تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[أرغ]:

صفحة 3 - الجزء 12

بَابْ الغَينَ

  في اللِّسَانِ: الغَيْنُ: مِنَ الحُرُوفِ الحَلْقِيَّةِ، وأَيْضاً مِنَ الحُرُوفِ المَجْهُورَةِ، وهِيَ وَالخاءُ في حَيِّزٍ واحِدٍ.

  قال شَيْخُنَا: أُبْدِلَتْ مِنْ حَرْفَيْنِ: من الخاءِ المُعْجَمَةِ في قَوْلِهِمْ: غَطَرَ بيَدِه يَغْطِرُ، بمَعْنَى خَطَرَ يَخْطِرُ. حَكَاهُ ابنُ جِنِّي وَجَمَاعَةٌ، ومِنَ العَيْنِ المُهْمَلَةِ في قَوْلِهِم: لغَنَّ في لَعَنَّ، قالَهُ ابنُ أُمِّ قاسِمٍ، وغَيْرُه.

فصل الهمزة مع الغين

  [أبغ]: عَيْنُ أُبَاغَ، كسَحَابٍ، ويُثَلَّثُ اقْتَصَرَ الجَوْهَرِيُّ مِنْهَا عَلَى الضَّمِّ فَقَط، وهُوَ الأَشْهَرُ⁣(⁣١)، وهو قَوْلُ أَبِي عُبَيْدَةَ، وَالفَتْحُ عَن الأَصْمَعِيِّ، قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ حَسّانَ:

  هُنَّ أَسْلابُ يَوْمَ عَيْنِ أَباغٍ ... مِنْ رِجَالٍ سُقُوا بسُمٍّ ذُعافِ

  هكَذا رَواهُ بالفَتْحِ⁣(⁣٢)، وقالَتْ ابنَةُ فَرْوَةَ بنِ مَسْعُودٍ تَرْثِي أَباهَا، وكانَ قُتِلَ بعَيْنِ أُباغ:

  بعَيْنِ أُباغَ قَاسمْنا المَنَايَا ... فكانَ قَسِيمُها خَيْرَ القَسِيمِ⁣(⁣٣)

  هكَذا رُوِيَ بالضَّمِّ، كَذا وُجِدَ بخَطِّ أَبِي الحَسَنِ بنِ الفُرَاتِ، وأَمّا الكَسْرُ فلَم أَجِدْ لَهُ سَمَاعاً وَلا شاهدًا، إلّا أنَّ الصّاغَانِيَّ قَدْ ذَكَرَ فِيهِ التَّثْلِيثَ: ع بالشّامِ، أو بَيْنَ الكُوفَةِ وَالرَّقَّةِ وقَالَ أَبُو الفَتْحِ التَّمِيمِيُّ: عَيْنُ أَباغ، لَيْسَتْ بعَيْنِ ماءٍ، وإِنّمَا هُوَ وادٍ وَراءَ الأَنْبَارِ، عَلَى طَرِيقِ الفُرَاتِ إلى الشّامِ.

  وَقالَ الرِّيَاشِيُّ هِيَ اسْمُ بَغْدَادَ وَالرَّقَّةِ جَمِيعاً، وَقالَ أَبو الفَتْحِ التَّمِيمِيُّ النَّسَّابُ: كانَتْ مَنَازِلُ إِيادِ بنِ نِزَارٍ بعَيْن أَباغ، وأَباغُ: رَجُلٌ مِنَ العَمَالِقَةِ نَزَلَ ذلِكَ الماءَ، فنُسِبَ إِلَيْهِ، قال ياقُوت: وقِيلَ في قَوْلِ أَبِي نُواس:

  فَما نَجِدَتْ بالماءِ حَتَّى رَأَيْتُها ... مَعَ الشَّمْسِ في عَيْنَيْ أَباغَ تَغُورُ

  حُكَي أَنَّه قالَ: جَهِدْتُ عَلَى أَنْ يَقَعَ في الشِّعْرِ عَيْنُ أَباغَ، فامْتَنَعَتْ عَلَيَّ، فَقُلْت: عَيْنَيْ أَباغَ؛ ليَسْتَوِيَ الشِّعْرُ، قال: وكانَ عِنْدَها في الجاهِلِيَّةِ يَوْمٌ لَهُمْ بَيْنَ مُلُوكِ غَسّانَ وَمُلُوكِ الحِيرَةِ، قُتِلَ فِيهِ المُنْذِرُ بنِ المُنْذِرِ بنِ ماءِ السَّماءِ اللَّخْمِيُّ، وقَدْ أَسْقَطَ النّابِغَةُ الذُّبْيَانِيُّ الهَمْزَةَ مِنْ أَوَّلِهِ، فقَالَ يَمْدَحُ آلَ غَسّانَ:

  يَوْمَا حَليمَةَ كانَا مِنْ قَدِيمِهِمُ ... وَعَيْنُ باغَ فكانَ الأَمْرُ ما ائْتَمَرا

  يَا قَوْمِ إِنّ ابْنَ هِنْدٍ غَيْرُ تارِكِكُمْ ... فَلا تَكُونُوا لأَدْنَى وَقْفَةٍ جَزَرَا⁣(⁣٤)

  [أرغ]: أَرْغَيانُ، كأَصْبَهَانَ أَهْمَلَهُ الجَوْهَرِيُّ وَصاحِبُ اللِّسَانِ، وقالَ ياقُوت وَالصّاغَانِيُّ: ناحِيَةٌ بنَيْسَابُورَ، وَضَبَطَهُ


(١) نص ياقوت على ضم أوله.

(٢) ومثله ضبط ياقوت.

(٣) قبله في اللسان:

وَقالوا: فارسا منكم قتلنا ... فقلنا: الرمح يكلف بالكريم

قالتهما امرأة من بني شيبان، كما في اللسان، وقال ابن بري: الشعر لابنة المنذر تقوله بعد موته.

(٤) ديوانه ط دار الفكر ص ٢٤١ وَالضبط عنه، وفيه «لأدنى وقعة» بدل «لأدنى وقفة». وضبطت جُزُرا بالقلم بضمتين عند ياقوت.