تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[بتع]:

صفحة 5 - الجزء 11

  وِلا يُقَالُ: امْرَأَةٌ إِمَّعَةٌ. فإِنَّهُ خَطَأٌ، أَو قَدْ يُقَالُ، حَكَاه الجَوْهَرِيّ عن أَبِي عُبَيْدٍ.

  وِتَأَمَّعَ الرَّجُلُ، واسْتَأْمَعَ: صَارَ إِمَّعَةً، ورِجالٌ إِمَّعُونَ، ولا يُجْمَعُ بالأَلِفِ والتّاء⁣(⁣١).

فصل الباءِ مع العين

  [بتع]: البِتْعُ، بالكَسْرِ، وكعِنَبٍ، مِثَالُ قِمْعٍ وقِمَع: نَبِيذُ العَسَل، كَما في الصّحاحِ، وزادَ غَيْرُهُ: المُشْتَدُّ. وفِي العَيْنِ: نَبِيذٌ يُتَّخَذُ من عَسَلٍ كَأَنَّهُ الخَمْرُ صَلابَةً، يُكْرَهُ شُرْبُهْ، أَوْ هو سُلالَةُ العِنَبِ، قالَهُ ابنُ عَبّادٍ. وقالَ بَعْضُهُم: سُمِّيَ بذلِكَ لشِدَّة فيه، من البَتَعِ، وهو شِدَّةُ العُنُقِ. أَو بالكَسْرِ: الخَمْرُ وقالَ أَبو حَنِيفَةَ: الخَمْرُ المُتَّخَذُ من العَسَلِ، فأَوْقَعَ الخَمْرَ عَلَى العَسلِ، وهي لُغَةٌ يَمَانِيَّةٌ. وفي الحَدِيثِ: «سُئِل النَّبِيُّ ÷ عن البِتْع فَقَالَ: كُلُّ شَرَابٍ أَسْكَرَ⁣(⁣٢) فهو حَرامٌ» وعَنْ أَبِي مُوسَى الأَشْعَرِيّ رَضِيَ الله تَعالَى عَنْه أَنَّهُ خَطَبَ فقالَ: «خَمْرُ المَدِينَةِ من البُسْرِ والتَّمْرِ، وخَمْرُ أَهلِ فارِسَ من العِنَبِ، وخَمْرُ أَهْلِ اليَمَنِ البِتْعُ، وهو من العَسَلِ، وخَمْرُ الحَبَشِ السُّكْرُكَةُ».

  وِالبَتِعُ: الطَّويلُ من الرِّجَالِ، ظاهِرُ سِيَاقِهِ أَنَّهُ بالكَسْرِ، وهو خَطَأٌ، والصَّوَابُ فيه البَتِعُ ككَتِفٍ، وامْرَأَةٌ بَتِعَةٌ: طَوِيلَةٌ، كما في اللِّسَانِ.

  وِالبَتَعُ، بالتَّحْرِيكِ: طُولُ العُنُقِ مع شِدَّةِ مَغْرِزِهَا: تَقُولُ منهُ: بَتِعَ الفَرَسُ، كفَرِحَ، بَتَعَاً فهو بَتِعٌ، ككَتِفٍ، وهي بَتِعَةٌ، قالَهُ الأَصْمَعِيّ. وقَدْ سَهَا هُنَا عن اصْطِلاحِهِ وهو قَوْلُه: وهي بهاءٍ. ويُقَالُ أَيْضاً: عُنُقٌ بَتِعٌ وبَتِعَةٌ: شَدِيدَةٌ.

  وقيل: مُفْرَطَةٌ في الطّولِ.

  وقال ابنُ الأَعْرَابِيّ: البَتِعُ: الطّوِيلُ العُنُقِ، والتَّلِعُ: الطَّوِيلُ الظَّهْرِ. وقالَ ابنْ شُمَيْلٍ: مِن الأَعْنَاقِ البَتِعُ، وهو الغَلِيظُ الكَثِيرُ اللَّحْمِ الشَّدِيدُ. وقالَ: ومنها الرّهِيفُ⁣(⁣٣)، وهو الدَّقِيقُ. ويُقَالُ: البَتَعُ فِي العُنُق: شِدَّتُهُ، والتَّلَعُ: طُولُهُ.

  وأَنْشَدَ الصّاغَانِيُّ لسَلامَةَ بنَ جَنْدَلَ يَصِفُ فَرسَاً:

  يَرْقَى الدَّسِيعُ إِلَى هادٍ لَهُ بَتِعٍ ... فِي جُؤْجُؤٍ كمَدَاكِ الطِّيبِ مَخْضُوبِ

  وِقالَ اللَّيْثُ: رُسْغٌ أَبْتَعُ أي مُمْتَلِئٌ. وأَنْشَدَ لرُؤْبَة:

  وِقَصَباً فَعْماً ورُسْغاً أَبتَعَا

  قالَ الصّاغَانِيُّ: ولَيْسَ لِرُؤْبَةَ كما قالَ اللَّيْثُ. وقالَ ابنُ بَرِّيّ: كَذا وَقَعَ، وأَظُنُّهُ: «وَجيداً أَبْتَعَا».

  وِقالَ اللَّيْثُ أَيْضاً: البَتِعُ، ككَتِفٍ: الشَّدِيدُ المَفَاصِلِ والمَوَاصِل مِنَ الجَسَدِ. وقال غَيْرُهُ: والبَتِعُ من الرِّجَالِ كذلِكَ، وفِعْلُهُ بَتِعَ، كفَرِحَ، وهو بَتِعٌ وأَبْتَعُ: اشْتَدَّتْ مَفَاصِلُهُ، وهي بَتْعَاءُ وبَتِعَةٌ، وج: بُتْعٌ، بالضَّمِّ.

  وِقالَ ابنُ عَبَّادٍ: بَتَعَ في الأَرْضِ: تَبَاعَدَ. قالَ: وبتَع مِنْهُ بُتُوعاً، بالضَّمِّ: انْقَطعَ، كانْبَتَعَ، وهذِه عَنْ أَبِي مِحْجَنٍ، كانْبَتَلَ.

  وِبَتَعَ النَّبِيذَ يَتْبِعُ، من حَدِّ ضَرَبَ: اتَّخَذَهُ وصَنَعَهُ كنَبَذَهُ يَنْبِذُه، قالَهُ ابنُ عَبّادٍ.

  وِقالَ ابنُ شُمَيْلٍ: بَتِعَ فُلانٌ بِأَمْرٍ لَمْ يُؤَامِرْنِي فيه، كفَرِحَ، أَيْ قَطَعَهُ دُونِي. قال أَبُو وَجْزَةَ السَّعْدِيُّ:

  بانَ الخَلِيطُ وكانَ البَيْنُ بَائجَةً ... وِلَمْ نَخَفْهُمْ عَلَى الأَمْرِ الَّذِي بَتِعُوا

  وِشَفَةٌ بَاثِعةٌ بالمُثَلَّثَةِ لا غَيْرِ، ووَهِمَ مَنْ قَالَ بالمُثَنَّاة، وهو ابنُ عبّاد في المُحِيطِ، وقَدْ رَدَّ عَلَيْه الصّاغَانِيّ⁣(⁣٤).

  وِتَقُولُ: جَاءُوا كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ، أَكْتَعُونَ، أَبْصَعُون، أَبْتَعُونَ، وهِيَ إِتْبَاعَاتٌ لأَجْمَعِينَ، لا يَجِئْنَ إِلَّا عَلَى إِثْرِهَا، وفي العُبابِ: بِأَثَرِهِ، أَوْ تَبْدَأُ بأَيَّتِهنَّ شِئْتَ بَعْدَهَا، قالَهُ ابنُ كَيْسَانَ، وفي الصّحاح: وأَبْتَعُ: كَلِمَةٌ يُؤَكَّدُ بِهَا، تَقُولُ: جَاءُوا أَجْمَعُونَ، أَكْتَعُونَ، أَبْتَعُونَ. إِنتهى.

  وِالنِّسَاءُ كُلُّهُنَّ جُمَعُ، كُتَعُ، بُصَعُ، بُتَعُ، والقَبِيلَة كُلُّها جَمْعَاءُ، كَتْعَاءُ، بَصْعَاءُ، بَتْعَاءُ. وهذا التَّرْتِيبُ غَيْرُ لازِمٍ،


(١) زيد في التهذيب عن الليث قال: والفعل من إمعّة: تأمّع الرجل واستأمع. وانظر التكملة واللسان.

(٢) في النهاية واللسان والتهذيب: مسكر.

(٣) في التهذيب واللسان: المرهف.

(٤) كذا، بالأصل، والذي في التكملة ولم يعزها: «وشفة باتعة لغة في باثعة» يعني اقراره المثناة لغة في المثلثة، ولعل ما ورد بالأصل جاء في كتابه الآخر العباب.