تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[نقرش]:

صفحة 214 - الجزء 9

  وما اتَّخَذْتُ صِدَاماً لِلْمُكُوثِ بِهَا ... وما انْتَقَشْتُكَ إِلاّ للوَصَرّاتِ

  أَيْ ما اخْتَرْتُكَ، والوَصَرّاتُ: القَبَالَةُ، بالدُّرْيَةِ⁣(⁣١).

  وقالَ أَبُو عُبَيْد: المُنَاقَشَةُ: الاسْتِقْصَاءُ في الحِسَابِ حَتَّى لا يُتْرَكَ مِنْهُ شَيْءٌ، قالَ: ولا أَحْسبُ نَقْشَ الشَّوْكَةِ من الرِّجْلِ إِلاَّ مِنْ هذا، وهو اسْتِخْرَاجُهَا حَتَّى لا يُتْرَكَ مِنْها شَيْءٌ في الجَسَدِ، والَّذِي نَقَلَهُ شَيْخُنَا عن أَئِمَّةِ الاشْتِقَاقِ أَنّ أَصْلَ المُنَاقَشَةِ هِيَ إِخْرَاجُ الشَّوْكَةِ مِنَ البَدَنِ بِصُعُوبَةٍ، ثمَّ صارَتْ حَقِيقَةً في الاسْتِقْصَاءِ في الحِسَابِ كصُعُوبَةِ إِخْرَاجِ الشّوْكَةِ المَذْكُور. قُلْتُ: وهذا بعَكْسِ مَا قَالَهُ أَبُو عُبَيْدٍ: فتَأَمَّلْ.

  وأَنْشَدَ ابنُ الأَعْرَابِيّ للحَجّاجِ، وابنُ الأَنْبَارِي لِمُعَاوِيَةَ، رَضِيَ الله تَعالَى عَنْه:

  إِنْ تُنَاقِشْ يَكُنْ نِقَاشُكَ يَا رَبِّ ... عَذّاباً لَا طَوْقَ لي بعِذَابِ

  أَو تُجَاوِزْ فأَنْتَ رَبٌّ عَفُوٌّ ... عَنْ مُسِيءٍ ذُنُوبُه كالتُّرابِ

  و في الحَدِيثِ: «مَنْ نُوقِشَ الحِسَابَ عُذِّبَ»، أَي مَنِ اسْتَقْصِىَ في مُحَاسَبَتِه وحُوقِقَ.

  * وممّا يُسْتَدْرَك عَلَيْه:

  جَمْعُ المِنْقَاشِ: المَنَاقِيشُ.

  والنَّقْشُ: النَّتْفُ بالمِنْقَاشِ، وهُوَ كالنَّتْشِ سَوَاءٌ.

  والنَّقْشُ: الخَدْشُ، قالُوا كَأَنَّ وَجْهَهُ نُقِشَ بِقَتَادَةٍ، أَيْ خُدِشَ، وذلِكَ في الكَرَاهَةِ والعُبُوسِ [والغَضبِ]⁣(⁣٢).

  والنِّقَاشُ، بالكَسْر المُنَاقَشَةُ في الحِسَابِ، وقد نَاقَشَه مُنَاقَشَةً ونِقَاشاً، وقَدْ جَاءَ في حَدِيثِ عَلِيٍّ، رَضِيَ الله تَعَالَى عَنْه⁣(⁣٣).

  وانْتَقَشَ منه جَمِيعَ حَقِّهِ، وتَنَقَّشَه: أَخَذَه فَلَمْ يَدَعْ منه شَيْئاً، وهو مَجَازٌ. والنَّقْشُ: الأَثَرُ في الأَرْضِ، قَالَ أَبُو الهَيْثَمِ: كتَبْتُ عن أَعْرَابِيٍّ: يَذْهَبُ الرَّمادُ حَتَّى ما نَرَى له نَقْشاً، أَي أَثَراً في الأَرْضِ.

  وما نَقَشَ مِنْهُ شَيْئاً، أَيْ ما أَصَابَ، والمَعْرُوفُ: ما نَتَشَ، كَمَا تَقَدَّمَ.

  والنَّقِيشَةُ: ماءٌ لَبِنَي الشَّرِيدِ قال الشاعرُ:

  وقَدْ بانَ من وَادِي النَّقِيشَةِ حاجِزُه

  ونَقَشَ الرَّحَى، إِذا نَقَرَها، وهُوَ مَجَازٌ، نَقَله الزَّمَخْشَرِيّ.

  وبِلَالُ بنُ حُسَيْنِ بنِ نُقَيْشٍ، كزُبَيْرٍ، عن عَبْدِ المَلِكِ بنِ بُشْرَانَ.

  وعَلِيُّ بنُ أَحْمَدَ بنِ مَرْوَانَ بنِ نُقَيْشٍ السّامِرِيّ، عن الحَسَنِ بنِ عَرَفَةَ.

  وأَبُو الفَتْحِ مُحَمَّدُ بنُ الأَنْجَبِ بنِ حُسَيْنِ بنِ نُقَيْشٍ البَغْدَادِيّ عن ابن شاتِيل⁣(⁣٤) والقَزّازِ، مات سنة بضعٍ وسَبْعِينَ وخَمْسِمائَةٍ.

  وعُمَرُ بنُ عبْدِ الله بنِ نُقَيْشَةَ، كجُهَيْنَة، سمِع بكَفْرِ بَطْنا، عن ابنِ الكَمَالِ.

  ومحمّدُ بنُ عُمَرَ بنِ مَسْعُودٍ المَوْصِلِيّ يُعْرَفُ بابن النَّقَّاشِ، قال ابن نُقْطَةَ: صَدُوقٌ.

[نقرش]:

  * وممّا يسْتَدْرَكُ عليه:

  نَقْرَشَ، أَهمَلَه الجَوْهَريُّ وصاحِبُ اللّسَانِ، وقال الصّاغَانِيُّ: نَقْرَشَ: خَدَشَ، واسْتَقْصَى، وزَيَّنَ، وحَرَّكَ.

  قُلْتُ: ونَقْرَاشُ، بالفَتْحِ: قَرْيَةٌ بالبُحَيْرَةِ مِن أَعْمَالِ مِصْرَ.

  وقَالَ ابنُ القَطّاع: النَّقْرَشَةُ: الحِسُّ الخَفِيُّ.

  [نكش]: نَكَشَ الرَّكِيَّةَ يَنْكُشُها، بالضَّمِّ، عن ابن دُرَيْدٍ، ويَنْكِشُهَا، بالكَسْرِ، وهذه اقْتَصَر عَلَيْهَا الجَوْهَرِيُّ والأَزهَرِيُّ وابنُ سِيدَه: أَخْرَجَ⁣(⁣٥) ما فِيهَا مِنَ الجَيْئَةِ، في بَعْضِ النُّسَخ: من الحَمْأَةِ، والطِّينِ، وقالَ الجَوْهَرِيّ:


(١) ضبطت عن التهذيب. وفي التكملة: بالدَّرِيّة، بالياء بدل الباء.

(٢) زيادة عن اللسان.

(٣) ونصه كما في النهاية: «يجمع الله فيه الأولين والآخرين لنقاش الحساب».

(٤) عن المطبوعة الكويتية وبالأصل «أبي شانيل».

(٥) على هامش القاموس عن نسخة أخرى: استخرج.