تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[خذرف]:

صفحة 157 - الجزء 12

  القَوْلان لابن الأَعْرَابِيِ، واخْتَدَفَ الثَّوْبَ. قَطَعَهُ، كخَدَفَهُ يَخْدِفُهُ خَدْفاً، وهذا عن ابنِ الأَعْرَابِيِّ.

  والْخِدَفُ، كعِنَبٍ خِرَقُ الْقَمِيصِ قَبْلَ أَن يُؤَلَّفَ، وَاحِدَتُهَا خِدْفَةٌ بالكَسْرِ، وهي الكِسَفُ أَيْضاً، قَالَهُ أَبو عمرٍو.

  * وممّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيه:

  خَدَفْتُ الشَّيْءَ: قَطَعْتُه، كما في اللِّسَانِ، وهو قَوْلُ ابنِ الأَعْرَابيِّ، وكذلك الخذْفُ، كما سيأْتي.

  وَالخِدْفَةُ، بالكسرِ: القِطْعَةُ مِن الشَيْءِ.

  وَيُقَال: كُنَّا في خَدْفَةٍ مِن النَّاسِ: أي جَمَاعَةٍ.

  وَخِدْفَةٌ مِن اللَّيْلِ: أي سَاعَةٌ منه، كما في العُبَابِ.

  [خذرف]: الْخُذْرُوفُ كعُصفُورٍ شَيْءٌ يُدَوِّرُهُ الصَّبِيُّ بِخَيْطٍ في يَدَيْهِ⁣(⁣١)، فَيُسْمَعُ له دَوِيٌّ، قال امْرُؤُ القَيْسِ، يَصِفُ فَرَسا:

  دَرِيرٍ مَخُذْرُوفِ الْوَلِيدِ أَمَرَّهُ ... تَتَابُعُ كَفَّيْهِ بِخَيْطٍ مُوَصَّلِ⁣(⁣٢)

  وَقال عُمَيْرُ بنُ الجَعْدِ بنِ القَهْدِ:

  وَإذا أَرَى شَخْصاً أَمامِي خِلْتُهُ ... رَجُلاً فمِلْتُ كمَيْلَةِ الخُذْرُوفِ

  وَقال اللَّيْثُ: الخُذْرُوفُ: عُوَيْدٌ، أو قَصَبَةٌ مَشْقُوفةٌ، يُفْرَضُ في وَسَطِه، ثم يُشَدُّ بِخَيْطٍ، فإِذا مُدَّ⁣(⁣٣) دَارَ، وسَمِعْتَ له حَفِيفاً، يَلْعَبُ به الصِّبْيَانُ، ويُسَمَّى الخَرَّارَة، وبه يُوصَفُ الفَرَسُ لِخِفَّةِ سُرْعَتِهِ.

  قال: والخُذْرُوفُ: السَّرِيعُ في جَرْيِهِ، وَقال غيرُه: هو السَّرِيعُ المَشْيِ.

  والخُذْرُوفُ: القَطِيعُ مِن الْإِبِلِ الْمُنْقَطِعُ عَنْهَا، والْبَرْقُ اللَّامِعُ في السَّحَابِ الْمُنْقَطِعُ مِنْهُ⁣(⁣٤)، وقال غيره: الخُذْرُوفُ: طِينٌ يُعْجَنُ، ويُعْمَلُ شَبِيهاً بالسُّكَّرِ، يَلْعَبُ به الصِّبْيَانُ، وكُلُّ شَيْءٍ مُنْتَشِرٍ مِن شَيْءٍ فهو خُذْرُوفٌ، كما في اللِّسانِ، والعُبَابِ، قال ذُو الرُّمَّةِ:

  سَعَى وارْتَضَخْنَ المَرْوَ حَتَّى كأَنَّه ... خَذَارِيفُ مِنْ قَيْضِ النَّعَامِ التَّرَائِكِ

  وَيُقَالُ: تَرَكَتِ السُّيُوفُ رأسَهُ خَذَارِيفَ، أيْ: قِطَعاً، كُلُّ قِطْعَةٍ كالْخُذْرُوفِ، كما في العُبَابِ، وقال ابنُ عَبّادٍ: خَذَارِيفُ الْهَوْدَجِ: سَقَائِفُ يُرَبَّعُ بِهَا الْهَودَجُ⁣(⁣٥).

  وقال اللَّيْثُ: الْخِذْرَافُ، بِالْكَسْرِ: نَبَاتٌ رِبْعِيٌّ⁣(⁣٦)، إِذَا أَحَسَّ بِالصَّيْفِ يَبِسَ، الوَاحِدةُ بهَاءٍ، أَو ضَرْبٌ مِن الحَمْضِ، لهُ وُرَيْقَةٌ صغيرَةٌ يَرْتَفِعُ قَدْرَ الذِّرَاعِ، قَالَهُ أَبو حَنِيفَةَ، وأَنْشَدَ:

  تَوَائِمُ أَشْبَاهٌ بأَرْضٍ مَرِيضَةٍ ... يَلُذْنَ بِخِذْرَافِ الْمِتَانِ وبِالْغَرْبِ

  وَصَوَّبَهُ الأَزْهَرِيُّ، وأَنْكَرَ ما قَالَهُ اللَّيْثُ، وأَنْشَدَ ابنُ الأَعْرَابِيِّ:

  فَتَذَكَّرَتْ نَجْداً وبَرْدَ مَيَاهِهَا ... وَمَنَابِتَ الحَمَصِيصِ والْخِذْرَافِ

  وخَذْرَفَ خَذْرَفَةً: أَسْرَعَ، يُقَال: خَذْرَفَتِ الأَتَانُ: أي أَسْرَعَتْ، ورَمَتْ بقَوَائِمِهَا، قال ذُو الرُّمَّةِ:

  إذا واضَخَ التَّقْرِيبَ وَاضَخْنَ مِثْلَهُ ... وَإِنْ سَحَّ سَحًّا خَذْرَفَتْ بِالأَكَارِعِ⁣(⁣٧)

  وخَذْرَفَ الإِنَاءَ: مَلأَهُ، نَقَلَهُ ابنُ عَبَّادٍ.

  وخَذْرَفَ السَّيْفَ: حَدَّدَهُ، قال ابنُ مُقْبَلٍ يَصِفُ بَقَرَةً⁣(⁣٨):

  تُذْرِي الخُزَامَى بأَظْلَافٍ مُخَذْرَفَةٍ ... وُقُوعُهُنَّ إذا وَقَّعْنَ تَحْلِيلُ

  وخَذْرَفَ فُلَانًا بِالسَّيْفِ: إذا قَطَعَ أَطْرَافَهُ.

  وقال بعضُهُمْ: خَذْرَفَتِ الإِبِلُ رَمَتِ الْحَصَى بأَخْفَافِهَا


(١) اللسان: «في يده» والأصل «كالصحاح».

(٢) ديوانه برواية: تقلّب.

(٣) في اللسان: فإذا أُمِرَّ دارَ.

(٤) في التكملة: منها.

(٥) في القاموس: «الهوادج» والمثبت كالتكملة.

(٦) الأصل والتهذيب وفي اللسان «ربيعي».

(٧) بالأصل: «إذا وضح» والمثبت عن الديوان ص ٣٦٥ وفي التكملة: «إذا وضخ».

(٨) بالأصل «مقبرة» وبهامش المطبوعة المصرية: «قوله: يصف مقبرة: تذري الخزامي الخ هكذا في جميع النسخ التي بأيدينا وتأمل وحرره ا هـ» وما أثبت عن المطبوعة الكويتية نقلاً عن العباب.