تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[برد]:

صفحة 347 - الجزء 4

  وقَولُ عُمرَ بن أَبي ربَيعةَ:

  أمُبِدٌّ سُؤَالَكَ العَالمِينا⁣(⁣١)

  قيل: معناه أَمقسِّم أَنت سُؤالَكَ على النّاسِ واحداً واحداً حتَّى تَعمَّهم. وقيل: معناه: أمُلزمٌ أَنت سؤَالَكَ النّاسَ؟ من قَولك: ما لَكَ منه بُدٌّ.

  والبَدَد، محرَّكَةً: الحاجَةُ. وبَدْبَدٌ كفَدْفَدٍ: ع، بل هو ماءٌ في طَرَفِ أَبانَ الأَبيض الشَّمَاليّ. قال كُثَيِّر:

  إِذَا أَصبَحَتْ بالحَبْس في أَهْلِ قَرْيةٍ

  وأَصْبَحَ أَهلِي بين شَطْبٍ فَبَدْبَدِ

  وبُدَيْد، كزُبَيرٍ: جَدُّ جِلِّزة بكسر الجيم واللّام المشدّدة، وفي بعض النَّسخ: بالحاءِ بدل الجيم، وهو الصواب⁣(⁣٢).

  وهو ابن مَكروه اليَشْكُرِيّ والد الحارثِ وعَمرٍو الشاعِرَين.

  * ومما يستدرك عليه:

  كَتِفٌ بَدّاءُ: عَريضةٌ مُتباعدُة الأَقطارِ. وامرأَةٌ: مُتَبَدِّدةٌ مَهزولةٌ بعضها من بعض.

  واستبدَّ بأَمِيرِه⁣(⁣٣): غَلَبَ عليه فلا يَسْمَع إِلّا منه.

  وفي حديث أُمِّ سَلَمةَ «أَنَّ مَساكينَ سَأَلُوها فقالَتْ: يا جارِيَةُ أَبِدِّيهِمْ تَمْرَةً تَمْرَةً»، أَي فَرِّقي فيهم وأَعطيهم. وأَنشد ابنُ الأَعرابيّ.

  بَلِّغْ بنِي عَجَبٍ وبَلِّغْ مأْرِباً

  قَولاً يُبِدُّهُم وقَولاً يَجْمعُ

  فسَّره فقال: يُبِدُّهم: يُفرِّق القَوْلَ فيهم. قال ابن سيده: ولا أَعرف في الكلام أَبْدَدْتُه: فَرَّقْتُه.

  وتَبادَّ القَومُ: مَرُّوا اثنين اثنيْنِ يَبُدُّ كُلُّ واحد منهما صاحبَه.

  وعن ابن الأَعرابيّ: البِدَاد والعِدَاد: المُناهدة. وبَدَّدَ الرَّجلُ، إِذا أَخرَجَ نَهْدَه.

  ويقال: أَضعَفَ فُلانٌ على فُلان بَدَّ الحَصَى. أَي زاد عليه عَدَدَ الحَصَى. ومنه قول الكُميت.

  مَنْ قال أَضْعَفْتَ أَضعافاً على هَرِمٍ

  في الجُودِ بَدَّ الحَصَى قيلَتْ له: أَجَلُ

  ويقال: بَدّدَ فُلانٌ تَبديداً، إِذا نَعسَ وهو قاعد لا يَرْقد.

  وفلاةٌ بَدْبَدٌ: لا أَحدَ فيها.

  وتَبَادُّوا: تَبَارَزُوا⁣(⁣٤).

  ومن المَجاز: استَبدَّ الأَمرُ بفُلانٍ: غلَبَ عليه فلم يَقدِر أَن يَضْبطه.

  [برد]: البَرْدُ، بفتح فسكون: ضِدُّ الحَرّ، وهو م معروف. يقال بَرَدَ الشيْءُ كنَصَرَ وكَرُمَ برْداً وبُرودةً، الأَخير مصدر الباب الثاني.

  ويقال ماءٌ بَرْدٌ بفتح فسكون، وبارِدٌ وَبَرُودٌ، كصَبُورٍ صيغَة مبالغة، وكذلك بُرَادٌ، كغُرَاب⁣(⁣٥)، ومَبرودٌ، على صيغة اسم المفعول فإِنّه من بَرَدَه إِذَا صَيَّرَه بارداً، وقد بَرَدَه بَرْداً وبَرَّدَه تَبْرِيداً: جَعَلَه بَارِداً وفي المصباح: وأَما بَرَدَ بَرْداً من باب قَتَلَ فيُستعمل لازماً ومتعدّياً، يقال: بَرَدَ الماءُ وبَرَدْتُه فهو بارِدٌ ومَبرُودٌ، وبَرَّدْته، بالتثقيل، مبالغةٌ، انتهى.

  وفي الأَساس: فُلانٌ يَشربُ المُبَرَّدَ بالمُبَرَّت: الماءَ البارَد بالطَّبْرزَذِ⁣(⁣٦). قال الجوهريّ: ولا يقال أَبرَدْته إِلّا في لغة رديئة. أَو بَرَدَه يَبْردُه، إِذا خَلَطَه بالثَّلْج وغيره.

  وأَبرَدَهُ: جَاءَ بهِ بارداً. وأَبرَدَ له: سَقَاهُ بارداً، يقال سَقَيته فأَبردْتُ له إِبراداً، إِذا سَقيْته بارداً.

  والبَرْدُ: النَّوْم، ومنه قوله ø: لا يَذُوقُونَ فِيها بَرْداً، {وَلا شَراباً}⁣(⁣٧) يُريد نَوماً. وإِنّ النَّومَ ليُبَرِّد صاحبَه، وإِن العَطْشَانَ ليَنامُ فيَبْرُدُ بالنَّوْم

  ورُوي عن ابن عَبّاس ® أَنه قال: أَي بَرْدَ الشَّرَابِ ولا الشَّرَابَ.

  وأَنشد الأَزهريُّ قَولَ العَرْجيّ:

  وإِنْ شِئتِ لم أَطْعَمْ نُقَاخاً ولا بَرْدَا⁣(⁣٨)


(١) ديوانه، وصدره:

قلت: من أنتم، فصدّت وقالت

(٢) ومثله في التكملة والمؤتلف والمختلف للآمدي ص ٩٠.

(٣) عن الأساس، وبالأصل «بأمره».

(٤) في الأساس: وتبادوا في الحرب: تبارزوا وأخذوا أقرانهم.

(٥) ضبطت في اللسان (دار المعارف): براد بكسر الباء.

(٦) الأساس: مادة برت.

(٧) سورة النبأ الآية ٢٤.

(٨) صدره في التهذيب:

فإِن شئت حرمت النساء سواكم