تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[حلف]:

صفحة 146 - الجزء 12

  البَحْرِ⁣(⁣١) بالشَّحْرِ من أَرْضِ اليَمَنِ، قال ياقُوتُ: فهذه ثلاثةُ أَقْوَالٍ غيرُ مُخْتَلِفَةٍ في المعنَى.

  وقال ابنُ الأَعْرَابِيِّ: الحِقْفُ: أَصْلُ الرَّمْلِ، وأَصْلُ الْجَبَلِ، وأَصْلُ الْحائِطِ، كما في العُبَابِ، واللَسَانِ، وقال غيرُهُ: حِقْفُ الجَبَلِ: ضِبْنُهُ.

  وقال ابنُ شُمَيْلٍ: جَمَلٌ أَحْقَفُ: أي خَمِيصٌ وأَمَّا الجَبَلُ الْمُحِيطُ بالدُّنْيَا فإِنَّهُ قَافُ علَى الصَّحِيحِ، لا الأَحْقَافُ، كَمَا ذَكَرَهُ اللَّيْثُ في العَيْنِ، ونَصُّه: الأَحْقَافُ في القُرْآنِ: جَبَلٌ مُحِيطٌ بالدُّنْيَا، مِن زَبَرْجَدَةٍ خَضْراءَ، تَلْتَهِبُ يَوْمَ القِيَامَةِ، وقد نَبَّهَ علَى هذا الغَلَطِ الأَزْهَرِيُّ، وتَبِعَهُ الصَّاغَانِيُّ، وياقوتُ في الرَّدِّ عَلَيه، وكذا قَوْلُ قَتَادَةَ: الأَحْقَافُ: جَبَلٌ بالشَّأْمِ، وقد رَوَوْا ذلك، وصَوَّبُوا ما رَوَاهُ قَتَادَةُ، وابنُ إِسْحَاقَ، وغيرُهما، قاله ياقوتُ.

  وظَبْيٌ حَاقِفٌ: أي رَابِضٌ في حِقْفٍ مِن الرَّمْلِ، قَالَهُ ابنُ الأَعْرَابِيِّ، أَوْ يَكُونُ مُنْطَوِياً كالْحِقْفِ، قَالَهُ الأَزْهَرِيُّ، زَادَ الصَّاغَانِيُّ: وقد انْحَنَى، وَفي الحديثِ: «أَنَّه مَرَّ هُوَ وأَصْحَابُه وهم مُحْرِمُونَ بظَبْيٍ حَاقِفٍ في ظِلِّ شَجَرَةٍ، فقَالَ: «يا فلانٌ، قِفْ ههُنَا حتَّى يَمُرَّ النَّاسُ، لا يَرِبْهُ أَحَدٌ بِشَيْءٍ» هكَذا رَوَاهُ أَبو عُبَيْدٍ، وقال: هو الذي نَامَ وانْحَنَى، وتَثَنَّى في نَوْمِهِ، وَقال إبراهِيمُ الحَرْبِيُّ، ¦ في غَرِيبِهِ: «بِظَبْيٍ حَاقِفٍ فيه سَهْمٌ، فقَالَ لأصْحَابِهِ: دَعُوهُ حتى يَجِيءَ صَاحِبُهُ»، وقال ابنُ عَبَّادٍ: هو ظَبْيٌ حَاقِفٌ بَيِّنُ الحُقُوفِ بالضَّمِّ.

  قال: والمِحْقَفُ، كمِنْبَرٍ: مَن لا يَأْكُلُ ولا يَشْرَبُ، وَكأَنَّهُ مِن مَقْلُوبِ قَفَحَ.

  واحْقَوْقَفَ الرَّمْلُ، والظَّهْرُ، والْهِلَالُ: طَالَ، واعْوَجَّ، اقْتَصَرَ الجَوْهَرِيُّ عَلَى الرَّمْلِ والهِلالِ، وقال فيهما: اعْوَجَّ، وأَنْشَدَ للعجَّاجِ:

  سَمَاوَةَ الْهِلَاكِ حَتَّى احْقَوْقَفَا

  وَفي اللِّسَانِ، وكلُّ ما طَالَ واعْوَجَّ فقد احْقَوْقَفَ، كظَهْرِ البَعِيرِ، وشَخْصِ القَمَرِ، وأَنْشَدَ الصَّاغَانِيُّ في الظَّهرِ:

  قُوَيْرِحُ عَامَيْنِ مُحْقَوْقِفٌ ... قَلِيلُ الإِضَاعَةِ للخُذَّلِ⁣(⁣٢)

  [حكف]: الْحُكُوفُ، بِالضَّمِّ أَهْمَلَهُ الجَوهَرِيُّ، وابنُ سِيدَه، واللَّيْثُ، وقال ابنُ الأَعْرَابِيِّ: هو الاسْتِرْخَاءُ في العَمَلِ، كذا في التَّهْذِيبِ لِلأَزْهَرِيِّ خَاصَّةً، وأَوْرَدَه صاحبُ اللِّسَانِ، والصَّاغَانِيُّ.

  [حلف]: حَلَفَ، يَحْلِفُ، مِن حَدِّ ضَرَبَ، حَلْفاً، بالفَتْحِ، ويُكْسَرُ، وَهما لُغَتَانِ صَحِيحَتانِ، اقْتَصَرَ الجَوْهَرِيُّ عَلَى الأَولَى، وحَلِفاً، ككَتِفٍ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ، ومَحْلُوفاً قال الجَوْهَرِيُّ: وهو أَحَدُ ما جَاءَ مِن المَصَادرِ علَى مَفْعُولٍ، مِثْلِ: المَجْلُودِ والمَعْقُولِ، والمعْسُورِ⁣(⁣٣)، ومَحْلُوفَةً، نَقَلَهُ اللَّيْثُ.

  وقال ابنُ بُزُرْجَ: يقال:⁣(⁣٤) لا ومَحْلُوفَائِهِ: لا أَفْعَلُ، بِالْمَدِّ، يُرِيدُ: ومَحْلُوفِه، فمَدَّهَا.

  وقال اللَّيْثُ: يقولونَ: مَحْلُوفَةً بِالله ما قالَ ذلك، ينْصِبُونَ علَى الإضْمَارِ، أي: أَحْلِفُ مَحْلُوفَةً، أي: قَسَماً، فالمُحْلُوفَةُ: هي القَسَمُ.

  والأُحْلُوفَةُ: أُفْعُولَةٌ مِن الحَلِفِ وقال اللِّحْيَاني: حَلَفَ أُحْلُوفَةً.

  والْحِلْفُ، بِالْكَسْرِ: الْعَهْدُ يكونُ بَيْنَ الْقَوْمِ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ، قال ابنُ سِيدَه، لأَنَّه لا يُعْقَدُ إِلا بالحَلِفِ والحِلْفُ: الصَّدَاقَةُ، وأَيضا: الصَّدِيقُ، سُمِّيَ به لأَنَّه يَحْلِفُ لِصَاحِبِهِ أَنْ لا يَغْدِرَ بِهِ، يُقَال: هو حِلْفُهُ، - كما يُقَالُ: حَلِيفُهُ - ج: أَحْلَافٌ، قال ابنُ الأَثِيرِ: الحِلْفُ في الأَصلِ: المعَاقَدَةُ، والمُعَاهَدَةُ علَى التَّعَاضُدِ والتَّسَاعُدِ وَالاتَّفَاقِ، فما كان منه في الجَاهِلِيَّةِ على الفِتَنِ والقتالِ وَالغَارَاتِ، فذلك الذي وَرَدَ النَّهْيُّ عنه في الإِسلامِ بِقَولِهِ «لا حِلْفَ في الإِسلَامِ»، وما كان منه في الجَاهِليَّةِ على نَصرِ المَظلُومِ وصِلَةِ الأَرحَامِ، كحِلْفِ المُطَيِّبِينَ وما جَرَى مَجرَاهُ، ذلك الذي قالَ فيه : «وأَيُّمَا حِلفٍ كَان في الجَاهِلِيَّةِ لم يَزِدهُ الإسلامُ إِلَّا شِدَّةً»، يُرِيدُ مِن


(١) عن معجم البلدان «الأحقاف» وبالأصل «هجر».

(٢) عن المطبوعة الكويتية وبالأصل «وبرح عامين».

(٣) زيد في التهذيب: «والميسور» ولم يذكر «المجلود».

(٤) زيادة عن القاموس، نبه إلى هذا النقص بهامش المطبوعة المصرية.