تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[فجج]:

صفحة 450 - الجزء 3

  والعَجب من المصنِّف كيف تَركَ هذا مع كَمالِ اقْتِفَائِه للجوهريّ.

  [فجج]: الفَجُّ: الطَّرِيقُ الواسِعُ بين جَبَلَيْنِ وقيل: في جَبَلٍ - قَالَهُ أَبو الهيثم - أَو في قُبُل جَبَلٍ، وهو أَوْسعُ من الشِّعْب. وقال ثعلب: هو ما انْخَفَضَ من الطُّرُق. وجمعُه فِجَاجٌ وأَفِجَّةٌ، الأَخيرةُ نادرةٌ. قال جَنْدَلُ بن المُثَنَّى الحارثيّ:

  يَجِئَنَ من أَفِجَّةٍ مَنَاهِجِ

  وقال أَبو الهيثم: الفَجّ: المَضْرِبُ البَعيدُ. وكلُّ طريقٍ بَعُدَت فهرفَجّةٌ وعن ابن شُمَيْلٍ؛ الفَجّ: كأَنَّه طريقٌ. قال⁣(⁣١):

  ورُبما كان⁣(⁣٢) طريقاً بين جَبَلَيْنٍ أَو حائطَينِ⁣(⁣٣)، ويَنْقَاد ذلك يومَيْنِ أَو ثَلاثةً إِذا كان طريقاً أَو غَيْرَ طرِيقٍ، وإن⁣(⁣٤) لم يكنْ طريقاً فهو أَرِيضٌ كثيرُ العُشْبِ والكلإِ، كالفُجَاجِ بالضّمّ.

  وأَفَجَّه⁣(⁣٥) وافْتَجَّه: إِذا سَلَكَه.

  وفَجُّ الرَّوْحَاءِ سَلَكَه النبيّ إِلى بَدْرٍ وعامَ الفَتْح والحجّ.

  والفِجّ، بالكسر من كل شيْءٍ: ما لَمْ يَنْضَجْ، والنِّيءُ من الفَوَاكِهِ، وبِطِّيخٌ فِجٌّ: إِذا كان صُلْباً غير نَضيجٍ. وقال رجلٌ من العرب: الثِّمَارُ كُلُّهَا فِجَّةٌ في الرَّبيع حين تَنْعَقِدُ حتّى يُنْضِجَها حَرُّ القَيْظِ، أَي تكون نِيئَةً⁣(⁣٦) كالفَجَاجَةِ بالفتح الفَجَاجة: النَّهَاءَةُ وقِلَّةُ النُّضْجِ: وفي الصّحاح: الفِجّ: البِطِّيخُ الشّاميّ الذي يُسمّيه الفُرْسُ: الهِنْدِيَّ. وكلُّ شَيْءٍ من البِطّيخ والفواكِه لم يَنْضَج فهو فِجٌّ.

  وقَوْسٌ فَجّاءُ: ارتفعتْ سِيَتُهَا فبانَ وَتَرُهَا عن عَجْسِها.

  وقيل: قَوسٌ فَجّاءُ ومُنْفَجّة: بانَ وَتَرُهَا عن كَبِدِهَا.

  وفَجَّ قَوْسَه، وهو يَفُجُّهَا فَجًّا، وكذلك فَجَأَ قَوْسَه، وفَجَجْتُها أَفُجُّهَا فَجًّا: رَفَعْتُ وَتَرَهَا عن كَبِدِهَا مثل فَجَوْتُها.

  وقال الأَصمعيّ: من القِيَاسِ الفَجّاءُ والمُنْفَجّةُ والفَجْواءُ والفَارِجُ والفَرْجُ، كلّ ذلك القَوْسُ التي يَبِينُ وَتَرُهَا عن كَبِدِها، وهي بَيِّنَةُ الفَجَجِ. قال الشاعر:

  لا فَجَجٌ يُرَى بها ولا فَجَا

  وفَجَجْتُ رِجْليَّ، وما بين رِجْلَيَّ أَفُجُّهُما فَجًّا: فَتَحْتُ وباعَدتُ بينَهُمَا؛ وكذا فاجَجْتُ وفَجَوْتُ كأَفْجَجْتُ. والفَجَجُ: أَقْبَحُ من الفَحَجِ، يقال: هو يَمْشِي مُفَاجًّا وقد تَفاجَّ وأَفَجَّ.

  والفَجُّ في كلامِ العرب: تَفريجُكَ بين الشيئينِ. يقال: فاجَّ الرَّجلُ يُفاجُّ فِجَاجاً ومُفاجَّةً: إِذا باعَدَ إِحدَى رِجْليه من الأُخرَى ليَبول.

  والفَجَجُ في القَدمينِ: تَبَاعُدُ ما بينهما. وقيل: هو في الإِنسان تَبَاعُدُ الرُّكْبتينِ، وفي البهائمِ تَبَاعُدُ العُرْقوبَينِ⁣(⁣٧) فَجَّ فَجَجاً.

  وفي الحديث: «كان إِذا بالَ تَفاجَّ حتَّى نَأْوِيَ⁣(⁣٨) له» التَّفاجُّ: المُبَالغةُ في تَفْرِيجِ ما بين الرِّجْلَينِ، وفي حديث أُمِّ مَعْبَدٍ: «فتفاجَّتْ عليه ودَرَّتْ [واجْتَرَّت]

  (⁣٩) وفي حديثٍ آخَرَ حين سُئلَ عن بَني عامرٍ، فقال: «جَمَل أَزْهَرُ مُتَفَاجٌّ». أَراد أَنه مُخْصِبٌ في ماءٍ وشَجرٍ، فهو لا يزال يَبُولُ لكثرةِ أَكلِه وشُرْبِهِ.

  ورجل مُفِجُّ السّاقَيْنِ: إِذا تَبَاعَدتْ إِحداهما من الأُخرَى.

  وفيما سَبّ به حَجَلُ بنُ شَكَل الحارثَ بنَ مُصرِّف بين يَدَيِ النُّعْمَانِ: «إِنه لمُفِجُّ السَّاقَينِ، قَعْوُ الأَلْيَتَيْنِ.

  وأَفَجَّ الرَّجلُ: أَسْرَعَ. وأَفَجَّ الظَّلِيمُ: رَمَى بصَوْمِه⁣(⁣١٠)، والنَّعامةُ تُفِجّ: إِذا رَمَتْ بِصَوْمها. وقال ابنُ القِرِّيَّة: «أَفَجَّ إِفْجَاجَ النَّعَامَةِ، وأَجْفَلَ إِجْفَالَ الظَّلِيم». وأَفَّجَّ الأَرْضَ بالفَدَّانِ، إِذا شَقَّها شَقًّا مُنْكَراً، فهي مُنْفَجَّةٌ: مُنْشَقَّة وَرَجَلٌ أَفَجُّ بَيِّنُ الفَجَجِ، وهو أَقْبَحُ من الفَحَجِ الآتي ذِكرُه. وقال ابن الأَعْرَابيّ: الأَفَجّ والفَنْجَلُ، معاً: المُتَبَاعِدُ الفَخِذَيْنِ الشَّديدُ الفَجَجِ؛ ومثله الأَفْجَى. وأَنشد.


(١) زيد في التهذيب: وربما كان طريقاً بين حرفين مشرفين عليه، إنما هو طريق عريض.

(٢) في التهذيب: كان ضيقاً.

(٣) التهذيب واللسان: فأوين.

(٤) التهذيب: و «إذا». وفي اللسان: وإن يكن.

(٥) في القاموس: وأفج.

(٦) في التهذيب: «نِيّة». والعامة تفتح النون.

(٧) عن اللسان، وبالأصل: العرقوتين.

(٨) بهامش المطبوعة المصرية: «قوله نأوي له أي نرق له ونرتي كما في النهاية».

(٩) زيادة عن النهاية.

(١٠) أي بذرقه.