تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[برزن]:

صفحة 54 - الجزء 18

  فقولُ شيْخِنا، ¦؛ هذا التَّفْسِيرُ لا يُعْرفُ لغيرِ المُصنِّفِ محلُّ نَظَرٍ، ثم قالَ: والدابَّةُ لَفْظٌ عامٌّ لكلِّ ما يدبُّ على الأرْضِ، وخُصّ في العُرْفِ بذَواتِ الأرْبَع ثم ببعضِها على ما عُرِفَ بالدَّواوِين.

  والبِرْذَونُ: دابَّةٌ خاصَّة لا تكونُ إلَّا مِن الخَيْلِ، والمَقْصُودُ منها غَير العِرابِ، فالبِرْذَونُ مِن الخَيْلِ: ما ليسَ بعرابيِّ.

  وفي التَّوْشِيح: البَراذِينُ: الجفاةُ مِن الخَيْلِ.

  وفي شرْحِ العِراقيَّة للسَّخاوي: البِرْذَونُ: الجافِي الخلْقَةِ الجلدُ على السَّيْرِ في الشَّعابِ والوَعرِ مِن الخَيْل غَيْر العرابيَّةِ، وأكْثَر ما يُجْلَبُ من الرُّومِ.

  وقالَ الباجِي: البِرْذَونُ مِن الخَيْل هو العَظيمُ الخلْقَةِ الجافِيها، الغَلِيظُ الأعْضاءِ، والعِرابُ أضْمَر وأرَقّ أعْضاءً؛ وهي بهاءٍ؛ وأنْشَدَ الكِسائيُّ:

  رأيْتُكَ إذْ جالَتْ بكَ الخَيْلُ جَوْلةً ... وأنتَ على بِرْذَوْنَةٍ غير طائلِ⁣(⁣١)

  ج بَراذينُ.

  والمُبَرْذنُ: صاحِبُه، وقيلَ: رَاكِبُه. يقالُ: لَقِيتُه مُجِيداً وأخاهُ مُبَرْذِناً، أي رَاكِباً جَواداً وبِرْذَوْناً.

  وبَرْذَنَ الرَّجُلُ: قَهَرَ وغَلَبَ وحُكِيَ عن المُؤَرِّج أنَّهُ قالَ: سألْتُ فلاناً عن كذا وكذا فبَرْذَنَ لي أي أعْيا عن الجَوابِ.

  وبَرْذَنَ الفَرَسُ بَرْذَنةً: مَشَى مَشْيَ البِرْذَوْنِ.

  * وممَّا يُسْتدركُ عليه:

  بَرْذَنَ الرَّجُلُ: ثَقُلَ عليهِ ذلِكَ.

  قالَ ابنُ دُرَيْدٍ: أحسِبُ أنَّ البِرْذَوْنَ مُشْتَقٌّ من ذلك.

  * وممَّا يُسْتدركُ عليه:

  بِرْذَوْنٌ، كجِرْدَحْلٍ: بَلَيْدَةٌ مِن نواحِي خوزستان قُرْبَ بَصِنَّى، تُعْمَلُ فيها السّتُورُ البَصِنّيّة وتدل⁣(⁣٢) بعمل بصنّى.

  [برزن]: البِرْزِينُ، بالكسْرِ: التَّلْتَلَةُ وهي مَشْرَبَةٌ تُتَّخَذُ مِن قِشْرِ الطَّلْعِ، كما في الصّحاحِ. زادَ غيرُهُ: يُشْرَبُ فيه، فارِسِيٌّ مُعَرَّبٌ.

  وقالَ أبو حَنيفَةَ: هي قِشْرُ الطَّلْعةِ تُتَّخَذُ مِنْ نصفِه تَلْتَلَةٌ.

  وقالَ النَّضْرُ: البِرْزينُ: كُوزٌ يُحْمَل به الشَّرابُ مِن الخابِيَةِ؛ وأنْشَدَ الجوْهرِيُّ لعدِيِّ بنِ زيْدٍ:

  ولنا خابِيَة مَوْضُونَةٌ ... جَوْنةٌ يَتْبَعُها بِرْزِينُها

  فإذا ما حارَدتْ أو بَكأتْ ... فُكَّ عن حاجِبِ أُخْرَى طِينُها⁣(⁣٣)

  وأنْشَدَ أبو حنيفَةَ:

  إنَّما لِقْحتُنا باطِيةٌ

  وفي التَّهْذِيبِ: خابِيَةٌ.

  قالَ الأزهرِيُّ: وصَوابُ برْزينٍ أنْ يُذْكَرَ في بَرَزَ، لأنَّ وَزْنَه فِعْلينٌ مِثْل غِسْلِين.

  * وممَّا يُسْتدركُ عليه:

  بُرْزانُ، بالضَّمِّ: مِن أعْمالِ طَبَرسْتانَ، ومنها: أبو جَعْفرٍ محمدُ بنُ الحُسَيْنِ بنِ إسْماعيل البُرْزانيُّ الطّبرسْتانيُّ الرينيّ، ماتَ سَنَة ٥٠٦.

  وبَرْزَنُ، كجَعْفَرٍ: قَرْيتانِ بمَرْوَ إحْدَاهما متَّصِلَة ببرماقان⁣(⁣٤)، ومنها: إبراهيمُ بنُ أحْمَدَ البَرْزَنيُّ الكاتِبُ، والثانية: متَّصِلَةٌ بباغ على فَرْسَخَيْن مِن مَرْوَ، ومنها: الإمامُ إسْماعيلُ البَرْزَنيُّ المُحدِّثُ.

  * وممَّا يُسْتدركُ عليه:

  بُرْزَاباذَان، بالضمِّ: من قُرَى أصْبَهان، منها: أبو العبَّاس الفضْلُ بنُ أحمدَ القُرَشيُّ؛ قالَ ابنُ مَرْدَوَيْه: ضَعِيفٌ.


(١) اللسان والصحاح.

(٢) في معجم البلدان: وتُدَلّس.

(٣) الصحاح واللسان وصدر الأول فيه:

إنما لقمتنا باطيةٌ

(٤) عن معجم البلدان وبالأصل: «ببزماقان».