَسْحَر، كجَعْفَر: المِلْح، وهذا أَيضاً ضبَطُوه بالجِيم على الصَّوابِ.

  وعَسْحَر: ع، الصَّوَاب أَنه بالجِيم، قاله الصاغَانِيّ، ومثله في مُعجَم أَبي عُبَيْد البَكْرِيّ⁣(⁣١)، وزاد أَنه قُرْبَ مَكَّة.

  والعَسحَرة، بهاءٍ: الخُبْثُ قالوا: الصَّوابُ أَنَّه بالجِيم، ومنه سُمِّيت السِّعْلاة عَيْسَجُوراً لخُبثها.

  وقد خالَف المصنِّف هنا أَئمّة اللغة من غير وَجْه، فليُتَفَطَّن له.

  [عسقر]: المُتَعَسْقِر، أَهمله الجَوْهَرِيّ. وقال المؤرِّج: رَجُلٌ مُتَعَسْقِرٌ، كمُتَدَحْرِج، وهو الجَلْدُ الصَّبورُ، وأَنشد:

  وصِرْتَ مَلْهُوداً⁣(⁣٢) بِقاعٍ قَرْقَرِ ... يَجْرِي عَلَيْكَ المُورُ بالتَّهَرْهُرِ

  يا لَكَ من قُنْبُرة وقُنْبُرِ ... كُنْتَ عَلَى الأَيّامِ في تَعَسْقُرِ

  أَي صَبْر وجَلادَة. قال الأَزهريّ: ولا أَدْرِي مَنْ رَوَى هذا عن المُؤَرِّج؟ ولا أَثِقُ به. قلتُ: وهذا سببُ عدَمِ ذِكْرِ الجَوْهَرِيِّ إِيَّاهُ لكَوْنِه لم يَصِحَّ عنده. وقال الصاغانيّ: وكأَنّه مقلوب من التَّقعْسُر.

  [عسكر]: العَسكَرُ: الجَمْعُ، فارِسِيٌّ، عُرِّبَ، وأَصلُه لَشْكَر، ويُرِيدُون به الجَيْشَ. ويَقْرُبُ منه قول ابنِ الأَعْرَابِيّ: إِنّه الكَثِيرُ من كُلِّ شيْءٍ. يقال عَسْكَرٌ من رِجال ومالٍ وخَيْل وكِلابٍ. وقال الأَزهريّ: عَسْكَرُ الرجلِ جَماعَةُ مالِه ونَعَمِه، وأَنشد:

  هَلْ لكَ في أَجْرٍ عَظِيم تُؤْجَرُهْ ... تُعِينُ مِسْكيناً قليلاً عَسْكَرُهْ

  عَشْرُ شِيَاهٍ سَمْعُه وبَصَرُهْ ... قد حَدَّثَ النَّفْسَ بمِصْرٍ يَحْضُرُهْ

  وفي التكملة، وإِذا كان الرَّجُل قَلِيلَ المَاشيَة⁣(⁣٣) يقال: إِنّه لقَلِيلُ العَسْكَر، قيل: إِنّه فارِسيٌّ أَصله لَشْكَرُ، كما تقدّم.

  قال ثعلب: يُقَال: العَسْكَرُ مُقْبِلٌ ومُقْبِلْون، فالتَّوْحِيد على الشَّخْص، والجَمْع على جَماعَتِهم. قال الأَزهريّ: وعِنْدِي [أَن]⁣(⁣٤) الإِفْرادَ على اللَّفْظ، والجَمْع على المَعْنَى.

  والعَسْكرَة: الشِدَّة والجَدْبُ، قال طَرَفة:

  ظَلَّ في عَسْكَرَةٍ من حُبِّها ... ونَأَتْ شَحْطَ مَزارِ المُدَّكِرْ

  أَي في شِدّة من حُبِّهَا. وفي الأَساس: شَهِدْتُ العَسْكَرَيْن. قالوا: العَسْكَرانِ: عَرَفَةُ ومِنًى⁣(⁣٤)، كأَنَّه لتجمُّع الناسِ فيهما.

  والعَسْكَر: مُجْتَمَعُ الجَيْش. وعَسْكَرُ اللَّيْلِ: ظُلْمَتُهُ.

  وقد عَسْكَرَ اللَّيْلُ: تَرَاكَمَتْ⁣(⁣٥) ظُلْمَتُه، ونَشدوا:

  قدْ وَرَدَتْ خَيْلُ بَني العَجّاجِ ... كأَنَّهَا عَسْكَرُ لَيْلٍ دَاجِ

  وعَسْكَرَ القَوْمُ بالمَكَانِ: تَجَمَّعُوا، أَو وَقَعُوا في شِدَّة أَو جَدْبٍ. وعَسْكَرَ الرَّجُلُ فهو مُعَسْكِرٌ والمَوْضِع مُعَسْكَرٌ بفتح الكاف.

  وعَسْكَرُ: مَحَلَّة بنيْسَابُورَ نُسِب إِليها جَماعةٌ من المُحَدِّثِين.

  وعَسْكرُ: مَحَلَّة بمِصْرَ، منها مُحَمّد بن عَليّ العَسْكَريّ والحَسَنُ بنُ رَشِيقٍ الحافظُ أَبو مُحَمّد، العسْكَرِيّان المِصْريّان، رَوَى الأَخيرُ عن النِّسَائِيّ، وعنه الدّارقُطْنِيّ وعَبْدُ الغَنِيّ، تُوفِّيَ سنة ٣٧٠.

  وعَسْكَرُ الرَّمْلَةِ: مَحَلَّةٌ بالرَّملَةِ نُسِبَ إِليها جَمَاعَةٌ من المُحَدِّثين.

  وعَسْكَرُ: مَحَلَّةٌ بالبَصْرَة ورُصافةِ بَغْدَادَ، كانَت تُعْرَف بعَسْكَرِ أَبي جَعْفَر.


(١) لم يرد في معجم ما استعجم، وهو في معجم البلدان عسجر بالجيم موضع قرب مكه، عن نصر.

(٢) اللسان: وصرت مملوكاً.

(٣) في التكملة: قليل المواشي لا شيء له، قيل:

(٤) في القاموس: ومن الليل ظلمته، والعسكران عرفة ومنى، والعسكرة: الشدة والجدب.

(٥) في القاموس: «تراكبت» وفي اللسان والتكملة فكالأصل.