تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[شنبرت]:

صفحة 81 - الجزء 3

  كلُّ ذلك في لسان العرب.

  والتَّشْمِيتُ: التَّسْمِيتُ، وتَشميتُ العاطسِ دُعاءٌ. وقال ابنُ سِيدَهْ: شَمَّتَ العاطسَ، وشَمَّتَ عليه: دعَا له أَن لا يكون في حال يُشْمَتُ به فيها، والسّين لغة عن يعقوبَ.

  وكلُّ داعٍ لِأَحدٍ بخَير، فهو مُشمِّتٌ له ومُسَمِّتٌ، بالشّين والسّين، والشّينُ أَعلَى في كلامهم وأَفْشَى. وفي التَّهذيب: كلُّ دعاءٍ بخيرٍ، فهو تَشميتٌ.

  وفي حديث زواجِ فاطمةَ لعليٍّ، ®: «فأَتَاهُما، فدعَا لهما، وشَمَّتَ عليهما، ثُمَّ خرَجَ». وحُكي عن ثعلب أَنّه قال: الأَصل فيها السِّين، من السَّمْت، وهو القَصْد والهَدْيُ، وفي حديث العُطَاس: «فشَمَّتَ أَحدَهُما، ولم يُشَمِّتِ الآخَرَ» التَّشْمِيتُ والتَّسْميتُ الدّعاءُ بالخَير والبرَكة، والمُعْجمَةُ أَعلاهُما، وشَمَّت عليه⁣(⁣١)، وهو من الشَّوامِتِ: القوائم، كأَنّه دُعَاءٌ للعاطس بالثَّبَات على طاعةِ الله. وقيل: معناه أَبعدَك الله عن الشَّمَاتة، وجَنَّبك ما يُشْمَتُ به عليك، وقد تقدّم طَرَفٌ من ذلك في السِّين مع التّاءِ، فراجعْه. والّذي ذكرْناه خُلاصةُ ما في اللّسان، والفائق وغيرِهما.

  والتَّشْمِيتُ: الجَمْعُ، يقال: الّلهُمَّ، شَمِّتْ بينهُمَا. نقله الصّاغانيُّ.

  والتَّشْمِيتُ: التَّخْيِيبُ. وشَمَّتَهُ فلانٌ: خَيَّبَه. عنه⁣(⁣٢)، وأَنشد للشَّنْفرَى:

  وباضِعَةٍ حُمْرِ القِسِيِّ بَعَثْتُها ... وَمَنْ يَغْزُ يَغْزُ يَغْنَمْ مَرَّةً ويُشَمَّتِ

  والاسْمُ: الشِّمَاتُ. والاشْتِمَاتُ: أَوَّلُ السِّمَنِ، أَنشد ابنُ الأَعرابيّ:

  أَرَى إِبِلي بَعْدَ اشْتِمات كأَنَّما ... تُصِيتُ بسَجْعٍ آخِرَ اللَّيْلِ نِيبُها

  وإِبلٌ مُشْتَمِتةٌ: إِذا كانت كذلك.

  ويُقالُ: خرَجَ⁣(⁣٣) القومُ في غَزَاةٍ، فَقَفَلُوا شمَاتي ومُتَشَمِّتِين. قال: والتَّشَمُّتُ: أَنْ يَرْجِعُوا خائِبِين بلا غَنِيمَةٍ.

  والعَجَبُ من المُصَنِّف كيف فرَّقَ المادّةَ الواحدةَ في ثلاثةِ مواضعَ فلو قال: ورَجَعُوا شَمَاتَى، ومُشَمَّتِين، ومُتَشَمِّتِين: أَي خائِبينَ بلا غَنيمةٍ، ولا واحدَ للأَوْل، كان أَنسبَ لطريقته، كما لا يَخفَى.

  وَمِلكٌ مُشَمَّتٌ، كمُعَظَّمٍ: مُحَيّاً⁣(⁣٧) وَزْناً ومعنًى، من: حيَّاهُ إِذا دَعَا له بالتَّحِيَّة، أَي: مَدْعُوٌّ له بتحَايَا المُلوكِ.

  وممّا يُستدرَكُ عليه: الحُصَيْنُ بنُ مُشَمِّت⁣(⁣٤) من بني حِمّانَ، ثمّ من بني تيمم، وَفَدَ على النَّبيِّ، ، مُسْلِماً، وأَقْطعَهُ عَيْنَ الأُصَيْهِبِ.

  [شنبرت]: * وممّا يُستدرك عليه: أَشْنَانْبِرْتُ: من قُرَى بغدادَ، منها أَبو طاهِر إِسحاقُ بْنُ هِبَةِ الله بنِ الحسن الضَّرِير، سكَنَ دِمَشْقَ، روى عنه أَبو المَوَاهِبِ بْن صَصْرِي.

  [شنكت]: شِنْكاتُ، بالكسرِ: أَهملَه الجماعة، وهو لعَلَّهُ اسْمُ د⁣(⁣٥)، أَي: بلدٍ، أَو جَدٌّ.

  وإِلى أَحدهما أَحْمَدُ بنُ عبدِ الخالِقِ بْنِ الشِّنْكاتِيّ عن طِراد، وعنه ابنُ طَبَرْزَدَ. وكامِلُ بنُ عَبْدِ الجَلِيلِ بْنِ الشِّنْكاتِيّ: مُحَدِّثانِ، الأَخِيرُ عن أَبي منصورٍ القَزّاز، مات سنة ٦٠٠. * وممّا يُستدرَكُ عليه: شنكيت مدينةٌ بأَقْصَى الغرْبِ.

  [شيت]: الشَّيْتَانُ مقتضى إِطلاقه أَن يكون بالفتح، والَّذي في لسان العرب بالكسر⁣(⁣٦) ضبط القلم من الجَرادِ وغيْرِه: جماعةٌ قلِيلةٌ، عن أَبي حَنِيفة، وأَنشد:

  وَخيْلٍ كشَيْتانِ الجَرَادِ وَزَعْتُها ... بطَعْنٍ على اللَّبّاتِ ذِي نَفَيَانِ

  * وممّا استدركه شيخُنا:


(١) في اللسان: شمّته وشمّت عليه. (٥) كذا، وفي القاموس: اسم بلد.

(٢) أَي عن ابن الأعرابي، وقد مر قوله: ورجعوا شماتى أَي خائبين (عن اللسان). (٦) في اللسان: بفتح الشين ضبط قلم.

(٣) عن التهذيب، وبالأصل «رجع».

(٧) في القاموس: محيّ.

(٤) كذا ضبط في معجم البلدان «كمحدّث».