تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[كعثب]:

صفحة 377 - الجزء 2

  كذلك، بل هو من باب الأَوّلِ والثّاني، ورُوِيَ فيه التّشديدُ. وقد قَدَّمنا ما يتعلَّقُ به.

  وذُو الكَعْبِ: لَقَبُ نُعَيْمِ بْنِ سُوَيْدِ بنِ خالِدٍ الشَّيْبانيّ.

  وكَعْبُ الحِبْرِ، بكسر الحاءِ: تابِعِيٌّ م، وهو المَشْهُور بِكَعْبِ الأَحْبار، ثَبَتَ ذكْرُه هنا في كثير من الأُصول المصحَّحة، وسقط من بعضها، وإِنّما لُقِّب به لكَثرِة عِلمه، وأَوردَه بالإِفْرَاد، لِأَنَّه اختياره، ويأْتي له في «حَبَر» ولا تَقُل: «الأَحبار» أَي: بالجمع، قاله شيخُنا. وسيأْتي الكلامُ عليه في مَحلِّه.

  * وممّا لم يذكره المُصَنِّف: الكَعْبُ: العظمُ لكلّ ذِي أَرْبعٍ، وفي الفَرَس: ما بينَ الوَظِيفَيْنِ والسّاقَيْنِ، وقيلَ: ما بَيْنَ عَظْمِ الوَظِيفِ وعظْمِ السّاقِ، وهو النّاتِئُ من خَلفه.

  وكَعَّبَت كُبَّتَهَا⁣(⁣١): جَعَلَتْ لها حُروفاً كالكُعُوب.

  والمُكَعَّب⁣(⁣٢): لَقَبُ بعضِ المُلُوكِ، لِأَنَّهُ ضَرَبَ كَعَائِبِ الرُّؤوس.

  وكَعَبَه كَعْباً: ضَرَبَه على يابِسٍ، كالرَّأْسِ ونَحْوِه.

  وكَعَّبْتُ الشَّيْءَ تَكْعيباً: إِذا مَلأْتَهُ.

  ووَجْهٌ مُكَعَّبٌ: إِذا كان جافِياً، ناتِئاً.

  والعربُ تقولُ: جارِيَةٌ دَرْمَاءٌ الكُعُوبِ، إِذا لم يكن لِرؤُوس عِظامِها حَجْمٌ، وذلك أَوثَرُ لها، وأَنشدَ:

  ساقاً بَخَنْداةً وكَعْباً أَدْرَمَا

  والكِعَابُ في قول الشّاعر:

  رَأَيْتُ الشَّعْبَ من كَعْبٍ وكانُوا ... من الشَّنَآنِ قد صارُوا كِعَابَا

  قال الفارسيّ: أَرادَ أَنّ آراءهم تَفرّقت وتَضادَّتْ، فكان كلُّ ذي رأْيٍ منهم قَبِيلاً على حِدَتِهِ، فلذلك قال: صاروا كِعاباً. وفي الأَساس: في الحديث: «نَزَلَ القُرْآنُ بلسانِ الكَعْبَيْنِ»⁣(⁣٣): كَعْبِ بْنِ لُؤَيٍّ من قُرَيْشٍ، وكَعْبِ بْنِ عَمْرِوٍ، وهو أَبو خُزَاعَةَ، قاله أَبو عُبَيْد عن ابْنِ عبّاسٍ، ®. قال شيخُنا: ونقله الجَلال في الإِتْقان والمُزْهِر.

  وأَبُو مُكَعِّبٍ الأَسديُّ، مشدّد العين، من شعرائِهم، وقيل: إِنّهُ أَبو مُكْعِتٍ، بتخفيف العين وبالتَّاءِ المثناة الفَوْقيّة وسيأْتي ذكره.

  [كعثب]: الكَعْثَبُ، والكَثْعَبُ: الرَّكَبُ الضَّخْمُ، المُمْتَلِئُ، الناتِئ. قالَ:

  أَرَيْتَ إِنْ أُعْطِيتَ نَهْداً كَعْثَبَا

  والكَعْثَبُ: صاحِبَتُهُ، أَي: الرَّكَبِ، يُقَالُ: امْرَأْةٌ كَعْثَبٌ، وكَثْعَبٌ أَي: ضَخْمَةُ الرَّكَبِ، يَعني الفَرْجَ.

  وَتَكَعْثَبَتِ العَرَارَةُ، بفتح العين المُهْمَلَة، وهي نَبْتٌ: تَجَمَّعَتْ واسْتَدارَتْ.

  قال ابْنُ السِّكِّيتِ: يُقَالُ: لِقُبُل المَرْأَةِ: هو كَعْبَتُهَا، وأَجَمُّها⁣(⁣٤)، وشَكْرُها. قال الفَرّاءُ: وأَنشدَني أَبو ثَرْوانَ:

  قالَ الجَوَاري: ما ذَهَبْتَ مَذْهَبَا ... وعبْنَنِي⁣(⁣٥) ولَمْ أَكُنْ مُعَيَّبَا

  أَرَيْتَ إِنْ أُعْطَيتَ نَهْداً كَعْثَبَا ... أَذَاك أَمْ نُعْطيكَ هَيداً هَيْدَبَا

  أَراد بالكَعْثَبِ: الرَّكَبَ الشاخصَ المُكْتَنزَ، والهَيْدُ الهَيْدَبُ: الّذِي فيه رَخاوَةٌ مثلُ رَكَبِ العَجَائزِ المُسْتَرْخِي، لِكِبَرِها. وَرَكَبٌ كَعْثَبٌ: ضَخْمٌ، كذا في لسان العرب.

  [كعدب]: الكَعْدَبُ، والكَعْدَبَةُ كِلاهُمَا: الفَسْلُ بالفتح: الرَّدِيءُ مِنَ الرِّجالِ.

  والكُعْدُبَةُ، بالضَّمِّ: الحَجَاةُ، والحَبَابَةُ. وفي حديثِ عَمْرٍو أَنّه قال لمُعاويةَ: «لقَدْ رَأَيْتُك بالعِرَاقِ، وإِنَّ أَمْرَكَ


(١) عن الاساس، وبالاصل «لبتها».

(٢) في الاساس: «المكعبر» وفي اللسان: المكعبر العجمي: لأنه يقطع الرؤوس.

(٣) في الاساس: كعب قريش وكعب خزاعة. قال كثير:

جدود من الكعبين بيض وجوهها ... لهم مأثرات مجدهن تليد

(٤) بهامش المطبوعة المصرية: «قوله وأجمها لم أجده في الصحاح ولا في القاموس وإنما فيه: والأجم بالفتح كل بيت مربع مسطح فليراجع».

(٥) في الأصل «قال الحواري ... وعبتني» وما أثبتناه عن اللسان.