تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[هنزمر]:

صفحة 628 - الجزء 7

  يا فَتًى ما قَتَلْتُمُ غَيْرَ دُعْبو ... بٍ ولا مِنْ قُوَارَةِ الهِنَّبْرِ

  قال: الهِنَّبْر ها هنا: الأَدِيمُ أَو أَطْرَافُه، وقال الأَصمعيّ: الهِنْبِر، كخِنْصِر: الجَحْشُ، ومنه قيل للأَتان: أُمّ الهِنْبِرِ، وهي بهَاءٍ.

  والهَنَابِير: النَّهَابِير، إِشارة إِلى حديثِ صِفَةِ الجَنَّة الذي ذكرَه كعْب الأَحْبَارِ فقال: «فيها هَنَابِيرُ مِسْكٍ، يَبعثُ الله تعالَى عليها رِيحاً تُسَمَّى المُثِيرَة فتُثِير ذلك المِسْكَ في وُجُوههم».

  قالوا: الهَنَابِيرُ قَلْبُ النَّهَابِيرِ، وهي رمالٌ مُشْرفةٌ، وَاحِدها هُنْبُور، ونُهْبورٌ⁣(⁣١)، أَو أَراد أَنَابِير، جمْع أَنْبارٍ، فأَبْدل الهمزة هاءً، كذا نقلَه الصاغانيّ.

  * ومّما يستدرك عليه:

  قال الأَصمعيّ: الهِنْبِر، كزِبْرِجٍ: وَلَدُ الضّبعِ، نقَله صاحبُ اللّسَان.

  والهُنْبُور: الرَّمْلُ المشْرِفُ.

  [هنزمر]: * ومّما يسْتَدرَك عليه:

  هِنْزَمْر، كجِرْدَحْل، أَهمله الجوهريّ والصاغَانيّ، واستدركه صاحب اللّسَان، وقال: هو عِيدٌ من أَعْيَادِ النَّصَارَى أَو سائرِ العَجَم، وهي أَعجميّة، كالهِنْزَمْنِ والهِيزَمْنِ قال الأَعْشَى:

  إِذا كان هِنْزَمْرٌ ورُحْتُ مُخَشَّمَا⁣(⁣٢)

  [هور]: هارَه بالأَمْرِ هَوْراً: أَزَنَّه واتَّهَمَه، وهُرْتُ الرَّجلَ بما ليس عِنْدَه من خَيْرٍ، إِذا أَزْنَنْته، أَهْوره هَوْراً. قال أَبو سعيد: لا يُقَال ذلك في غَيْرِ الخَيْر. وهارَه بكذا: ظَنَّه به، قال أَبو مالِكِ بن نُوَيرة يَصِف فرسَه:

  رَأَى أَنَّنِي لا بالكَثيرِ أَهُورُهُ ... ولا هوَ عَنِّي في الموَاسَاةِ ظاهِرُ⁣(⁣٣)

  أَهوره أَي أَظُنُّ القَليلَ يَكْفيه، يقال: هو يُهَارُ بكَذا، أَي يُظَنُّ بكَذا. وقال آخرُ يَصف إِبلاً:

  قد عَلِمَتْ جِلَّتُهَا⁣(⁣٤) وخُورُهَا ... أَنِّي بِشِرْبِ السُّوءِ لا أَهُورُهَا

  أَي لا أَظنّ أَنّ القليلَ يَكفِيها، ولكن لها الكثير.

  والاسمُ منهما الهُورَةُ، بالضَّمّ.

  وهارَه عن الشَّيْءِ، صَرَفَه، نقله الصاغانيّ. وهارَه عَلَى الشَّيْءِ: حَمَلَه عَلَيْه وأَرادَه به.

  ومن المَجاز: هَارَ القَوْمَ يَهُورهمْ هَوْراً، إِذا قَتَلَهم وكَبَّ بَعضَهم على بَعْض كما يَنْهَار الجُرُفُ. قال ساعدَةُ بن جُؤَيَّة الهذَليّ:

  فاسْتَدْبَروهم فهَارُوهمْ كأَنَّهمُ ... أَفْنَادُ كَبْكَبَ ذاتِ الشَّثِّ والخَزَمِ⁣(⁣٥)

  هكذا يُروَى، وفي أُخرَى:

  كِيدُوا جَميعاً بآناسٍ كأَنَّهم

  وكَبْكَب يُذكَّر ويُؤَنَّث. وهارَ الرَّجلَ يَهُوره هَوْراً: غَشَّه وهار الشَّيْءَ يَهُوره هَوْراً: حَزَرَه. وقيل للفَزارِيّ: ما القِطْعة من اللَّيْل؟ فقال: حُزْمَةٌ يَهُورها، أَي قِطْعة يَحْزُرهَا. ويقال: ضَربَ فُلاناً فهَارَه، أَي صَرَعَه، كهَوَّرَه، وهارَ البِنَاءَ هَوْراً: هَدَمَه، وكذا الجُرفَ هَوْراً وهُؤُوراً، فهَارَ، وهو هائرٌ وهَارٍ، على القَلْب، وتَهَوَّرَ وتَهَيَّرَ، الأَخِيرةُ على المُعَاقَبة، وقد يكون تَفَيْعَل، أَي تَهَدَّمَ، وقيل: انْصَدَع من خلْفه وهو ثابِتٌ بعْدُ في مَكانه، فإِذا سقطَ فقد انْهَارَ وتهَوَّرَ، وفي حديث ابن الضبعاءِ⁣(⁣٦): «فتَهَوَّرَ القَلِيبُ بمَنْ عليه».

  يقال: هارَ البِناءُ وتَهَّورَ، إِذا سَقَط، وكلّ ما سَقَط من أَعْلَى جُرُفٍ أَو شَفِيرِ رَكيّةٍ في أَسْفَلِها فقد تَهَوَّرَ وتَدَهْورَ. وهَوَّرْتُه فتَهَوَّرَ وانْهَارَ، أَي انْهَدَم. وقال ابن الأَعرابيّ: الهائر السّاقِط، والرَّاهِي: المسْتَقِيمُ. وتَهَوَّرَ الرَّجلُ، إِذا وَقَعَ في


(١) كذا بالأصل والتكملة، وفي اللسان: هنبوره أو نهبورة»؛ وفي النهاية: هنبور أو هنبورة.

(٢) ديوانه وصدره:

وآس وخيريّ ومروٌ وسوسنٌ

(٣) التهذيب وفيه قال مالك بن نويرة، واللسان فكالأصل. وبالأصل «طاهر» وما أثبت «ظاهر» عن التهذيب واللسان.

(٤) في التهذيب: جلادها.

(٥) قوله أفناد، وفي رواية: أفناء، جمع فند، كجبل وأجبال وهو الشمراخ من شماريخ الجبل. وفسره السكري أنه الأنف من الجبل. وكبكب جبل لهذيل مشرف على موقف عرفة، ياقوت.

(٦) في النهاية: ابن الصبغاء.