تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[صيف]

صفحة 332 - الجزء 12

  وصَوِفَ كفَرِحَ، فهو صَوفٌ ككَتِفٍ، وهذه على القَلْبِ وصُوفانِيُّ بالضمِّ، وهي بهاءٍ كُلُّ ذلِك: إذا كَثُرَ صُوفُه.

  والصُّوفانَةُ، بالضم: بَقْلَةٌ مَعْرُوفةٌ، وهي زَغْباءُ قَصِيرَةٌ قال أَبُو حَنِيفَةَ: ذَكَرَ أَبو نَصْرٍ أَنَّها من الأَحْرَار، ولم يُحَلِّها.

  وصافَ السَّهْمُ عن الهَدَف، يَصُوفُ ويَصِيفُ: إذا عَدَلَ نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ، وهو مَذْكُورٌ في الياءِ أَيضاً؛ لأَنَّ الكَلِمَةَ واويَّةٌ يائِيَّةٌ.

  وصافَ عَنِّي وَجْهُه: مالَ وقال ابنُ فارسٍ: صافَ من بابِ الإبدالِ من ضافَ، قال الجوْهَرِيُّ: ومنه قَوْلُهُم: صافَ عَنِّي شَرُّ فلانٍ.

  وأَصافَ الله عنِّي شَرَّهُ: أي أَمالَهُ.

  وصافُ: اسمُ ابنِ الصَيّادِ المَذْكُورِ في الحَدِيثُ، وفي نُسْخَةِ ابنِ عَبّادٍ أَو هو صافي، كقاضِي فمحَلُّه المُعْتَلُّ أَو اسمُه عبدُ الله وصافُ لَقَبٌ له، وهذا هو المَشْهُورُ عند المحَدِّثِينَ.

  * وممّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيه:

  قال أَبو الهَيْثَمِ: يُقال: كَبْشٌ صُوفانٌ، ونَعْجَةٌ صُوفانَةٌ.

  وَقالَ غيرُه: الصُّوفانُ: كُلُّ من وَلِيَ شيئاً من عَمَلِ البَيْتِ، وكذلِك الصُّوفَةُ.

  وَفي الأَساس: وآل صَوْفانَ: كانُوا يَخْدُمونَ الكعبةَ وَيَتَنَسَّكُون، ولَعَلَّ الصُّوفِيّةَ نُسِبَتْ إليهم؛ تَشْبِيهاً بهم في التَنَسُّكِ، والتَّعَبُّدِ، أو إلى أَهْلِ الصُّفَّةِ، فيُقالُ مكان الصُّفِّيَّةِ: الصُّوفِيَّةُ بقلبِ إحْدَى الفائَين واواً للتَّخْفِيفِ، أَو إلى الصُّوفِ الذي هو لِباسُ العُبّادِ، وأَهْلِ الصَّوامِعَ.

  قلتُ: والأَخُيرُ هو المَشْهُور.

  وَالصَّوّافُ، ككَتّانٍ: من يَعْمَلُه.

  وَصُوفَةُ البَحْرِ: شيءٌ علَى شَكْلِ هذا الصُّوفِ الحَيَوانِيّ.

  وَمن الأَبَدِيَّاتِ: قولُهم: لا آتِيكَ ما بَلَّ البَحْرُ⁣(⁣١) صُوَفَةً، حكاه اللِّحيانِيُّ. والصُّوفانُ: شيءٌ يَخْرُجُ من قَلْبِ الشَّجِرِ، رخْوٌ يابِسٌ، تُقْدَحُ فيه النّار، وهو أَحْسَنُ ما يَكُونُ للمُقْتَدِحِينَ.

  وَصُوفَةُ الرَّقَبَةِ: زَغَباتٌ فيها، وقِيلَ: هي ما سَالَ في نُقْرَتِها.

  وَصَوَّفَ الكَرْمُ: بَدَتْ نَوامِيهِ بعدَ الصِّرامِ.

  وَأَبُو صُوفَةَ: من كُناهُم.

  وَمن أَمْثالِ العامَّةِ: «لو كانَت الوِلايَةُ بالصُّوف، لطارَ الخَرُوف».

  وَتَصَوَّفَ: تَنَسَّك، أو ادَّعاهُ.

  وَجُبَّةٌ صَيِّفَةٌ، كَكَيِّسَةٍ: كثيرة الصُّوفِ، وأَصْلُه صَيْوفَة، فقُلِبت الواوُ ياءً، فأُدْغِمَتْ.

  [صيف] الصَّيْفُ: القَيْظُ نَفْسُه أَو هو بَعْدَ الرَّبِيعِ الأَوّلِ، وقَبْلَ القَيْظِ، وهو أَحدُ فُصولِ السَّنَةِ، نقله الجَوْهِريُّ.

  وَقالَ الليْثُ: الصَّيْفُ: رُبُعٌ من أَرباعِ السِّنَةِ، وعند العامَّةِ: نِصْفُ السَّنَةِ.

  وَقال الأَزْهَرِيُّ: الصَّيْفُ عند العَرَبِ: الفَصْلُ الَّذِي تُسَمِّيه عوامُ الناسِ بالعِراقِ وخُراسانَ الرَّبِيعَ، وهيَ ثَلاثَة أَشْهرٍ والفَصْل الذي يَلِيْهِ عِندَ العَرَبِ: القَيْظُ، وفيه تَكُونُ حَمْراءُ القَيْظِ، ثُمَّ بَعْدَهُ فَصْلُ الخَرِيفِ، ثُمَّ بعدَهُ فَصْلُ الشِّتاءِ.

  ج: أَصْيافٌ وصُيُوفٌ.

  والصَّيْفَةُ: أَخَصُّ منه، كالشَّتْوَةِ وقالَ الفَرّاءُ: ج: صِيَفٌ، كَبَدْرَةٍ وبِدَزٍ.

  ويُقال: صَيْفٌ صائِفٌ وهو تَوْكِيدٌ له، كما يُقال: لَيْلٌ لائِلٌ، وهَمَجٌ هامِجٌ، نَقَله الجَوْهَرِيُّ.

  وقَولُهم: الصَّيْفَ ضَيَّعْتِ اللَّبَنَ مَرَّ تَفْسِيرُه في: «ضيع»⁣(⁣٢).

  والصَّيِّفُ كسَيِّدٍ، ويُخَفَّفُ: لُغَةٌ فيه - مثالُ هَيِّنٍ وهَيْنٍ، وَلَيِّنٍ ولَيْنٍ -: المَطَرُ الذي يَجيءُ في الصَّيْفِ نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ، قال أَبو كَبِيرٍ الهُذَلِيُّ:


(١) في الأساس: ولا أفعل ذلك ما بلّ بحرٌ صُوفَةً.

(٢) وانظر اللسان.