تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[منجلق]:

صفحة 439 - الجزء 13

  [منجلق]: المِنْجَلِيق، باللَّام، نقله الأَزْهَرِي في رُباعِي التَّهْذِيب، عن أَبي تُرابٍ، لغة في المَنْجَنِيق.

  [محق]: مَحَقَه، كمَنَعَه يمْحَقُه مَحْقاً: أَبْطَله ومَحاهُ حَتَّى لم يَبْقَ منه شَيْءٌ. وقالَ ابنُ الأَعْرابيِّ: المَحْقُ: أَنْ يَذْهَبَ الشَّيءُ كُلُّه حتَّى لا يُرَى منه شَيْءٌ. قالَ الله تعالَى: {وَيَمْحَقَ الْكافِرِينَ}⁣(⁣١) أَي: يَسْتَأْصِلهم ويُحْبِط أَعمالَهم.

  كَمحَّقَه تَمْحِيقاً، للمُبالَغَةِ. ومنه قِراءَةُ عبدِ الله بنِ الزُّبَيْرِ ®. يُمَحِّقُ الله الرِّبَا ويُرَبِّي الصَّدَقَاتِ⁣(⁣٢) من التَّمْحِيقِ والتَّربِيَةِ فَتَمحَّق، وامْتَحَق، وامَّحَق، كافْتَعَل أَي: انتَقَصَ وبَطَلَ.

  وقال أَبو زَيْدٍ: مَحَق الله تَعالى الشَّيءَ مَحْقاً: ذَهَبَ بِبَركَتِه وخَيْرِه ورَيْعِه، كأَمْحَقَه في لُغَيَّةٍ رَدِيئة، وأَبَى الأَصمَعِيُّ إِلَّا مَحَقَه.

  ومن المَحْقِ الخَفِيِّ النَّخْلُ المُتَقارِبُ قال ابنُ سِيدَه: المَحْقُ: النَّخْلُ المُقارَبُ بَيْنه في الغَرْس.

  ومَحَقَ الحَرُّ الشَّيْءَ مَحْقاً: أَحْرَقَه وأَهْلَكَه فامْتَحَقَ⁣(⁣٣).

  والمَحاقُ، مُثَلَّثَة، واقتَصَرَ الصاغانِيُّ على الضَّمِّ والكَسْرِ، كالأَزْهَرِيّ وابنِ سِيدَه: آخِرُ الشَّهْرِ إِذا امَّحَقَ الهِلَالُ فلم يُر، عن ابنِ سِيدَه، وأَنْشَدَ:

  أَتَوْنِي بها قَبْلَ المُحاق بلَيْلَةٍ ... فكانَ مُحاقاً كُلَّه ذلك الشَّهرُ

  وأَنْشَد الأَزهَرِيُّ:

  يَزْدادُ حَتَّى إِذا ما تَمَّ أَعْقَبَه ... كَرُّ الجَدِيدَيْنِ منه ثُمّ يَمَّحِقُ

  أَو ثَلاثُ لَيالٍ من آخِرِه وفِيها السِّرارُ: وهو قولُ أَبي عُبَيْدٍ وابنِ الأَعْرابِيِّ، وإِليه مالَ الزَّمَخْشَرِيّ والصاغانيّ.

  أَو أَن يَسْتَسِرَّ القَمَرُ لَيْلَتَيْن فلا يُرَى غُدْوَةً ولا عَشِيَّة، وهو قولُ ابنِ الأَعرابيّ.

  ومنهم من جَعَلَ لياليَ المُحاق ليلة خَمْس وسِتٍّ وسَبْعٍ وعشرين؛ لأَنَّ القَمَر يطلع⁣(⁣٤)، وهذا قولُ الأَصمَعِيِّ وابنِ شُمَيل، وإِليه ذَهَبَ أَبو الهَيْثَم والمُبَرِّدُ والرِّياشيُّ. قالَ الأَزهريُّ: وهو أَصحُّ القَوْلَيْنِ عِنْدي.

  وقال ابنُ الأَعرابي: سُمِّي به لأَنَّه طَلَع مع الشَّمْس فمَحَقَتْه فلم يَرَه أَحد.

  ومن المجاز: نَصْلٌ مَحِيقٌ، كأَمِيرٍ: أَي مُرَقَّقٌ مُحَدَّدٌ، كأَنَّه مُحِقَ لفَرْط رِقَّتِه ولُطْفِه. وكذلك قَرْنٌ مَحِيقٌ: إِذا دُلِكَ فذَهَب حَدُّه ومَلُس قالَ المُفَضَّلُ النُّكْرِيُّ:

  يُقلِّب صَعْدةً جَرْداءَ فيها ... نَقِيعُ السَّمّ أَو قَرْنٌ مَحِيقُ

  قالَ الجوهريُّ: فَعِيلٌ من مَحَقَه. وأَما قولُ ابنِ دُرَيد إِنه مَفْعولٌ فبَعِيدٌ⁣(⁣٥)، كما في الصِّحاحِ.

  ويومٌ ماحِقُ الحَرّ: أَي شَدِيدُه لأَنَّه يَمْحَقُ كلَّ شيءٍ ويُحْرِقهُ.

  وقالَ الأَصْمَعِيُّ: يُقالُ: جاءَ في ماحِقِ الصَّيْفِ أَي: في شِدَّة حَرِّهِ. قال ساعِدَةُ بنُ جُؤَيَّة الهُذَلِي يَصِف الحُمُر:

  ظَلَّتْ صَوافِنَ بالأَرْزانِ صادِيَةً⁣(⁣٦) ... في ماحِقٍ من نَهارِ الصَّيْفِ مُحْتَدِمِ⁣(⁣٧)

  وأَمْحَقَ: هَلَك كَمِحاقِ الهِلال، وهو قَولُ أَبِي عَمْروٍ، قال: الإِمْحاقُ: أَنْ يَهْلِكَ المالُ أَو الشيءُ، كمُحاقِ الهِلالِ. ومنه قولُ سَبْرةَ بنِ عَمْروٍ الأَسَدِيّ يهجُو خالدَ بنَ قَيْسٍ:

  أَبُوكَ الّذِي يَكوِي أُنوفَ عُنوقِهِ ... بأَظفارهِ حتى أَنَسَّ وأَمحَقَا⁣(⁣٨)

  ومَحَّق فُلانٌ بفُلان تَمْحِيقاً وذلِك أَنَّهم في الجاهِليَّة إِذا


(١) سورة آل عمران الآية ١٤١.

(٢) سورة البقرة الآية ٢٧٦ والقراءة «{يَمْحَقُ} {... وَيُرْبِي} ..».

(٣) في القاموس: «كامْتَحَقَ».

(٤) بعدها في التهذيب: في أخيرها ثم يأتي الصبح فيمحق ضوء القمر والثلاث التي بعدها هي الدآديء.

(٥) الجمهرة ٢/ ١٨٢.

(٦) بهامش المطبوعة المصرية: «قوله: صادية، هكذا وقع في النسخ صادية بالدال، والرواية: صاوية بالواو لا غير، وقال ابن حبيب: صاوية عطاشاً، ولعل هذا التفسير أوهم الجوهري أنها صادية بالدال ا هـ تكملة» وفي ديوان الهذليين: صادية وفي شرحه: الصادي الذابل، قال: ومن قال طاوية فإنه يريد خماصاً.

(٧) ديوان الهذليين ١/ ١٩٧.

(٨) قال الصاغاني في التكملة: والرواية: أباك.