تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[عزو]:

صفحة 673 - الجزء 19

  لا تُجِنُّ العاريا⁣(⁣١)

  واسْتَعارَ تأَبَّط شرًّا الإعْرِيرَاءَ⁣(⁣٢) للمَهْلَكةِ.

  وعَرَّاهُ مِن الأمْرِ: خَلَّصَهُ وجَرَّدَهُ، فعَرِيَ، كرَضِيَ.

  وهو ما يُعَرَّى مِن هذا الأمْرِ: أَي ما يُخَلَّصُ؛ ومنه لا يُعَرَّى مِن الموْتِ أَحَدٌ.

  وأعْراءُ الأرضِ: ما ظَهَرَ من مُتُونِها، الواحِدَةُ عَرًى.

  والعَرَى: الحائِطُ.

  ويقالُ لكلِّ شيءٍ أَهْمَلْتَه وخَلِّيْتَه، قد عَرَّيْته.

  والمُعَرَّى: الذي يُرْسَل سُدًى ولا يُحْمَل عليه.

  ويقالُ للمَرْأَةِ عُرْيانُ النَّجِيِّ⁣(⁣٣)؛ ومنه قولُ الشاعرِ:

  ولمَّا رآني قد كَبِرْتُ وأَنَّه ... أَخُو الجنِّ واسْتَغْنى عنِ المَسْح شارِبُهْ

  أَصاخَ لعُرْيانِ النَّجِيِّ وأَنَّه ... لأَزْوَرُ عن بَعْضِ المَقالَةِ جانِبُهْ⁣(⁣٤)

  أَي اسْتَمَعَ إلى امْرأَتِه وأَهانَنِي⁣(⁣٥).

  وفي كَلامِ الأساسِ ما يَقْتَضِي أَنَّه يُطْلَق على كلِّ مَنْ لا يَكْتُم السّرَّ.

  واعْرَوْرَى السَّرابُ الإكامَ: رَكِبَها.

  وطَرِيقٌ اعرورى: غَلِيظٌ. والعُرْيانُ من النَّبْتِ: الذي قد اسْتَبانَ لَكَ.

  وأَعْرَى: أَقامَ بالناحِيَةِ.

  وأَعْرَيْت واسْتَعْرَيْت واعْتَرَيْت: أَي اجْتَنَيْت⁣(⁣٦)؛ نَقَلَهُ الصَّاغاني.

  [عزو]: والعِزَةُ، كعِدَةٍ: العُصْبَةُ من النَّاسِ فَوْقَ الحَلْقةِ.

  وفي الصِّحاح: الفِرْقَةُ مِن الناسِ.

  وقالَ الراغبُ: الجماعَةُ المُنْتَسبَةُ بعضُهم إلى بعضٍ إمَّا في الوِلادَةِ، وإمَّا في المظاهَرَةِ. وقيلَ: من عزى عزاءً إذا صَبَرَ، كأنَّهم الجماعَةُ التي يَتَأَسَّى بعضُهم ببعضٍ، قال الجوهري: والهاءُ عِوَضٌ عن الواوِ، والأصْلُ عِزْو، ج عزَوْنَ بكسْرٍ ففتح⁣(⁣٧)، وعُزُونَ أَيْضاً بالضمِّ، وعِزًى بكسْرٍ ففتحٍ، ولم يقولُوا عِزَات كما قالوا ثُبات؛ ومنه قولُه تعالى: {عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمالِ عِزِينَ}⁣(⁣٨)، أَي جَمَاعَات في تَفْرقة؛ قالَ الشاعِرُ:

  فلما أَنْ أَتَيْنَ على أَضاخٍ ... ضَرَحْنَ حَصاهُ أَشْتاتاً عِزِينا⁣(⁣٩)

  قالَ الأَصْمعي: في الدارِ عِزُونَ أَي أَصْنافٌ مِن الناسِ؛ كما في الصِّحاح.

  وعَزاهُ إلى أَبيهِ يَعْزُوهُ عَزْواً: نَسَبَه إليه؛ وإنَّه لحَسَنُ العِزْوَةِ والعِزْيَةِ، مَكْسُورَتَيْن، أَي الانْتِسابِ وعَزا هُوَ إلَيْهِ وعَزا لَهُ واعْتَزَى وتَعَزَّى: كُلُّه انْتَسَبَ له وإليه صِدْقاً كانَ أَوْ كَذِباً، والاسْمُ العِزْوَةُ والعَزاءُ.

  وفي الحديثِ: «مَنْ تَعَزَّى بعَزاءِ الجاهِلِيَّةِ فأَعِضُّوه بهَنِ أَبيهِ ولا تَكْنُوا»، يَعْنِي انْتَسَبَ إلى الجاهِليَّة وانْتَمَى كيا لَفُلانٍ ويا لبَنِي فلانٍ.

  وعَزْوَى وتَعْزَى: كَلِمَتا اسْتِعْطافٍ، وهي لُغَةٌ لمَهْرَة بن حَيْدانَ مَرْغوبٌ عنها.


(١) كذا، جزء من بيت للراعي كما في اللسان وتمامه:

فإن تك ساق من مزينة مَلصت ... لقيس بحرب لا تجنى المعاريا

(٢) يعني قوله:

يظل بموماة ويمسي بغيرها ... جحيشاً ويعروري ظهور المهالكِ

(٣) كذا بالأصل، وفي اللسان: ويقال: فلان عريان النجيّ إذا كان يناجي امرأته ويشاورها ويصدر عن رأيها. ومثله في التهذيب، والذي في الأساس: ويقال للذي لا يكتم السر: عريان النجي. وفي المقاييس: ويقولون لامرأة الرجل: النجي العريان، أي أنه يناجيها في الفراش عريانة.

(٤) البيتان في الأساس بدون نسبة، والثاني في اللسان والتهذيب.

(٥) عن اللسان والتهذيب، وبالأصل: «وأعانني».

(٦) في التكملة: اجتنبت.

(٧) في القاموس عِزون بكسر فضم.

(٨) سورة المعارج، الآية ٣٧.

(٩) اللسان والصحاح.