تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[دذن]:

صفحة 194 - الجزء 18

  والدِّيدنُ، بالكسْرِ: لُغَةٌ في الفتْحِ بمعْنَى العادَةِ، هكذا أَوْرَدَه الخَوارِزميُّ، ونَقَلَه الوَاحِدِيُّ، ¦، في شرْحِ دِيوانِ المُتَنَبِّي.

  * وممَّا يُسْتدركُ عليه:

  [دذن]: الدَّاذِينُ: مَناوِرُ مِنْ خَشَبِ الأَرْز يُسْتَصْبَحُ بها، وهي بِنَجْدٍ⁣(⁣١) ببِلادِ العَرَبِ مِن شَجَرِ المَظِّ؛ كذَا ذَكَرَه في اللِّسانِ.

  [درن]: الدَّرَنُ، محرَّكةً: جَبَلٌ بِبَرْبَرِ المغْرِبِ⁣(⁣٢).

  والدَّرَنُ: الوَسَخُ؛ كذا في الصِّحاحِ؛ أَو تَلَطُّخُه.

  وفي المَثَلِ: ما كانَ إلَّا كَدَرَنٍ بَكَفِّي، يعْنِي دَرَناً كانَ بإِحْدَى يدَيْه فمسَحَها بالأُخْرى؛ يُضْرَبُ ذلِكَ مَثَلاً للشَّيءِ العَجِل.

  وقد دَرِنَ الثَّوْبُ، كفَرِحَ، وأَدْرَنَ وأَدْرَنْتُه، لازِمٌ مُتَعدِّ، فهو دَرِنُ وأَدْرَنُ.

  ورجُلٌ مِدْرانٌ: كَثيرُ الدَّرَنِ، للذَّكَرِ والأُنْثى؛ وأَنْشَدَ ابنُ الأَعْرابيّ:

  مَدارِينُ إن جاعُوا وأَذْعَرُ مَنْ مَشَى ... إذا الرَّوْضةُ الخَضْراءُ ذَبَّ غَدِيرُها⁣(⁣٣)

  وقالَ الفَرَزْدقُ:

  تَرَكُوا لتَغْلِبَ إذ رَأَوْا أَرماحَهُمْ ... بِأَرابَ كُلَّ لئيمة مِدْرانِ⁣(⁣٤)

  والدَّرِينُ والدُّرَانَةُ، كأَميرٍ وثُمامَةٍ: يَبيسُ الحَشِيشِ، وكُلّ حُطامٍ مِن حَمْضٍ أَو شَجَرٍ أو بَقْلٍ حَرّه وذَكَره إذا قَدُمَ.

  وقالَ الجوْهرِيُّ: الدَّرِينُ حُطامُ المَرْعى إذا قَدُمَ، وهو ممَّا بَلِيَ مِنَ الحَشِيشِ وقلَّما تنْتَفِعُ به الإِبِلُ؛ وقالَ عَمْرُو ابنُ كلثومٍ:

  ونحنُ الحابِسُون بذِي أُراطَى ... تَسَفُّ الجِلَّةُ الخُورُ الدَّرِينا⁣(⁣٥)

  وقالَ أَوْسُ بنُ نَصْر:

  وَلَمْ يَجِدِ السَّوامُ لَدَى المَراعِي ... مَساماً يُرْتَجَى إلَّا الدَّرِينا⁣(⁣٦)

  وقالَ ثَعْلَبُ: الدَّرِينُ: النَّبْتُ الذي أَتَى عليه سَنَةٌ ثم جفَّ، واليَبيسُ الحوليُّ هو الدَّرِين. ويقالُ: ما في الأَرْض مِنَ اليَبيسِ إلَّا الدُّرانَةُ.

  أَدْرَنَتِ الإبِلُ: رَعَتْهُ، وذلِكَ في الجدْبِ.

  وظَبْيٌ مِدْرانٌ: يأْكُلُه.

  وحَطَبٌ مُدْرِنٌ، كَمُحْسِنٍ: يابِسٌ.

  ويقالُ: رجعَ الفرسُ إلى إدْرَوْنه، قيلَ: الإدْرَوْنُ، كفِرْعَوْنٍ: المَعْلَفُ.

  وقيلَ: الآرِيُّ.

  والإدْرَوْنُ: الدَّرَنُ.

  قالَ ابنُ سِيْدَه: وليسَ هذا مَعْروفاً.

  وأَيضاً: الوطَنُ.

  وأَيضاً: الأَصْلُ؛ وخصَّ بعضُهم به الخَبِيثَ مِنَ الأُصولِ فذَهَبَ إلى أَنَّ اشْتقاقَهُ مِنَ الدَّرَنِ.

  قالَ ابنُ سِيْدَه: وليسَ بشيءٍ.

  وقالَ ابنُ جنيّ: هو مُلْحَقٌ وبِجِرْدَحْل، وذلكَ أنَّ الواوَ الذي فيها ليْسَتْ مدًّا لأنَّ ما قبْلَها مَفْتُوح، فشابَهَتِ الأُصُولَ بذلِكَ فأُلْحِقَتْ بها.

  والدَّرَانُ، كسَحابٍ: الثَّعْلَبُ.

  ودُرْنَى، كبُشْرَى: ع؛ وقالَ نَصْر: ناحِيَةٌ مِن شقِّ اليَمامَةِ؛ ويُفْتَحُ، وبالوَجْهَيْنُ رُوِيَ قوْلُ الأَعْشَى:


(١) في اللسان: يُتَّخذ.

(٢) في القاموس: الغَرْبِ.

(٣) اللسان.

(٤) ديوانه ط بيروت ٢/ ٣٤٤ واللسان.

(٥) من معلقته، مختار الشعر الجاهلي ٢/ ٣٧٠ البيت ٦١ واللسان والصحاح.

(٦) اللسان ونسبه إلى أوس بن مغراء السعدي.