تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[حتد]:

صفحة 410 - الجزء 4

(فصل الحاءِ) المهملة مع الدال

  [حتد]: حَتَدَ بالمكانِ يَحْتِدُ، بالكَسْرِ حَتْداً: أَقَامَ به وثَبَتَ. مُماتَةٌ.

  وعَيْنٌ حُتُدٌ، بضمّتين: لا يَنْقَطع ماؤُهَا، وعليه اقتصر في التهذيب وليس من عُيونِ الأَرضِ الّتي تَجرِي وإِنّما هي الجارِحَةُ، أَرادَ عَيْنَ الرّأْسِ، كذا حقّقَه الأَزْهَرِيُّ⁣(⁣١) وغَلِطَ الجَوْهَرِيّ ¦ حيثُ قيَّدها بعُيونِ الأَرضِ، وأَقرَّه الزُّبَيْديُّ في مختصر العَينِ، وقال ابنُ الأَعرابيُّ: الحُتُدُ: العُيُونُ المُنْسَلِقَةُ واحِدتُها حَتَدٌ وحَتُودٌ، والانْسلاقُ لا يكون لعيُونِ الماءِ، قاله الصّغانيّ.

  وعن ابن الأَعرابيّ المَحْتِدُ كمَجْلِسٍ: الأَصْلُ وكذا المَحْفِد والمَحْقِد والمَحْكِدُ، يقال: إِنه لكَريمُ المَحْتِدِ، قال شيخنا نقلاً عن الشهاب الخَفاجيِّ ما نَصُّه: ظاهرُ كلامِ الثعَالبيّ أَن المَحْتِدَ الأَصْلُ في النَّسب لا مُطلقاً، قال فكأَنّه مُشتَرَكٌ، قال شيخُنَا: وقد صَرَّح به غيرُ واحدٍ من الأَئمّةِ.

  والمَحْتِدُ أَيضاً: الطّبْعُ، ويقال رَجَعَ إِلى مَحْتِدِه، إِذا فَعَلَ شيْئاً من المعروفِ ثم رَجَع عنه.

  والحَتِدُ، ككتِفٍ: الخالِصُ الأَصْلِ من كُلِّ شَيْءٍ. قال الراعي⁣(⁣٢):

  حَتَّى أُنِيخَتْ لَدَى خَيْرِ الأَنَامِ مَعاً

  مِن آلِ حَرْبٍ نَمَاهُ مَنْصِبٌ حَتِدُ

  وقد حَتِدَ يَحتَدُ حَتَداً كفَرِحَ وهو حَتِدٌ.

  والحُتُدُ كعُنُقٍ: العُيُونُ المُنْسَلِقَةُ⁣(⁣٣) وفي بعض النُّسخ المُتَسَلِّقَة، وقد ذُكِر قَرِيباً عن ابن الأَعرابيّ. وفي المجمل لابن فارِس أَنّ الحُتُدَ بضمّتين العَيْنُ النَّائِيةُ الماءِ⁣(⁣٤) الواحِدُ حَتَدٌ محرَّكةً، وحَتُودٌ، كصَبُورٍ، والحُتُدُ: جَوْهَرُ الشَيْءِ وأَصلُه نقله الصاغانيّ.

  وحَتَّدْتُه تَحْتِيداً، أَي اخْتَرْتُه لخُلُوصِهِ وفَضْلِه، نقله الصاغانيّ.

  والحُتُودُ بالضَّمّ: المَشَارِعُ من الطريق، نقله الصاغانيّ.

  [حثرد]: * ومما يستدرك عليه:

  الحِثْرِدُ، كزِبْرِجٍ الثّاءُ مُثَلَّثَةٌ: الغُثَاءُ اليابِسُ في أَسفَل الكُرِّ وفي قَعْرِ العَيْنِ⁣(⁣٥)، هكذا ذكرَه الصّاغَانيُّ في التكملة.

  [حدد]: الحَدُّ: الفَصْلُ الحَاجِزُ بَيْنَ الشيئينِ لئلّا يَختلِط أَحدُهما بالآخَرِ، أَو لئلّا يَتعدَّى أَحدُهما على الآخَرِ، وجمعُه حُدُودٌ. وفَصْلُ ما بَيْنَ كُلِّ شَيْئيْنِ حَدٌّ بينهما.

  والحَدُّ: مُنْتَهَى الشَّيْءِ، ومنه أَحدُ حُدودِ الأَرضينَ وحُدُود الحَرَم، وفي الحدِيث فِي صِفَة القُرآنِ «لكُلّ حَرْفٍ حَدٌّ، ولكُلِّ حَدٍّ مَطْلَعٌ» قيل: أَرادَ لكُلِّ مُنْتَهًى لَه نهَايَةٌ⁣(⁣٦).

  والحَدُّ مِن كُلّ شَيْءٍ: حِدَّتُه، ومنه حديثُ عُمَر «كُنْتُ أُدَارِي من أَبي بَكْرٍ بَعْضَ الحَدِّ» وبعضهم يَرويه بالجيم من الجِدِّ ضِدّ الهَزْلِ. وحَدُّ كلِّ شيْءٍ: طَرَفُ شَبَاتِه، كحَدِّ


(١) عبارة التهذيب: لم يرد عينَ الماء ولكنه أراد عين الرأس.

(٢) ديوانه ص ٦٧ من أبيات يمدح بها عبد الله بن يزيد بن معاوية.

(٣) ومثلها في التهذيب واللسان والتكملة.

(٤) في المجمل عن الأصمعي: عين حُتُد أَي ثابتة الماء ومنه المَحْتِدُ.

(٥) في التكملة: «قعر السبي» والسبي: الدرّ الذي يخرجه الغواص.

(٦) بهامش المطبوعة المصرية: «قوله: أراد لكل الخ كذا في اللسان وحرره» وفي التهذيب فكاللسان وعبارة النهاية: أي نهاية، ومنتهى كل شيء حدّه.