تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[بعع]:

صفحة 24 - الجزء 11

  وِالبِضَاعَةُ: «بالكَسْر، والعامَّة تَضُمّها»: السِّلْعَةُ، وهي القِطْعَةُ من مَالٍ يُتَّجَرُ فِيهِ، وأَصْلُهَا من البَضْعِ وهي القَطْعُ، والجَمْعُ البَضَائِعُ. وأَبْضَعَهُ البِضَاعَةَ: أَعْطَاهُ إيّاها. وابْتَضَعَ منه: أَخَذَ، والاسْمُ البِضَاعُ، كالقِرَاضِ. ومِنْه الحَدِيثُ: «المَدِينَةُ كالكِيرِ تَنْفِي خَبَثَهَا، وتَبْضَعُ طِيبَها».

  أَيْ تُعْطِي طِيبَها سَاكِنِيها، هكَذَا فَسَّرَهُ الزَّمَخْشَرِيُّ. والمَشْهُورُ في الرّوايَةَ⁣(⁣١): تَنْصَعُ، بالنُّون والصّادِ المُهْمَلَةِ، ويُرْوَى «بالضّادِ والخَاءِ المُعْجَمَتَيْنِ وبالحاءِ المُهْمَلَةِ» من النَّضْحِ [والنَّضْخُ]⁣(⁣٢)، وهو الرَّشّ.

  وِبَضَعَتْ جَبْهَتُه: سَالَتْ عَرَقاً.

  وقَالَ البُشْتِيُّ: مَرَرْتُ بالقَوْمِ أَجْمَعِينَ أَبْضَعِينَ، وذَكَرَهُ الجَوْهَرِيّ في «ب ص ع» وقالَ: لَيْسَ بالعَالِي. وقال الأَزْهَرِيّ: بَلْ هو تَصْحِيفُ وَاضِحٌ. والَّذِي رُوِيَ عن ابْنِ الأَعْرَابِيِّ وغَيْره. أَبْصَعِين، بالصَّادِ المُهْمَلَة.

  [بعع]: البَعُّ: الصَّبُّ في سَعَةٍ وكَثْرَةٍ. يُقَالُ: بَعَّ الماءَ يَبُعُّهُ بَعًّا: إذا صَبَّهُ. ومنه الحَدِيثُ: «فَأَخَذَهَا فبَعَّها في البَطْحَاءِ»، يَعْنِي الخَمْرَ، صَبَّهَا صَبًّا. ويُرْوَى بالثّاءِ المُثَلَّثَةِ مِن ثَعَّ يَثِعُّ، إذا تَقَيَّأَ، أَيْ قَذَفَها في البَطْحَاءِ.

  وِالبَعَاعُ، كسَحَابٍ: الجَهَازُ، والمَتَاع: نَقَلَهُ الجَوْهَرِيّ.

  قالَ: والبَعَاعُ: ثِقَلُ السَّحَابِ من المَطَرِ وهو قَوْلُ اللَّيْثِ. ومنْهُ قَوْلُ امرئِ القَيْس:

  وِأَلْقَى بِصَحْرَاءِ الغَبِيطِ بَعَاعَه ... نُزُولَ اليَمَانِي بالعِيَابِ المُثَقَّلِ

  كَذا أَنْشَدَهُ الجَوْهَرِيّ:

  والذِي في دِيوانِ امْرِئِ القَيْس ... ... ... ذِي العِيَابِ المُحَمَّل⁣(⁣٣)

  ويُرْوَى:

  كصرْعِ اليَمَانِي ذِي القِبَابِ المُخَولِ

  وقالَ ابنُ مُقْبِلٍ يَذْكُرُ الغَيْثَ:

  فَأَلْقَى بشَرْجٍ والصَّرِيفِ بَعَاعَهُ ... ثِقَالٌ رَوَاياهُ من المُزْنِ دُلَّحُ

  وِالبَعاعُ: ما سَقَطَ مِن المَتَاعِ يَوْمَ الغَارَةِ قالَ فَرْوَةُ بن مُسَيْكٍ المُرَادِيُّ:

  وِقَوْمِيَ - إنْ سَأَلْتَ - بَنُو غُطَيْفٍ ... إذا الفَتَيَاتُ يَلْقُطْنَ البَعَاعَا

  وِيُقَالُ: أَلْقَى عَلَيْهِ بَعَاعَهُ، أَيْ ثِقَلَهُ ونَفْسَهُ.

  وفي العُبَابِ: يُقَالُ لِلرَّجُلِ إذا رَمَى بنَفْسِهِ: أَلْقَى بَعَاعَهُ.

  وِالسَّحَابُ: أَلْقَى بَعَاعَهُ أَيْ كُلَّ ما فِيهِ من الماءِ وثِقَلِ المَطَرِ.

  وِبَعَّ السَّحَابُ يَبِعُّ بَعّاً وبَعَاعاً، إذا أَلَحَّ بِمَكَانٍ، كَذا في العُبَابِ، ونَصُّ اللِّسَانِ: إذا أَلَحَّ بِمَطَرِهِ، ونَصُّ العَيْنِ: إذا أَلَجَّ بِمَطَرهِ⁣(⁣٤).

  وِالبُعَّةُ، بالضَّمِّ، مِنْ أَوْلَادِ الإِبِل: ما يُولَدُ⁣(⁣٥) بَيْنَ الرُّبَعِ والهُبَعِ، نَقَلَهُ الصَّاغَانِيُّ وصاحِبُ اللِّسَانِ.

  وِقَالَ أَبو عَمْرٍو: البَعْبَعُ، أَيْ كجَعْفَرٍ: الماءُ المُتَدَارِك إذا خَرَجَ مِنْ إنائِهِ⁣(⁣٦). قالَ الأَزْهَرِيُّ: كَأَنَّهُ يَعْنِي حِكَايَةَ صَوْتِهِ.

  وِقالَ أَبو عَمْرٍو أَيْضاً: البَعْبَعُ من الشَّبَابِ: أَوَّلُهُ، كالعَبْعَبِ. يُقَالُ: أَتَيْتُه في عَبْعَبِ شَبَابِهِ، وبَعْبَعِ شَبَابه.

  وِقالَ اللَّيْثُ: البَعْبَعَةُ، بهاءٍ: حِكَايَةُ بَعْضِ الأَصْواتِ.

  وِقالَ ابْنُ دُرَيْدٍ: هو تَتَابُعُ الكَلَامِ في عَجَلَةٍ. يُقَالُ: سَمِعْتُ بَعْبَعَةَ الرَّجُلِ، إذا تَابَعَ كَلامَهُ عَجِلاً به.

  وِقالَ غَيْرُهُ: البَعْبَعَةُ: الفِرَارُ من الزَّحْفِ.

  وِقالَ أَبو زَيْدٍ: البَعَابِعَةُ: الصَّعَالِيكُ الذِينُ لا مَالَ لَهُمْ ولا ضَيْعَةَ.


(١) بالأصل «الرواية» تصحيف.

(٢) زيادة عن النهاية.

(٣) في أشعار الستة الجاهليين للأعلم ص ٤٠.

نزول اليماني ذي العباب المخول

ومثله في مختار الشعر الجاهلي ١/ ٣٣ وفي ديوانه ط. بيروت ص ٦٢ ذي العباب المحمّل.

(٤) وفي التهذيب: إذا لجّ بمطره.

(٥) بالأصل: «ما يولد ما بين» والمثبت عن القاموس يوافق عبارة التهذيب والتكملة واللسان.

(٦) عبارة القاموس: «والبَعْبَع حكاية صوتِ الماء المتداركِ إذا خَرَجَ من إنائِه» وفي التهذيب: «المدارك» بدل «المتدارك».