تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[فحش]:

صفحة 157 - الجزء 9

[غنبش]:

  * وممّا يسْتَدْرَكُ علَيْه:

  غَنْبَشٌ، كجَعْفَرٍ: اسْمٌ، أَوْرَدَه صاحِبُ اللِّسَانِ، وأَهْمَلَه الجَوْهَرِيُّ والصّاغَانِيُّ.

فصل الفاء مع الشين

  [فتش]: الفَتْشُ، كالضَّرْبِ، والتَّفْتِيشُ: طَلَبٌ في بَحْثٍ، قالَهُ اللَّيْثُ وابنُ فارِسٍ، ويُقَالُ: فَتِّشْ ولا تُفَتِّشْ، أَي ابْحَثْ ولا تَسْتَرْخِ.

  وقَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ: التاءُ والشِّينُ مَعَ الفاءِ، أُهْمِلَتْ، وكَذلِكَ حالُهما مع القافِ والكافِ واللاّمِ.

  [فجش]: فَجَشَهُ، أَهْمَلَه الجَوْهَريُّ، وقَالَ ابنُ دُرْيْدِ⁣(⁣١): أَيْ شَدَخَهُ يَمَانِيَة، وفَجَشْتُ الشَّيْءَ بيَدِي.

  وفَجَشَ الشَّيْءَ: وَسَّعَهُ، نَقَلَه الأَزْهَرِيُّ في الرُّبَاعِيّ، كَما سَيَأْتِي إِنْ شَاءَ الله تَعَالَى في «فنجش».

  [فحش]: الفَاحِشَةُ: الزِّنَا، نَقَلَهُ الجَوْهَريُّ. وابنُ الأَثِيرِ، وبه فُسِّرَ قَوْلُه تَعَالى {إِلاّ أَنْ يَأْتِينَ} بِفاحِشَةٍ {مُبَيِّنَةٍ}⁣(⁣٢) قالُوا: هُوَ أَنْ تَزْنِيَ فَتُخْرَجَ للْحَدِّ، وقيلَ: هُوَ خُرُوجُها من بَيْتِهَا بغَيْرِ إِذْنِ زَوْجِهَا، وقَالَ الشّافِعِيُّ، ¦: هُوَ أَنْ تَبْذُوَ عَلَى أَحْمَائهَا بذَرَابَةِ لِسَانِهَا فتُؤْذِيَهُم. وقَدْ تَكَرَّرَ ذِكْرُ الفُحْشِ والفاحِشَةِ والفاحِش في الحَدِيثِ، وهُوَ كُلُّ ما يَشْتَدُّ قُبْحُه مِنَ الذُّنُوبِ والمَعَاصِي.

  وقِيلَ: كُلُّ ما نَهَى الله ø عَنْهُ فَاحِشَةٌ، وقيلَ: كُلُّ خَصْلَةٍ قَبيحِةٍ فهيَ فَاحِشَةٌ مِنَ الأَقْوَالِ والأَفْعَالِ، وقِيلَ: كُلُّ أَمْرِ لا يَكُونُ مُوَافِقاً للْحَقِّ والقَدْرِ، فهو فَاحِشٌ، وأَمَّا قولُ الله تَعالَى: {الشَّيْطانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُمْ} بِالْفَحْشاءِ⁣(⁣٣) قال المُفَسِّرُون: أَيْ يَأْمُرُكُم بأَن لا تَتَصَدَّقُوا، وقِيلَ: الفَحْشَاءُ هاهنا البُخْلُ في أَداءِ الزَّكَاةِ، ومِنْهُ الفَاحِشُ: البَخيلُ، وقالَ طَرَفَةُ:

  أَرَى المَوْتَ يَعْتَامُ الكِرَامَ ويَصْطَفِي ... عَقِيلَةَ مالِ الفَاحِشِ المُتَشَدِّدِ

  وقيلَ: الفَاحِشُ: هو البَخِيلُ جِدّاً.

  وقَدْ يَكُونُ الفَاحِشُ بِمَعْنَى الكَثِير الغَالِب، ومنه حَدِيثُ بَعْضِهم، وقَدْ سُئِل عن دَم البَرَاغِيثِ، فقالَ: إِنْ لَمْ يَكُنْ فاحِشاً فَلَا بَأْسَ بهِ، وكُلُّ شَيْءٍ جَاوَزَ قَدْرَه وحَدَّهُ فَهُوَ فَاحِشٌ، وقَدْ فَحُشَ الأَمرُ، ككَرُمَ، فُحْشاً، بالضَّمّ، وتَفَاحَشَ.

  وقَدْ يَكُونُ الفُحْشُ بمَعْنَى عُدْوَان الجَوَابِ، أَي التّعَدِّي فيه، وفي القَوْلِ، ومنه الحَدِيثُ: «لا تَكُونِي فَاحِشَةً» وفي رِوَاية: «لا تَقُولِي ذلِكَ فإِنَّ الله لا يُحِبُّ الفُحْشَ ولا التَّفَاحُشَ» قَالَهُ لِعَائِشَةَ، رَضِيَ الله تَعَالَى عَنْها، فلَيْسَ الفُحْشُ هُنَا مِنْ قَذَعِ الكَلَامِ ورَدِيئِهِ، والتَّفاحُشُ: تَفاعُلٌ منه.

  ورجُلٌ فَاحِشٌ ذُو فُحْشٍ وخَناً مِن قَوْلٍ وفِعْلٍ.

  وفَحّاشٌ، كشَدّادٍ: كَثِيرُ الفُحْشِ.

  وأَفْحَشَ الرَّجُلُ إِفْحَاشاً وفُحْشاً، عَن كُراع واللِّحْيَانِيّ: قَالَ الفُحْشَ. والصَّحِيحُ أَنَّ الفُحْشَ الاسْمُ، وكَذَا فَحَّشَ عَلَيْهِ فِي المَنْطِق: إِذا قَالَ قَوْلاً فاحِشاً.

  وتَفْاحَشَ: أَتَى بهِ، أَيْ بالفُحْشِ مِنَ القَوْلِ وأَظْهَرَه، ومِنْه: «إِنَّ الله لا يُحِبُّ الفُحْشَ ولا التَّفاحُشَ».

  * وممّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْه:

  والفَحْشَاءُ: اسْمُ الفاحِشَةِ، وقد فَحَشَ، كمنَعَ، كَما في خُلاصَةِ المُحْكَم تَبَعاً لِأَصْلِه، وذَكَرَهُ شُرّاحُ الفَصِيح، وأَفْحَشَ.

  والمُتَفَحِّشُ: الَّذِي يَتَكَلَّفُ سَبَّ الناسِ ويَتَعَمَّدُه، والَّذِي يَأْتِي بالفَاحِشَةِ المَنْهِيِّ عَنْهَا.

  والفَحَاشَةُ: مَصْدَرُ فَحُشَ ككَرُمَ.

  وتَفاحَشَ الأَمْرُ: مِثْلُ فَحُشَ.

  وتَفَحَّشَ في كَلامِه، وتَفَحَّشَ عَلَيْهِم بلِسانِه، إِذا بَذَا.

  وتَفَحَّش بالشَّيْءِ تَفَحُّشاً: شَنَّعَ⁣(⁣٤).


(١) الجمهرة ٣/ ٣٢٦.

(٢) سورة النساء الآية ١٩.

(٣) سورة البقرة الآية ٢٦٨.

(٤) في اللسان: وفحّش بالشيء: شنّع.