تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[مستفشر]:

صفحة 482 - الجزء 7

  [مستفشر]: واستدرك صاحِبُ اللِّسَان هُنَا: مُستَفشار⁣(⁣١) وهو مُعَرّب مشت افشار، وهو العَسَلُ المُعتَصر بالأَيدي إِنْ كان يَسِيراً، وإِنْ كان كثيراً فبالأَرجُل.

  [مشر]: المَشْرَةُ: شِبْهُ خُوصَة تَخْرُجُ في العِضَاه وفي كثير من الشَّجَرِ أَيّام الخَرِيف، لها وَرَقٌ وأَغْصَانٌ رَخْصَةٌ، أَو المَشْرَةُ: الأَغْصَانُ الخُضْرُ الرَّطْبَةُ قبلَ أَنْ تَتَلَوَّنَ بلَوْنٍ وتَشْتَدَّ، وفي حديث أَبي عُبَيد: «فأَكَلُوا الخَبَطَ وهو يَومئذ ذُو مَشْرٍ». وقد مَشِرَ الشجرُ، كفَرِح، ومَشَّرَ تَمْشِيراً، وأَمْشَرَ وتَمَشَّرَ.

  ويُقَالُ: أَمشَرَت ومَشَّرَت تَمْشِيراً، إِذا خَرَج لها وَرَقٌ وأَغْصَانٌ. وفي صِفَة مَكة، شرّفها الله تعالى «وأَمشَرَ سَلَمُها» أَي خَرجَ وَرَقُه واكْتَسَى به، وقيل: التمَشُّر أَنْ يَكْتَسِيَ⁣(⁣٢) الوَرقُ خُضْرَةً. ويُقَال: تَمَشَّرَ الشجرُ، إِذا أَصابَهُ مَطرٌ فخَرجَتْ رِقَتُه، أَي وَرَقَتُه، ومَشَرَهُ أَي الشيْءَ مَشْراً: أَظْهَرَه.

  ومن المَجَاز: التَّمْشِير: النَّشَاط لِلْجِمَاع، عن ابنِ الأَعرابيّ. قال الصاغَانيّ: وفي الحَديث. الذِي لا طُرَق له: «إِنِّي إِذا أَكَلْتُ اللحمَ وَجَدتُ في نَفْسِي تَمْشيراً» وفي اللسان: وجعلَه الزمخشريُّ حديثاً مرفوعاً. والتَّمشِير: تَقْسيمُ الشيْءِ وتَفْرِيقُه. وخَصّ بعضُهُم به اللحمَ، قال:

  فَقُلْتُ لأَهلِي: مَشِّرُوا القِدْرَ حَولَكُمْ ... وأَيّ زَمانٍ قِدْرُنَا لمْ تُمَشَّر

  أَي لم يُقَسَّم ما فيها، هكذا أَورَدَه ابنُ سِيدَه، وأَورد الجَوهَرِيُّ عَجُزَه. وقال ابنُ بَريّ: البَيت للمَرّار بن سَعِيد الفَقْعَسيّ، وهو:

  وقُلْتُ: أَشِيعَا مَشِّرَا القِدْرَ حَوْلَنَا ... وأَيَّ زَمانٍ قِدْرُنَا لمْ تُمَشَّرِ

  قال: ومعنَى أَشِيعَا: أَظْهِرَا أَنّا نُقَسِّم ما عنْدنا من اللحمِ حتى يَقْصِدَنا المستَطْعِمُون⁣(⁣٣) ويَأْتِيَنَا المُستَرِفدُون، ثم قال: وأَيّ زمان، إلخ، أَي هذا الذي أَمرْتكما به هو خُلُق لنا وعادَةٌ في الأَزْمنة على اختلافِها. وبَعدَه:

  فَبِتْنَا بخَيْرٍ في كَرَامَةِ ضَيْفِنَا ... وبِتْنَا نُؤَدِّي طُعْمَةً غَيْرَ مَيْشِرِ⁣(⁣٤)

  أَي بِتْنَا نُؤَدِّي إِلى الحَيّ من لَحمِ هذِه الناقَةِ من غَير قِمَار.

  ومن المَجَاز: تَمَشَّرَ الرجُلُ، إِذا استَغْنَى. وفي المُحكَم: رُئِيَ عليه أَثَرُ غِنًى، قال الشاعر:

  ولَو قَد أَتانَا بُرُّنَا ودَقِيقُنَا ... تَمَشَّرَ مِنْكُم مَنْ رَأَينَاهُ مُعْدِمَا

  وتَمَشَّرَ الوَرَقُ: اكْتَسَى خُضْرَةً.

  ومن المَجاز: تَمَشَّرَ القَومُ إِذا لَبِسُوا الثِّيَابَ، بَعد عُرْيٍ وتَمَشَّرَ لأَهْلِه: تَكَسَّبَ شيئاً، وأَنشد ابنُ الأَعْرَابِيّ:

  تَرَكْتُهُمْ⁣(⁣٥) كَبِيرُهُمْ كالأَصْغَر ... عَجْزاً عن الحِيلَةِ والتَّمَشُّرِ

  وتَمَشَّرَ لأَهْلِه: اشتَرَى لهم مَشْرَةً أَي كِسْوَةً، وهي المَشْرَة: الوَرَقَة قَبْلَ أَن تُشَعِّبَ⁣(⁣٦) وتَنتَشِر.

  والمَشْرَةُ: طائرٌ، وضَبطه الصّاغَانيُّ كهُمَزَة. وفي اللّسان: هو طائرٌ صغيرٌ مُدَبَّجٌ كأَنَّه وَشْيٌ.

  ويُقَال: أُذُنٌ حَشْرَةٌ مَشْرَةٌ، أَي مُؤَلَّلَةٌ، عليها مَشْرَةُ العِتْقِ، أَي نَضَارتُهُ وحُسْنُه، وقيل: لَطِيفَةٌ حَسَنَةٌ، وقول الشاعر:

  وأُذْنٌ لها حَشْرَةٌ مَشْرَةٌ ... كإِعْلِيطِ مَرْخٍ إِذا ما صَفِرْ

  إِنّمَا عَنَى أَنّهَا دَقِيقَةٌ كالوَرَقَة قبل أَن تَتَشَعَّب، وحَشْرَةٌ: مُحَدَّدَةُ الطَّرْفِ، وقيل: مَشْرَة إِتْبَاع حَشْرَة وقال ابنُ بَرِّيّ: البيتُ للنَّمِرِ بن تَوْلَب يصف أُذنَ ناقته ورِقَّتَهَا ولُطْفها، شَبَّهَها بإِعْلِيطِ المَرْخِ، وهو الذي يكون فيه الحَبُّ⁣(⁣٧).

  ويُقَال: رَجُلٌ مِشْرٌ أَقْشَرُ، بالكسْرِ، أَي شَدِيدُ الحُمْرَةِ.

  وبنو المِشْرِ: بَطْن من مَذْحِج، عن ابن دُرَيْد⁣(⁣٨).


(١) عن اللسان، وبالأصل: «مستشفار».

(٢) اللسان: يُكسَى.

(٣) في المطبوعة الكويتية: المستطيعون.

(٤) في اللسان: «غير ميسر».

(٥) عن اللسان وبالأصل «يركبهم».

(٦) اللسان: تتشعب.

(٧) في التهذيب: «وقال النمري يصف فرساً: لها أُذنٌ».

(٨) الجمهرة ٢/ ٣٤٩.