تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[خذلج]:

صفحة 338 - الجزء 3

  إِذَا قَلَّ مَطَرُهَا، وهو مَجَازٌ، مَأْخُوذٌ مِن: أَخْدَجَت النَّاقَةُ إِذا جَاءَتْ بِوَلدٍ نَاقِصِ الخَلْقِ وإِن كانَتْ أَيَّامُهُ، أَي أَيّامُ حَمْلِهَا إِيَّاه تَامَّةً، فهي مُخْدِجٌ ومُخْدِجَةٌ، على صِيغةِ اسمِ الفاعِلِ والوَلَدُ خَدُوجٌ، وخِدْجٌ، ومُخْدَجٌ، ومَخْدُوجٌ، وخَدِيجٌ.

  وقيل: إِذا أَلْقَتِ النّاقَةُ وَلَدَهَا تَامَّ الخَلْقِ قَبْلَ وَقْتِ النَّتَاجِ، قيل: أَخْدَجَتْ وهي مُخْدِجٌ، فإِن رَمَتْهُ ناقِصاً قبلَ الوَقتِ قيل: خَدَجَتْ⁣(⁣١)، وهي خَادِجٌ، فإِن كان عَادةً لها فهي مِخْدَاجٌ، فيهما. وزاد في الأَساس: وذَاتُ خدَاج.

  وقومٌ يَجْعَلُون الخِدَاجَ ما كَانَ دَماً، وبعضُهم جَعلَه ما كانَ أَمْلَطَ ولم يَنْبُتْ عليه شَعَرٌ، وحَكَى ثابِتٌ ذلك في الإِنسانِ.

  وقال أَبو خَيْرَةَ: خَدَجَت المَرأَةُ وَلَدَها وأَخْدَجَتْه، بمعنًى واحدٍ، قال الأَزهريُّ: وذلك إِذا أَلْقَتْهُ وقد اسْتبانَ خَلْقُه، قال: ويُقال إِذا أَلقَتْه دَماً: قد خَدَجَتْ، وهو خداجٌ، وإِذا أَلْقَتْه قبلَ أَن يَنْبُتَ شَعَرُه. قيل: قد غَضَّنَتْ وهو الغِضَانَ.

  والخِدَاجُ الاسْمُ مِن ذلك، قال: وناقَةٌ ذاتُ خِدَاجٍ تَخْدُجُ كَثِيراً.

  ومن المجاز: صَلَاتُه خِدَاجٌ، وهو عِبَارَةُ الحديثِ، قال: «كُلُّ صَلَاةٍ لا يُقْرَأُ فيها بفاتحةِ الكِتاب فهي خِدَاجٌ» أَي نُقْصَان، وفي آخَرَ أَنه قال «كُلُّ صَلاةٍ لَيْسَتْ فِيها قِرَاءَةٌ فهي خِدَاجٌ» أَي ذاتُ خِدَاجٍ وهو النُّقْصَانُ، قال: وهذا مَذْهبُهُم في الاختصارِ للكلامِ، كما قالوا: عَبْدُ اللهِ إِقبالٌ وإِدْبَارٌ أَي مُقْبِلٌ ومُدْبِرٌ، أَحَلُّوا المَصْدرَ مَحَلَّ الفِعْل.

  ويقال: أَخْدَجَ الرَّجلُ صَلاتَه فهو مُخْدِجٌ، وهي مُخْدَجَةٌ.

  وقال الأَصمعيُّ: الخِدَاجُ: النُّقْصَانُ، وأَصْلُ ذلك مِن خِدَاجِ النَّاقةِ إِذا وَلَدَتْ وَلَداً ناقِصَ الخَلْقِ أَو لِغَيْرِ تَمامٍ.

  ومنه قولهم: رَجُلٌ مُخْدَجُ اليَدِ، أَي ناقِصُها، وهو قولُ سيِّدنا عَلِيٍّ ¥ في ذي الثُّدَيَّةِ أَنّه «مُخْدَجُ اليَدِ» أَي ناقِصُها، وفي حديثِ سَعْدٍ «أَنّه أَتَى النَّبِيَّ بِمُخْدَجٍ سَقِيمٍ»⁣(⁣٢) أَي ناقِصَ الخَلْقِ.

  وفي حديثِ عَليٍّ، ¥ «ولا تُخْدِجِ التَّحِيَّةَ» أَي لا تَنْقُصْها.

  ومُخْدَجُ بنُ الحارِث، على صِيغةِ المَفْعُولِ أَبو بَطْنٍ، مِنْهم رَفِيعٌ المُخْدَجِيُّ.

  * ومما يستدرك عليه:

  يقال أَخْدَجَ فُلانٌ أَمْرَه إِذا لم يُحْكِمْهُ، وأَنْضَجَ أَمْرَه، إِذا أَحْكَمَه، والأَصلُ في ذلك إِخْدَاجُ النَّاقةِ وَلَدَها وإِنْضَاجُهَا إِيَّاه.

  وخَدَجَتِ الزَّنْدَةُ: لم تُورِ نَاراً. وفي التهذيب: أَخْدَجَت الزَّنْدَةُ.

  وفي الأَساس: وكُلُّ نُقْصانٍ في شَيْءٍ يُستعارُ له الخِدَاجُ.

  ورَافِعُ بنُ خَدِيجٍ صَحَابيٌّ مشهورٌ.

  وخَدِيجُ بنُ سَلامَةَ البَلَوِيُّ شَهِدَ العَقَبَة ولم يَشهدْ بَدْراً، ويُكْنَى أَبا رُشَيْدٍ، قاله السُّهَيْليُّ في الرَّوض.

  وخَدِيجَةُ اسمُ امرأَةٍ.

  وخَدْجِ خَدْجِ⁣(⁣٣)، زَجْرٌ للغَنَمِ.

[خدلج]

  الخَدَلَّجَةُ، مُشَدَّدَةَ اللَّامِ: المَرْأَةُ الرَّيَّاءُ المُمْتَلِئَةُ الذِّرَاعَيْنِ والسَّاقَيْنِ وأَنشد الأَصمعيُّ:

  إِنَّ لَهَا لَسَائِقاً خَدَلَّجا ... لَمْ يُدْلج اللَّيْلَةَ فيمَنْ أَدْلَجَا

  يَعني جاريةً قد عَشِقَها فرَكِبَ النَّاقَةَ وساقَهَا مِن أَجْلِها.

  وفي حديث اللِّعانِ «خَدَلَّجُ السَّاقَيْنِ» عَظيمُهما، وهو مِثْلُ الخَدْلِ، وقيلَ: هي الضَّخْمَةُ السَّاقَيْنِ، والذَّكَرُ خَدَلَّجٌ، وقال الليث: الخَدَلَّجُ: الضَّخْمَةُ السَّاقِ المَمْكُورَتُهَا. كذا في اللسان.

  [خذلج]: * ومما يستدرك عليه:


(١) وفي التهذيب عن الأصمعي: خدجت الناقة إذا ألقت ولدها قبل أوان النتاج وإن كان تام الخلق. وأخدجت الناقة إذا ألقت ولدها ناقص الخلق وإن كات لتمام الحمل.

(٢) في الأصل واللسان «مقيم» وما أثبت عن النهاية؛ وبهامش المطبوعة المصرية: «قوله مقيم كذا بالنسخ واللسان أيضاً والذي في النهاية سقيم ولعله الصواب».

(٣) بهامش المطبوعة المصرية: «قوله خدج خدج هما مضبوطان شكلاً في اللسان بفتح أولهما وتسكين ثانيهما وكسر آخرهما بلا تنوين» وهو ما أثبتناه.