تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[ربص]:

صفحة 287 - الجزء 9

  [دهمص]: صَنْعَةٌ دِهْمَاصٌ، بالكَسْرِ، أَهْمَلَه الجَوْهَرِيُّ، وقالَ أَبو سَعِيدٍ السُّكَّرِيُّ: أَيْ مُحْكَمَةٌ، وبه فَسَّرَ قَوْلَ أُمَيَّةَ ابن أَبي عائِذٍ الهُذَلِيِّ:

  أَرْتَاحُ في الصُّعَدَاءِ صَوْتَ المُطْحَرِ ... المَحْشُورِ شِيفَ بصَنْعَةٍ دِهْمَاصِ

  [ديص]: دَاصَ يَدِيصُ دَيَصَاناً: زاغَ وحَادَ، وفي نُسَخِ الصّحاح: رَاغَ، بالراءِ، قال الرّاجِزُ:

  إِنّ الجَوادَ قَدْ رَأَى وَبِيصَها ... فأَيْنَمَا دَاصَتْ يَدِصْ مَدِيصَهَا

  وأَنْشَدَ الفَرّاءُ في نَوَادِرِه:

  تِلْكَ الثُّرَيّا قَدْ رَأَى وَبِيصَهَا ... مَتَى تَدِصْ يَوْماً أَدِصْ مَدِيصَهَا

  ودَاصَتْ الغُدَّةُ بَيْنَ الجِلْدِ واللَّحْمِ تَدِيصُ دَيْصاً ودَيَصَاناً: تَزَلَّقَتْ، وجاءَتْ وذَهَبَتْ تَحْتَ يَدِ مُحَرِّكِهَا، وكَذَا كُلُّ ما تَحَرَّكَ تَحْتَ يَدِكِ فَهُوَ يَدِيصُ دَيَصاناً.

  ورَجُلٌ دَيّاصٌ، إِذا كانَ لا يُقْدَرُ عَلَيْهِ، نقَلَه الجَوْهَرِيُّ.

  أَو رَجُلٌ دَيّاصٌ: سَمِينٌ، وامْرَأَةٌ دَيّاصةٌ: سَمِينَةٌ، قالَ ابنُ فارِسٍ: يُقَالُ ذلِك، قال: فإِنْ كانَ صَحِيحاً فَلأَنّه إِذا قُبِضَ عَلَيْه انْدَاصَ عن اليَدِ لِكَثْرَةِ لَحْمِه. وقال الأَصْمَعِيُّ: رَجُلٌ دَيّاصٌ إِذا كُنْتَ لا تَقْدِرُ أَنْ تَقْبِضَ عَلَيْهِ من شِدَّةِ عَضَلِه.

  والدّائِصُ: اللِّصُّ، ج: دَاصَةٌ، كقَائِدٍ وقَادَةٍ وذَائِدٍ وذَادَةٍ⁣(⁣١).

  والدّائِصُ أَيْضاً: مَنْ يَتَتَبَّعُ الوُلَاةَ ويَدُورُ حَوْلَ الشَّيءِ، عَن ابنِ عَبّادٍ، وقال ابنُ بَرِّيّ: هُوَ الَّذِي يَجِيءُ ويَذْهَبُ، قَالَ سَعِيدُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمنِ:

  أَرَى الدُّنْيَا مَعيشَتَها عَنَاءً ... فتُخْطِئُنَا وإِيّاهَا نَليصُ

  فإِنْ بَعُدَتْ بَعُدْنَا في بُغَاهَا ... وإِنْ قَرُبَتْ فنَحْنُ لَهَا نَدِيصُ

  وفِي المُحِيطِ: المَدَاصُ: المَغَاصُ فِي الماءِ، يُقَالُ: أَخْرَجْتُ السَّمَكَةَ مِنْ مَدَاصِهَا. والدَّيّاصَةُ مُشَدَّدَةً. المَرْأَةُ اللَّحِيمَةُ القَصِيرَةُ المُتَرَجْرِجَةِ، عن أَبِي عَمْرٍو.

  ودَاصَ: نَشِطَ، وقالَ ابنُ عَبّاد: الدَّيصُ: النَّشَاطُ في السّائِس.

  قُلْتُ: وقد تَقَدَّمَ عن ابنِ الأَعْرَابِيّ: دَصَّ ودَضَّ: إِذَا خَدَم سائِساً.

  وداصَ الرَّجُلُ، إِذا خَسَّ بَعْدَ رِفْعَةٍ.

  وداصَ يَدِيصُ: فَرَّ عَنِ⁣(⁣٢) الحَرْبِ، وهُم الدّاصَةُ: الَّذِينَ يَفِرُّونَ عَنِ الحَرْبِ، أَو يَتَحَرّكُونَ لِلفِرارِ.

  وانْدَاصَ الشَّيْءُ: انْسَلَّ مِنَ اليَدِ.

  وانْدَاصَ عَلَيْنَا بالشَّرِّ: فَاجَأَ وانْهَجَمَ، وإِنَّه لَمُنْدَاصٌ بالشَّرّ، أَيْ مُفَاجِئٌ بهِ، وَقّاعٌ فيهِ.

  * وممّا يُسْتَدْرَك عَلَيْه:

  داصَ عَنِ الطَّرِيقِ: عَدَلَ.

  والدَّيْصُ: حَرَكَةُ الفِرَارِ.

  والدّاصَةُ: السَّفِلَةُ؛ لكَثْرَةِ حَرَكَتِهم، عن كُرَاع.

  والديوصِ، بالكَسْرِ: الذي يَدِيصُ: أَي يَتَحَرَّكُ، عن ابنِ عبّادٍ.

فصل الراء مع الصاد

  [ربص]: رَبَصَ بفُلانٍ رَبْصاً: انْتَظَرَ بهِ خَيْراً أَو شَرّاً يَحُلُّ بهِ، كتَرَبَّص بهِ، قالَ الله تَعَالى: {فَتَرَبَّصُوا بِهِ حَتّى حِينٍ ٢٥}⁣(⁣٣)، نقَلَه ابنُ دُرَيْدٍ، وقالَ الّليْثُ: التَّرَبُّصُ بالشَّيْءِ: أَنْ تَنْتَظِرَ بِهِ يَوْماً ما، وقالَ الجَوْهَرِيُّ: التَّرَبُّصُ: الانْتِظَارُ، وزادَ ابنُ الأَثِيرِ: والمُكْثُ. ثُمَّ إِنَّ ظاهِرَ سِياقِه أَنّ التَّرَبُّصَ يَتَعَدَّى بالبَاءِ، كالرَّبْصِ، وهو نَصُّ ابنُ دُرَيْدٍ، كما عَرَفْتَ، ونَصُّ الرَّاغِب في المفْرَدَاتِ، والزَّمَخْشَرِيِّ في الأَسَاسِ، غيرَ أَنّ البَيْضَاوِيَّ - في قوله تَعَالَى: {الَّذِينَ} يَتَرَبَّصُونَ {بِكُمْ}⁣(⁣٤) أَثناءَ أَوَاخِرِ النّسَاءِ - قَدَّرَ له مَفْعُولاً، فتأَمَّلْ، وقَال


(١) عن الصحاح واللسان وبالأصل «زائد وزادة».

(٢) في التكملة: من. [وكذا بالنسخة التي بايدينا].

(٣) سورة «المؤمنون» الآية ٣٥.

(٤) سورة النساء الآية ١٤١.