تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[ليز]:

صفحة 147 - الجزء 8

  لَهَزَه القَتِيرُ، أَي وَخَطَه، فهو مَلْهُوزٌ، ثمّ هو أَشْمَطُ، ثمّ أَشْيَبُ. وقال أَبو زَيْد: يُقَال للرّجُل أَوّلَ ما يَظْهَرُ فيه الشَّيْبُ: قد لَهَزَه الشَّيْبُ ولَهْزَمَه. قال الأَزْهَريُّ: والميمُ زائدةٌ، ومنه قَولُ رُؤْبَةَ:

  لَهْزَمَ خَدَّيَّ به مُلَهْزِمُهْ

  والمَلْهُوزُ من الجِمَال: المَوْسُومُ في لِهْزِمَتِه، قال الجُمَيْحُ وهو مُنْقِذُ بنُ الطَّمّاح:

  مَرَّتْ برَاكِبِ مَلْهُوزٍ فقالَ لها: ... ضُرِّي الجُمَيْحَ ومَسِّيه⁣(⁣١) بتَعْذِيبِ

  وإِنّمَا قال: «برَاكبِ مَلْهُوزٍ» ليَخُصَّه بهذه السِّمَةِ، لأَنّ سِمَات القَبَائل مشهورةٌ.

  وقال النَّضْرُ: الَّلاهِزُ: الجَبَلُ يَلْهَزُ الطَّريق⁣(⁣٢)، وكذلك الأَكَمَةُ؛ يَضُرّان بالطَّريق. وإِذَا اجْتَمَعَت الأَكَمَتانِ، أَو الْتَقَى جَبَلَان حّتَّى يَضيقَ ما بينهما كهَيْئَةِ الزُّقاق، فهمَا لَاهِزَانِ، كلُّ وَاحدٍ منهُمَا يَلْهَزُ صاحِبَه. وقال أَبو حَنيفَةَ:

  الّلاهِزَةُ: الأَكمَةُ إِذا شَرَعَتْ في الوَادِي وانْعَرَجَ عنها.

  واللِّهَازُ في البَكْرة، ككِتَابٍ: رُقْعَةٌ يُضَيَّقُ بها المِحْوَرُ الوَاسِعُ بإِدْخَالِهَا في قَبِّ البَكرَةِ.

  واللهَزَةُ، بالتَّحْريك: اللِّهْزمَةُ نقلَه الصاغانيُّ، والميمُ زائدة.

  واللهِزَةُ، بكسر الهاءِ: المرأَةُ السَّمينةُ ظُهُورِ الشِّدْقَيْن، نقلَه الصاغَانيُّ.

  والْمِلْهَزُ، كمِنْبَرٍ: الضّارِبُ بالجُمْع في اللهَازِمِ والرَّقَبَة قال الرّاجز:

  أَكُلَّ يوم لكَ شاطِنانِ ... على إِزاءِ البئْرِ مِلْهَزانِ

  إِذا يَفُوتُ الضَّرْبُ يَحْذِفَان

  ومِلْهَزٌ: عَلَمٌ سُمِّيَ⁣(⁣٣) بذلك.

  * وممّا يُسْتَدْرَك عليه:

  اللهْزُ: الدَّفْعُ، والضَّرْبُ. قال الأَصْمَعيُّ: لَهَزْتُه وبَهزْتُه ولَكَمْتُه، إِذا دَفَعْتَه. وقال ابنُ الأَعْرَابيِّ: البَهْزُ واللهْزُ⁣(⁣٤) والوَكْزُ وَاحدٌ. وقال الكِسَائيُّ: لَهَزَه وبَهَزَه ومَهَزَه ونَهَزَه وبَحَزَه ونَحَزَه ومَحَزَه ووَكَزَه وَاحدٌ⁣(⁣٥).

  وفي الحَديث: «إِذا نُدِبَ المَيِّتُ وُكِّلَ به مَلَكَانِ يَلْهَزَانِه»، أَي يَدْفَعَانه ويَضْرِبَانه.

  واللهِزُ، ككَتِفٍ: الشَّديدُ.

  وقد سَمَّوْا لَاهِزاً، ولَهّازاً، ككَتّانٍ.

  [ليز]: لَازَ يَلِيزُ، أَهملَه الجوهَريُّ وصاحبُ اللِّسَان.

  وقال الصَّاغَانيُّ: هو لُغَةٌ في لازَ يَلُوزُ، أَي لَجَأَ.

  ويقال: ما أَجدُ مَلِيزاً؛ المَلِيزُ: المَلْجَأُ، كالمَلَاز، وقد ذُكرَ قريباً.

فصل الميم مع الزاي

  [متز]: مَتَزَ فُلانٌ بسَلْحه، إِذا رَمَى به. أَهملَه الجوهَرِيُّ، ونَسَبَه الأَزهَريُّ لابن دُرَيْد، قال: ومَتَسَ مثلُه، قال الأَزهريُّ: ولم أَسْمَعْهَا لغيرِه. قال الصاغانيُّ: ولم أَجِدْهُ في الجَمْهَرة. قلتُ: والقوْلُ ما قَالَه الصَّاغَانيُّ، والصَّوَابُ أَنّه قولُ اللَّيْث، وسيأْتي في متس تحقيقُ ذلك ..

  [محز]: مَحَزَ الجاريَةَ - كمَنَعَ - مَحْزاً ومِحَازاً ظاهرُه أَنّهَا بالفَتْح، والصَّوَابُ في الثاني الكسْر: نَكَحَهَا، أَنشَدَ شَمِرٌ:

  رُبَّ فَتاةٍ منْ بَنِي العِنَازَ ... حَيّاكَةٍ ذاتِ هَنٍ كِنَازِ

  ذي عَضُدَيْنِ⁣(⁣٦) مُكْلَئِزٍّ نازي ... تَأَشُّ للقُبْلَةِ والمِحَازِ

  أَي النِّكَاح، وقد ضَبَطَه الصَّاغَانيُّ. وهذا الحرفُ أَهمَلَه الجوهَريُّ، ونقلَه ابنُ القَطّاع واللَّيْثُ، وأَنشدَ اللَّيْثُ لجَرير:

  كانَ الفَرَزْدَقُ شاعراً فخَصَيْتُه ... مَحَزَ الفَرَزْدَقُ أُمَّه منْ شَاعرِ


(١) في التهذيب: ومنِّيه.

(٢) في التهذيب: يلهز الطريق، يقطعه ويضرّ به.

(٣) بهامش المطبوعة المصرية: «قوله: يسمى (بالأصل: سمى) بذلك لعله سقط قبله لفظ رجل».

(٤) زيد في التهذيب: واللكْزُ.

(٥) هذه عبارة اللسان، والذي ورد في التهذيب: وقال الكسائي؛ لهزته ونهزته ووهزته واحد. وقال ابن الأعرابي: لهزه وبهزه ومهزه ونهزه ونخزه وبحزه ومخزه ووكزه، بمعنى واحد.

(٦) الأصل والتهذيب والتكملة، وفي اللسان: ذي عقدين.