تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[صلف]:

صفحة 327 - الجزء 12

  وصِفُّونَ والنَّهْرُ الهَنِيُّ ولُجَّةٌ ... من البَحْرِ مَوقُوفٌ عَلَيْها سَفِينُها

  قال: وتَقُولُ في النَّصْبِ والجَرِّ: رأَيْتُ صِفَّينِ، ومَرَرْتُ بصِفِّينَ، ومن أَعْربَ النونَ قال: هذه صِفِّينُ، ورأَيْتُ صِفِّينَ، وقالَ في تَرْجَمَةِ «صفن» - عند كلامِ الجَوْهَرِيِّ على صِفِّين - قال: حَقُّه أَنْ يُذْكَرَ في فصل «صفف» لأَنَّ نونَه زائِدَةٌ، بدَلِيلِ قولِهِم: صِفُّونَ فيمَنْ أَعْرَبَه بالحُروفِ.

  قلتُ: وسيأْتِي الكَلامُ عَلَيه في النون.

  وَالصَّفّان: قَرْيةٌ بمِصْرَ، وقد رأَيْتُها، وقَدْ نُسِب إِليها جَماعَةٌ من المُحَدِّثِينَ، ويُقال في النِّسْبةِ إِليها: الصَّفِّيُّ.

  وَأبو مالكٍ بِشْرُ بنُ الحَسَنِ الصَّفِّيُّ نُسِب إلى لُزُومِه الصَّفَّ الأَوّلَ خَمْسِينَ سنةً، وهو من رِجالِ النَّسائِيِّ، نَقَلَهُ الحافِظُ.

  وَالصُّفِّيَّةُ، بالضمِّ، هم الصُّوفِيَّة، نُسِبُوا إلى أَهلِ الصُّفَّةِ، أَشارَ له الزَّمَخْشَرِيّ في «صوف».

  [صقف]: الصُّقُوفُ أَهْمَلَهُ الجَوْهَرِيُّ، وقالَ ابنُ الأَعْرابِيّ: هي المَظَالُّ قال الأَزْهَرِيُّ: والأَصْلُ فيه السِّينُ أَوْرَدَه الأَزْهَرِيُّ والصاغانِيُّ وصاحبُ اللِّسانِ.

  * وممّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيه:

  الصِّقائِفُ: طَوائِفُ نامُوسِ الصّائِد، لغةٌ في السِّينِ، وَهكذا أُنْشِدَ قولُ أَوْسٍ⁣(⁣١)، فانْظُرْهُ في «سقف».

  [صلخف]: الصِّلَّخْفُ، كجِرْدَحْلٍ، أَهْمَلَهُ الجَوْهَرِيُّ وَصاحبُ اللِّسانِ، وقالَ ابنُ عبّادٍ: هو مَتاعُ الدَّابَّةِ، أَو هو الرَّحْلُ⁣(⁣٢) الَّذِي بَيْنَ قَوائِمِه.

  قال: ويُقال: قَصْعَةٌ صِلَّخْفَةٌ: فَطْحَاءُ عَرِيضَةٌ ونَصُّ المُحيطِ: فُطَيْحاءُ، وليسَ فيه «عَرِيضَة» ثم إنَّ الذي في نُسَخِ الكتابِ كُلِّها بالخاءِ المُعْجَمَة، والذي في المُحيطِ وَالعُبابِ بإِهْمالِها⁣(⁣٣)، فانْظُر ذلك.

  [صلف]: الصَّلْفُ بالفَتْح: خَوافي قَلْبِ النَّخْلَةِ، الواحِدَةُ بهاءٍ عن ابنِ الأَعرابِيِّ، كما في العُبابِ.

  والصَّلَفُ بالتَّحْرِيكِ: قِلةُ نَماءِ الطَّعامِ وبَرَكَتِهِ وفي اللِّسانِ: قِلَّةُ النَّزَلِ والخَيْرِ، وهو مجازٌ.

  والصَّلَفُ: أَنْ لا تَحْظَى المَرأَةُ عندَ زَوْجِها - وكذا قَيِّمِها - وأَبْغَضَها نَقَلَهُ الجَوْهَرِي، أي: لِقِلَّةِ خَيْرِها وهِيَ صَلِفَةٌ كفَرِحَةٍ من نِسْوَةٍ صَلِفاتٍ وصَلائِفَ اقْتَصَرَ الجوهَرِيُّ على الأَخيرِ، وهو نادرٌ، وأَنْشَدَ للقُطامِيِّ يصفُ امْرَأَةً.

  لها رَوْضَةٌ في القَلْبِ لَم تَرْعَ مِثْلَها ... فَرُوكٌ ولا المُسْتَعْبِراتُ الصَّلائِفُ⁣(⁣٤)

  وَفي الحَدِيثِ: «أَن امرأَةً قالَتْ: يا رَسُولَ الله لو أنَّ المَرْأَةَ لا تَتَصَنَّعُ لزَوْجِها لَصَلِفَتْ⁣(⁣٥) عِنْدَه» وفي حديث عائشةَ ^ - أَنها قالَتْ: «تَنْطَلِقُ إِحْدَاكُنَّ فتُصانِعُ بمالِها عن ابْنَتِها الحَظِيَّةِ، ولو صانَعَتْ عن ابْنَتِها الصَّلِفَةِ كانَتْ أَحَقَّ».

  والصَّلَفُ: التَّكَلُّمُ بما يَكْرَهُهُ صاحِبُكَ يُسْتَعملُ في الرَّجُلِ والمَرْأَةِ، كما في العُبابِ.

  والصَّلَفُ أَيضاً: التَّمَدُّحُ بما ليسَ عِنْدَكَ نَقَلَهُ الصاغانِيُّ أَيضاً.

  أَو الصَّلَفُ: مُجاوَزَةُ قَدْرِ الظَّرْفِ والبَزاعَةِ⁣(⁣٦)، والادِّعاءُ فوقَ ذلك تَكَبُّرًا قال الجَوْهَرِيُّ: هكذا زَعَمَه الخَلِيلُ، وهو في اللِّسانِ، وقِيلَ⁣(⁣٧): هو مُوَلَّدٌ.

  وهُوَ رَجُلٌ صَلِفٌ، ككَتِفٍ نقَله الجَوْهَرِيُّ، وقال أَبو زَيْدٍ: رجُلٌ صَلِفٌ مِنْ قَوْمٍ صَلافَى وصُلَفاءَ وصَلِفِينَ كَسكارَى وحُنَفاءَ وفَرِحِينَ، وفي الحدِيثِ: «آفَةُ الظَّرْفِ


(١) يريد قول أوس بن حجر، كما في مادة سقف.

فلاقى عليها من صباح مدمرًا ... لناموسه بين الصفيح سقائفُ

(٢) على هامش القاموس عن نسخة أخرى: «والرَّجُلِ» وفيها: هكذا بنسخة المؤلف وما بعده (يعني: أو الرحل الذي بين قوائمه) مضروب عَلَيه.

(٣) وفي التكملة أيضاً بالحاء المهملة.

(٤) ويروى: المستعبرَات، بفتح الراء.

(٥) النهاية واللسان: صلِفت.

(٦) في التهذيب واللسان: والبراعة، بالراء.

(٧) بهامش المطبوعة المصرية: «قوله: مولد، كيف هذا مع وروده في الحديث الذي سيذكر قريباً».