تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[عسطس]:

صفحة 366 - الجزء 8

  والعاسُّ: الطالِبُ.

  والعَسِيسُ، كأَمِيرٍ: الذِّئْبُ الكَثِيرُ الحَركةِ، وقيل: هو الذي لا يَتَقَارّ.

  والعَسَّاسُ: الخَفِيفُ من كلِّ شيءٍ، كالعَسْعَسِ.

  وكَلْبٌ عَسُوسٌ: طَلُوبٌ لمَا يأْكُلُ، وإِنه لَعَسُوسٌ بَيِّنُ العَسَسِ: أَي بَطِيءٌ.

  وفيه عُسُسٌ، بضمتين: أَي بُطْءٌ وقِلَّةُ خَيْرٍ.

  والعَسُوسُ: الناقَةُ التي تَضْرِبُ الحالِبَ برِجلِهَا وتَصُبُّ اللبنَ.

  واعْتَسّ الناقَةَ: طَلَب لَبنَهَا.

  واعْتَسّ بَلدَ كذا: وَطِئَه فعَرَف خَبَرَه، كاقْتَسَّه واحْتَشَّه⁣(⁣١) [واشْتَمَّه] واهْتَمَّه واخْتَشَّه.

  وعُسَاعِسُ، كعُلابِط: جَبَلٌ، أَنشَدَ ابنُ الأَعْرَابِيِّ:

  قد صَبَّحَتْ مِنْ لَيْلِهَا عُسَاعِسَا ... عُسَاعِساً ذاكَ العُلَيْمَ الطامِسَا

  يَتْرُكُ يَرْبُوعَ الفَلاةِ فَاطِسَا

  وفُلانٌ يَعْتَسُّ الآثارَ، أَي يَقُصُّها، ويَعْتَسُّ الفُجُورَ، أَي يَتْبَعُه.

  ومُنْيَةُ عَسَّاسٍ، ككَتّانٍ: قَريةٌ بمِصْرَ من أَعمال الغَرْبِيّة، وقد اجْتَزْتُ بها مَرَّتَيْنِ، ومنها الشيخُ تَقِيُّ الدِّينِ عبدُ الرَّحْمنِ ابنُ يَحْيَى بنِ مُوسَى بنِ مُحَمَّدٍ العَسّاسِيُّ، وَلِدَ سنة ٨١١، ولقِيَهُ السَّخاوِيُّ ببَلَده، وسَمع عليه بجامعِها المُسَلْسَلَ، ومات بها سنة ٨٩٥، ووَلدُه الشَّمْسُ مُحَمَّدُ بنُ عبدِ الرَّحْمنِ، وُلِدَ سنة ٨٤٥ بِسَمَنُّود، وأَخَذَ عن خالِه الجَلالِ السَّمَنُّودِيّ، ثمّ قَدِم القاهِرَة ولازَمَ عبدَ الحقِّ السُّنْباطِيَّ، والدِّيَمِيَّ، وغيرَهما.

  [عسطس]: العَسَطُوسُ، كحَلَزُونٍ، أَو تُشَدَّدُ سِينُه عن كُراع: شَجَرةٌ كالخَيْزُرانِ، وقِيلَ: هو الخَيْزُرانُ، كما قالَهُ ابنُ الأَعْرَابِيِّ، وقِيلَ: هي شَجَرَةٌ تكونُ بالجَزِيرةِ، لَيِّنةُ الأَغْصانِ، وأَنْشَدَ كُرَاع لِذي الرُّمَّة:

  عَلَى أَمْرِ مُنْقَدِّ العِفَاءِ كأَنَّهُ ... عَصَا عَسَّطُوسٍ لِينُها واعْتِدالُهَا⁣(⁣٢)

  قال ابنُ بَرّيّ: والمَشْهُور في شِعْره: «عَصَا قَسِّ قُوسٍ». قلتُ: وهكذا أَنْشَدَه الأَصْمَعِيُّ أَيْضاً. والقَسُّ: القِسِّيسُ، والقُوسُ: صَوْمَعَتُه.

  والعَسَطُوسُ: رأْسُ النَّصارَى بالرُّومِيّة، ورُوِي تَشْدِيدُ السِّينِ فيه أَيضاً.

  [عضرس]: العَضْرَسُ، كجَعْفَرٍ: حِمَار الوَحْشِ، عن ابنِ عَبّادٍ.

  والعَضْرَسُ: البَرْدُ، بفتحٍ فسُكُون، عمه أَيضاً.

  و: البَرَدُ، بالتحريكِ، وهو حَبُّ الغَمَامِ، وأَنْشَدَ ابنُ بَرِّيّ:

  فباتَتْ عَلَيْهِ لَيْلَةٌ رَجَبِيَّةٌ ... تُحَيِّى بِقَطْرٍ كالجُمَانِ وعَضْرَسِ

  وفي المَثَل: «أَبْرَدُ مِن عَضْرَسٍ».

  وفي المُحْكَم: العَضْرَسُ: الماءُ البارِدُ العَذْبُ كالعُضَارِس، قالَ الشَّاعِرُ:

  تَضْحَكُ عن ذِي أَشُرٍ عُضَارِسِ

  أَرادَ عن ثَغْرٍ عَذْبٍ، ويُرْوَى بالمُعْجَمَة أَيضاً.

  والعَضْرَسُ: الثَّلْجُ، وقيل: هو الجَلِيدُ.

  والعَضْرَسُ: الوَرَقُ الذي يُصْبِحُ عليه النَّدَى، نَقَلَه الصّاغَانِيُّ، أَو هي الخُضْرَةُ اللازِقَةُ بالحِجارَةِ الناقِعَةِ في الماءِ، نَقَلَه الصّاغانِيُّ أَيضاً.

  وقال أَبو حَنِيفَةَ وأَبُو زِيَادٍ: العَضْرَسُ: عُشْبٌ أَشْهَبُ إِلى الخُضْرَةِ، يَحْتَمِلُ النَّدَى احْتِمَالاً شَدِيداً، ونَوْرُه قانِى الحُمْرةِ، ولَوْنُ العَضْرَسِ إِلى السَّوَادِ، قال ابنُ مُقْبِلٍ، يَصِفُ العَيْرَ:

  على إِثْرِ شَحَّاجٍ لَطِيف مَصِيرُه ... يَمُجُّ لُعَاعَ العَضْرَسِ الجَوْنِ سَاعِلُهْ⁣(⁣٣)


(١) في التهذيب بالجيم والسين المهملة، والأصل كاللسان. والزيادة مقتبسة عن التهذيب واللسان.

(٢) بهامش المطبوعة المصرية: «أي وردت الحمر على أمر حمار منقدّ عفاؤه أي متطاير، والعفاء جمع عفو وهو الوبر الذي على الحمار، كذا في اللسان».

(٣) ويروى: على إثر عجاج.