تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[سكف]:

صفحة 278 - الجزء 12

  أَبي بكرِ بنِ محمدِ بن أَبي بكرِ بنِ عُقَيْلٍ السَّقَّافُ العَلَويُّ الحُسَيْنيُّ المَكِّيُّ، حَدَّثَ جَدُّه عن الشَّمْسِ البَابِلِيِّ، وهو بنَفْسِهِ حَدَّثَ عن خَالِه عبدِ الله بنِ سالِمٍ البَصْرِيِّ، وأَبي العَبَّاسِ النَّخْلِيِّ، وغيرِهما.

  وَسَقْفٌ، بالفَتْحِ: لُغَةٌ في الْأُسْقُفِّ، كأُرْدُنٍّ، نَقَلَهُ شَيْخُنَا.

  [سكف]: الْأَسْكَفُ، بِالفَتْحِ، على أَفْعَل، والْإِسْكَافُ، بِالكَسْرِ، والْأُسْكُوفُ بِالضَّمِّ، وَاقْتَصَرَ عَلَيْهَما الجَوْهَرِيُّ، والسَّكَّافُ، كشَدَّادٍ، والسَّيْكَفُ، كَصَيْقَلٍ، لُغَاتٌ أَرْبَعَةٌ: الخَفَّافُ وجَمْعُ الإْسْكَافِ: الأَسَاكِفَةُ.

  أَو الْإِسْكَافُ عندَ العَربِ: كُلُّ صَانِعٍ سِوَى الخَفَّافِ، فإِنَّهُ الْأَسْكَفُ، كأَحْمَد، وذلك إذا أَرادُوا مَعْنَى الإِسْكَافِ في الحَضَرِ، نَقَلَهُ ابنُ الأَعْرَابِيِّ، وأَنْشَدَ:

  وَضَعَ الْأَسْكَفُ فِيهِ رُقَعاً ... مِثْلَ مَا ضَمَّدَ جَنْبَيْهِ الطَّحِلْ

  وَقال شَمِرٌ: رَجُلٌ إِسْكَافٌ، وأُسْكُوفٌ: لِلْخَفَّافِ.

  أَو الإِسْكَافُ: النَّجَّارُ، قَالَهُ أبو عمرٍو، وفي المُحْكَمِ: الإِسْكَافُ، - وكذا لُغَاتُهُ الثَّلاثةُ -: الصَّانِعُ أَيًّا كَانَ، وخَصَّ بعضهُمْ به النَّجَّارَ، وأَنْشَدَ الجَوْهَرِيُّ قَوْلَ الشَّمَّاخِ:

  لَم يَبْقَ إِلَّا مِنْطَقٌ وأَطْرَافْ⁣(⁣١) ... وبُرْدَتَانِ وقَمِيصٌ هَفْهَاف

  وشُعْبَتَا مَيْسٍ بَرَاهَا إِسْكَافْ

  قال: جَعَلَ النَّجَّارَ إِسْكَافاً على التَّوَهُّمِ، أَراد: بَرَاهَا النَّجَّارُ.

  وقال الجَوْهَرِيُّ: قَوْلُ مَن قال كُلُّ صَانِعٍ عندَ العَربِ إسْكافٌ، فغَيْرُ مَعْرُوفٍ، وقال أبو عمرٍو: وكلُّ صَانِعٍ بيَدِهِ بِحَدِيدَةٍ إِسْكَافٌ، وقال ابنُ عَبَّادٍ: الإِسْكَافُ في قَوْلِ ابنِ مُقَبِلٍ:

  «يَمُجُّهَا أَصْهَبُ الإِسْكَافِ»

  يعني حُمْرَة الخَمْرِ، أو هذه مِن تَصْحِيفِ ابنِ عَبَّادٍ في اللَّفْظِ، وتَحْرِيفٍ في المَعْنَى، وصَوَابُهُ بِالباءِ المُوَحَّدَةُ وسياقُ البَيْتِ:

  يَمُجُّها أَكْلَفُ الإِسْكَابِ وَافَقَهُ ... أَيْدِي الهَبَانِيقِ بِالمَثْنَاةِ مَعْكُومُ

  أَكْلَفُ: أَسْوَدُ، والإسْكَابُ والإِسْكَابَةُ: عُودٌ يُدَوَّرُ، فيُجْعَلُ في مَكانٍ يُتَخَوَّفُ فيه الخَرْقُ مِن الزِّقِّ، ثم يُشَدُّ حتى لا يَخْرُجَ منه شَيْءٌ، حَقَّقَهُ الصَّاغَانِيُّ في العُبَابِ.

  وإِسْكَافُ بَنِي الجُنَيْدِ: مَوْضِعَانِ: أَعْلَى، وأَسْفَلُ، بِنَوَاحِي النَّهْرَوَانِ، مِن عَمَلِ بَغْدَادَ، كان بَنُو الجُنَيْدِ رُؤَسَاءَ هذه النَاحِيَةِ، وكان فيهم كَرَمُ ونَبَاهَةٌ، فعُرِفَ المَوْضِعُ بهم، وَقد نُسِبَ إِلَيْهِمَا عُلَمَاءُ، وَطَائِفَةٌ كثيرةٌ مِن الكُتَّابِ وَالمُحَدِّثِين، لم يَتَمَيَّزُوا لنا. قال ياقُوتُ: وهاتان النَّاحِيَتَانِ الآنَ خَرَابٌ بِخَرَابِ النَّهْرَوَانِ مُنْذُ أَيَامِ الملُوكِ السَّلْجُوقِيَّةِ، انْسَدَّ نَهْرُ النَهْرَوَانِ، واشتَغَل المُلُوكُ عن⁣(⁣٢) إِصْلاحِه وحَفْرِه باختِلافِهم، وتَطَرَّقَها عَسَاكِرُهم، فخَرِبَتْ الكُورَةُ بأَجْمَعِها.

  وَمِمَّن يُنْسَب إِليها: أَبو بكرٍ محمدُ بنُ محمدٍ⁣(⁣٣) الإِسْكَافيُّ، مِن شُيُوخِ الدَّارَقُطْنِيِّ، ثِقَةٌ.

  وَأَبو الفضلِ رِزْقُ بنُ مُوسَى الإِسْكَافيُّ، مِن شُيُوخِ البَاغَنْدِيِّ، والقاضي المَحَامِليِّ، ثِقَةٌ.

  وَأَبو جَعْفَرٍ محمدُ بنُ عبدِ الله الإِسْكَافيُّ، أَحَدُ المُتَكَلِّمِين مِن المُعْتَزِلَةِ، ماتَ سنةَ ٢٠٤.

  وَأَبو جَعْفَرٍ محمدُ بنُ يحيى بنِ هارونَ⁣(⁣٤) الإِسْكافيُّ، مِن شُيُوخِ الدَّارَقُطْنِيِّ، سَمِعَ مِنْهُ بِإسْكَافَ.

  وَمحمدُ بنُ عبدِ المُؤْمِنِ الإِسكَافيُّ، رَوَى عنه الخَطِيبُ البَغْدَادِيُّ.

  وَغيرُ هؤلاءِ مَذْكُورون في تاريخ بغداد.

  والإِسْكَافُ: الْحَاذِقُ بِالأمْرِ، نَقَلَهُ شَمِرٌ عن الفَقْعَسِيِّ سَماعاً؛ وأَنْشَدَ:

  حَتَّى طَوَيْنَاهَا كَطَيِّ الْإِسْكَافْ

  وحِرْفَتُهُ: السِكَافَةُ، كَكِتَابَةٍ، وقال اللَّيْثُ: الإِسْكَافُ


(١) قوله «مِنْطَق»، ويروى بفتح الميم وكسر الطاء، فيريد كلامه ولسانه.

(٢) عن معجم البلدان وبالأصل «في».

(٣) في اللباب: محمد بن أحمد بن مالك الإسكافي، وفي معجم البلدان: محمد بن محمد بن أحمد بن مالك الإسكافي.

(٤) عن معجم البلدان وبالأصل «مردون».