تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[دهشر]:

صفحة 430 - الجزء 6

  مُنْفَصِل، أَي بَطَلَ سَعْدٌ الحَدَّادُ بأَن لا يُسْتَعمَل، وذلك لتَشاغُلِهِم بالقَحْطِ والشِّدَّةِ. ويقال: سَاعِدُ القَيْنُ، ورَواه أَبُو عُبَيْدةَ مَعْمَرُ بن المُثَنَّى «دُهْدُرَّيْنِ سَعْدَ القَين»، بنَصْب سَعْد، وذَكَر أَنَّ دُهْدُرَّيْنِ منصوبٌ على إِضمار فِعْلٍ [ينصبه: وهو أَعني]⁣(⁣١)، وظاهِرُ كلامه يَقْتَضِي أَن دُهْدُرَّيْنِ اسمٌ للباطِلِ تَثْنِية دُهْدُرّ، ولم يجعله اسْماً للفِعْل كما جَعَلَه أَبُو عليّ، فكأَنَّه قال: اطْرَحُوا البَاطِلَ وسَعْدَ القَيْن، فليس قولُه بصحيح. أَو أَنَّ قَيْناً ادَّعَى أَنَّ اسمَه سعدٌ زماناً، ثمّ تَبيَّن كَذِبُه، فقِيلَ له ذلِك، أَي جَمَعْتَ باطِلاً إِلى باطِل يا سَعْدُ الحَدَّادُ فيكون سَعْدُ القَيْنُ مُنَادَى مُفْرَداً، والقَيْن نَعْتُه.

  ودُهْدُرَّيْن تَثنِية دُهْدُرّ اسم للباطِلِ، ويُرْوَى مُنْفَصِلاً، كما رواه الجَوْهَرِيّ⁣(⁣٢) وجماعَة فقالوا: دُهْ دُرَّيْن، وفَسَّرُوا بأَنَّ دُهْ فِعْل أَمْر من الدّهَاءِ، إِلّا أَنَّه قُدِّمَتْ وَاوُه التي هي لامُهُ إِلى موضع عَينِهِ فصار دُوهْ، ثم حُذِفت الوَاوُ للساكنين فصار: دُه، كما فعلتَ في قُلْ. ودُرَّيْنِ مِن دَرَّ يَدُرّ، إِذا تَتَابَعَ ويُرَاد هنا بالتَّثْنِية التَّكْرَار، كما قالوا: لَبَّيك وحَنانَيْك ودوَالَيْك ويكون سَعْد القَيْنُ مُنَادًى مُفْرَداً، والقَيْن نعْته، فيكون المَعْنَى، أَي بالِغْ في الدَّهاءِ والكَذِبِ يا سَعْدُ القَيْنُ.

  قال ابنُ بَرِّيّ: وهذا القَولُ حَسَنٌ، إِلّا أَنَّه كان يَجب أَن يَفْتَح الدَّال من دُرَّيْنِ؛ لأَنَّه جَعَلَه من دَرَّ يَدُرّ، إِذا تَتابَعَ.

  قال: وقد يمكن أَن يَقُول إِن الدَّالَ ضُمَّت إِتْباعاً لضَمَّة الدّال من دُه. أَو كان سَعْدٌ أَعجَمِيَّا، أَي رَجُلاً من العَجَم حَدَّاداً يَدُورُ في مَخالِيفِ اليمنِ يَعْمَل لهم، فإِذا كَسَدَ عَمَلُه في مِخْلافٍ قال بالفارِسِيَّة: دُهْ بَدْرُود، هكذا في النُّسَخ وفي بَعْضِها: ده برود، أَي بالوَداع، أَي كأَنَّه يُوَدِّع القَرْيَةَ، والقَرْيَةُ بالفَارِسيّة ده، وبرود أَي يَذْهب، يُخبِرُهم بخُروجه غداً ويُشِيعُ في الحيِّ أَنَّهُ غيرُ مُقِيم ليُسْتَعْمل ويُبَادِر إِليه مَنْ عِنْده ما يَعْمَلُه ويُصْلِحه له، فعَرَّبُوهُ وضَرَبُوا به المَثَلَ في الكَذِبِ وقالُوا*: «إِذا سَمِعْتَ بسُرَى القَيْن فإِنّه مُصبِّحٌ».

  وقيل هو عَلَى حَذْفِ مُضَافٍ، وتأْوِيلُه بَطَلَ قولُ سَعْد القَيْنِ⁣(⁣٣).

  * ومما يستَدْرَك عليه:

  الدَّهْدَرَة: تَحْرِيكُ الاسْتِ. والدُّهْدُورُ، بالضَّمِّ: الكَذَّابُ.

  [دهشر]: الدَّهْشَرَةُ، أَهمله الجَوْهَرِيّ. وقال أَبو عَمْرو: هي الناقَةُ الكَبِيرَةُ والدَّهْشَرَةُ: أَن تعمَلَ العَمَلَ بغَيْر رِفْقٍ، وهي العَجَمْجَمَة.

  والدَّهْشَرَة: سُرْعَةُ الأَخْذِ في الصِّرَاعِ، وكَذَا في الجِمَاع، كالدَّعْشَرة.

  * ومما يستَدْركَ عليه:

  دَهْشُورُ، بالفَتْح، كما هو المشهور أَو كجِرْدَحْل، أَو هو بالضَّمّ: قَرْيَة بجِيزَةِ مِصْر، منها أَبو اللَّيْثِ عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّد بنِ الْحَجَّاج الرُّعَينِيُّ، عن يونسَ بنِ عبد الأَعلَى وغَيْرِه، توفِّيَ سنة ٣٢٢.

  [دهكر]: تَدَهْكرَ الرجلُ، أَهْمَله الجوهريّ، وقال الصّاغانيّ: إِذا تَدَحْرَجَ في المِشْيَة.

  وتَدَهْكَر عليه: تَنَزَّى.

  وتَدَهْكَرَت المَرأَةُ: تَرجْرَجَت والدَّهْكَر، كجَعْفَر: القَصِير.

  [دهمر]: المُدَهْمَرَةُ، أَهمله الجَوْهَرِيّ والجَمَاعَةُ، وهي المَرْأَةُ المُكَتَّلةُ المُجْتَمِعةُ.

  * ومما يستدرك عليه:

  دَهْمَرُو: قَرْيةٌ من حَوْف رَمْسِيسَ، من أَعمال مصر.

  [دير]: الدَّيْرُ: خَانُ النّصارَى: كذا في المُحْكَم، وأَصلُه الواو: قاله الأَزْهرِيّ ج أَديارٌ، وصاحِبُه الذي يَسْكْنه ويَعْمُره دَيَّارٌ ودَيْرَانيٌّ⁣(⁣٤)، على غَيْر قِياس. قال ابنُ سيدَه: وإِنّمَا قُلْنَا إِنَّه من الياءِ وإِن كان دور أَكْثَرَ وأَوْسَعَ، لأَنَّ الياءَ قد تَصَرَّفَت في جَمْعِه وفي بِنَاءِ فَعَّالِ ولم نَقُل إِنها مُعَاقَبةٌ؛ لأَن ذلك لو كان لكان حَرِيَّا أَن يُسْمَع في وَجْه من وُجُوهِ تَصَارِيفه.

  ومن المَجَاز: يقال لمَن رأَسَ أَصحابَهُ هو رأْسُ الدَّيْرِ، أَي مُقَدَّمهم، عن ابن الأَعرابيّ.


(١) زيادة عن أبي عبيدة، من مجمع الأمثال. مثل رقم ١٤٠٠.

(٢) ورد في الصحاح في مادة درر.

(٥) (*) في القاموس: «فقالوا» بدل «وقالوا».

(٣) زيد في التكملة: ولا تَأَنٍّ.

(٤) على هامش القاموس عن نسخة أخرى: دَيَّار ودَيْرَاني.